سيّدتي .. جئت هنـا بعد أن أشبعت نفسي من النوم .. فأنـا أريد أن أرسمَ ما يليقُ بكِ ..
و لأنكِ تحبين الألوان .. وكذا أنـا .. و لأني أحبّ التمرّد .. و كذا أنتِ .. تعالي .. سـأنثر ما نستعذبه ..
---------------------
أيتهـا المنسوجة من تفاصيل ضيـاء القمر .. المتربعة على عرش ٍ من ألوانِ الطيف السبع ..
لؤلؤة ً وسط محـارٍ في أعمـاق محيط .. أو نجمة تائهة في أديم سمـاء ..
أيــًا كنتِ .
الكون يـا سيّدتي .. يحتوي كلّ إمكـاناتِ الألوان على التلألؤ .. كل قدراتِ الحروف على البريق .. كلّ تهافت البشر على النجوميّة ..
و رغم ذلكَ نحن نتمرّد عليه .. نغتـاله أحيانــًا .. و بقسوة .. أتظنين أنّ (واقعنـا) لا يحزن .. إذا ما نحن هربنـا منه إلى عالم ِ الأحلام .. و تبرّأنـا منه و من كلّ ما يقدّم لنـا ؟!
إذا نحن قارنه بطبـائع البشر .. سيحزن حتمــًا .. و سيعتبر ذلكَ خيـانة و جرحــًا لا يندمل .. لكننـا حقــًا لا نكترث لتلكَ الخيـانة .. نحن اعتدنـا عليهـا .. و ألبسنـاهـا ثوب حريريــًا من (أحلام) و من ثمَّ زيّـنـهـا بعقدٍ فـاره من (أمل)
سيّدتي .. لا تكترثي كثيرًا لمـا أسميته خيـانة .. نحن إذ نستعذب شيءًا .. لا يعود المسمى أمرًا يحول بينـنـا و بين إتيانه .. ببساطة سنلبس المسمى أحرفَ جديدة ..
سيّدتي .. هل تمنى لكِ أحدٌ مـا الخيانة مسبقــًا ؟؟ لا أعتقد .
أنـا أتمنى لكَ خيـانة هـادئة و عميقة جدًا هذهِ الليلة .. خيانةً من النوع الذي ألبسنـاه حروفــًا جديدة .. فكلمة (حلم) صدقيني يا سيّدتي أصلهـا (وهم) غيّرهـا جدي بنفسه .. لكن من يكترث للأصل .. يكفي إغراء الحروف الجديدة ح ل م ..
عـُديّ.. ذلكَ الصديق الذي أحِبُّ بشدة ..أظنكِ مررتِ على شيءٍ مما نثر .. أحفظ ممـا كتب سطرًا واحدًا .. قـال يومــًا :
(النور يجذب الحشرات )
عبـارة عميقة جدًا .. اقرئيهـا على ثلاثة أوجه .. ظاهرهـا .. ثمّ إسقاطها الإيجـابّي .. ثم ذاكَ السلبيّ ..
ووو لا أستطيع البوح عن تلكَ الجملة أكثر .
سيّدتي .. تخـافين ألا تتسع المسـاحة لـفطيرك المشلتت و عسلكِ الأبيض ؟! سيّدتي .. كل المسـاحاتِ محررّة على حسـابهمـا ..
سيّدتي .. صدقــًا أتمنى لو كان بإمكاني أن أحجب هذهِ الصفحة عن ناظريكِ .. فأنـا لي رغبة كبيرة و عارمة جدًا .. برؤيتك غاضبة جدًا .. يتطاير الشرر من عينيكِ .. و أنتِ تنطحين (رابط الصفحة) و لا يفتح لكِ .. يا الله .. مشهدٌ مشوّقٌ جدًا .. اعذريني .. بدأت بالتخيّل من الآن .. (إبتسـامة شيطانية من الحجم الكبير ؛ الكبير جدًا ).
اعذريني .. لا أريد أن أكتب أكثر .. أخـاف أن أزيد .. و أعطيكِ أكثر مما تستحقين .. (إبتسامة بائـع شاورمـا و هو يحتـال على أحد الزبائن )
---------
ختمــًا .. أرأيتِ السمـاء ؟؟
مثل حجمهــا بالضبط .. أقول لكِ شكرًا ..
اِنظري إلى السمـاءِ مرّة أخرى ..
لا أدري أيّكمـا تشبه الأخرى ..
طاب مسـاؤكِ يـا سـمـاء .