اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.رعد الغامدي
إن الرضا بالنصيب والقدر والقسمة هو متطلب رئيسي
من متطلبات النفس الهادئة المطمئنة، وهذا يتطلب عدم مقارنة
الذات بالآخرين، فالرزق مقسوم بمشيئة ومعرفة الهية،
والابتلاء له ثواب وليس عبث، والله إذا أحب عبده ابتلاه،
ثم ان الاحوال والظروف لا تستمر وانما تتقلب، وهذا يتطلب التفاؤل،
فمن هو فقير قد يغتني في يوم وليلة بقدرة الله،
ومن هو مريض قد يبرأ في يوم وليلة.
وإن لم يغتني ولم يبرأ فوالله لن يضيع صبره عند الله.
|
جزاك الله كل خير د. رعد على هذا الموضوع المهم جداً..
تذكرت مقولة تنسب للإمام الحسن البصري عندما سئل عن سر طمأنينته وسعادته قال مقولة رائعة جاء فيها" علمت أن رزقى لن يأخذة غيرى فاطمأن قلبى لذلك"
واذا نظرنا للايمان بالقضاء والقدر كركيزة اساسية في حياة المؤمن وركن من اركان الايمان نجد ان الاحاديث تبين أن القضاء نافذ: "وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيءٍ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ. وَإِنْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ. رُفِعَتِ الأَقْلامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ"
هذه حقيقة الإيمان بالقضاء والقدرِ؛ ولكن ذلك بطبيعة الحال لا يناقض العمل؛ لأَن العمل مطلوب، عندما قال صحابي لرسول الله عليه الصلاة والسلام: أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال صلى الله عليه وسلمَ:((اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ)) وفي الحديث أيضاً " وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"
فالايمان بالقضاء والقدر كما انه يبعث الطمأنينة والراحة في النفس فهو في الجانب الآخر يدفع الى العمل والاخذ بالاسباب اذا علمنا ان النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا.. مع صدق التوكل على الله..
اشكرك د. رعد على هذا الموضوع المميز. بارك الله فيك.