عرض مشاركة واحدة
قديم 14-01-2011, 08:39 AM   #1
نورحياتي إنطفأ
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية نورحياتي إنطفأ
نورحياتي إنطفأ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32065
 تاريخ التسجيل :  10 2010
 أخر زيارة : 10-06-2011 (10:25 PM)
 المشاركات : 1,638 [ + ]
 التقييم :  48
لوني المفضل : Cadetblue
Icon7 الرعاية النفسية للرجل العانس والمراة العانس



الرعاية النفسية للعانس
أ.د محمد المهدي


والعانس هو الرجل او المراة الذي تعدى سن الزواج ولم يتزوج سواء كان بارادته أو بغير ارادته .. لكن للاسف حتى الاطباء احيانا يسيئون توجيه النصح للمجتمع فحبيت اضيف هذة الجزئية لاجل تضعوا باعتباركم ان الموضوع شاامل للمراة والرجل على احترامي للطبيب كاتب المقال الاصلي.


إن محور الرعاية النفسية للعانس هو أن تجد معنى للحياة, فالحياة يمكن أن تعاش بطرق كثيرة ويمكن أن تأخذ معانٍ متعددة. وإن كان الزواج يحقق الكثير من الاحتياجات الفطرية الأساسية للمرأة (وللرجل) إلا أنه في حالة تعذره أو في حالة الزهد فيه أو رفضه يمكن إجراء تعديلات وتحويلات على خريطة الاحتياجات بحيث يتم إعادة التوزيع حتى تصل الفتاة إلى أقرب حالة ممكنة من التوازن والإشباع. ولكل فتاة خريطتها الخاصة من الاحتياجات، ولها أيضاً طريقتها في إعادة توزيع الاحتياجات وتحقيق الإشباعات فبعض الفتيات ربما يوسعن شبكة العلاقات الاجتماعية وبعضهن ربما يعمقن علاقاتهن العائلية فيندمجن أكثر في العائلة ويعتمدن على رعاية أطفال الأخوات ورعاية المرضى وكبار السن، وبعضهن يندمجن في العمل ويحاولن تحقيق إنجازات مهنية عالية ومشرفة، وبعضهن يتجهن نحو العلم (الدنيوي أو الشرعي) فيجدن فيه معنى عالياً وراقياً للحياة، وبعضهن يتجهن لتذوق الجمال أو صنعه في الأدب أو الفن وبعضهن يتسامين إلى عالم من الروحانيات يعشن فيها لذات روحية لا حدود لها، وبعضهن ربما يجدن في العمل الخيري سعادة كبيرة بينما يجد البعض الآخر سعادة في ممارسة الرياضة.


المهم أن تعرف الفتاة العانس أن للحياة طرائق كثيرة وأن آلاف الأبواب مفتوحة للتعبير عن الذات وإشباعها، وهذا ينقذها من السقوط في بئر اليأس والقنوط والاكتئاب.
وحين تجد الفتاة العانس مسارات ذات معنى لحياتها تصبح أكثر مناعة ضد تلميحات وتصريحات المحيطين بها وتعليقاتهن على عدم زواجها ونظرات الشفقة أو الشماتة الصادرة من هنا أو هناك، إذ هي حين تجد المعنى تصبح أكثر تأكداً من طريقها وخياراتها وتصبح أكثر قوة في مواجهة الحياة بدون رجل سواء كانت هذه الحياة باختيارها أو رغماً عنها.


وقد كتب عالم النفس "فيكتور فرانكل" نظرية العلاج بإحياء المعنى، وهي تتلخص في أن من يجد معنى لحياته هو الأكثر سعادة واستقرارا والأكثر مقاومة للاضطرابات العضوية والنفسية، وعلى العكس فإن من يفتقد المعنى يسقط في قاع الحياة ويصاب بالكثير من اضطرابات الجسد والنفس.

وفي التعامل النوعي مع مشكلة العنوسة علينا أن نفرق بين نوعين من العوانس: النوع الأول هو الفتاة غير الراغبة في العنوسة, والنوع الثاني هو الفتاة التي اختارت طريق العنوسة بإرادتها (بوعي أو بغير وعي), وسنستعرض ذلك بشيء من التفصيل:

الفتاة غير الراغبة في العنوسة:
هنا تحتاج هذه الفتاة لمراجعة أشياء كثيرة في حياتها وفي نفسها مثل:
0 هل هي داخلة ضمن إطار الشبكة الاجتماعية، بمعنى آخر هل هي معروفة وظاهرة للناس في العائلة وفى الوسط الاجتماعي الذي تعيش فيه؟... فربما تأخر زواج فتاة رائعة لا لشيء إلا لكونها معزولة اجتماعياً.


وهنا يستوجب الأمر أن يكون لها حضور اجتماعي من خلال تواجدها في المناسبات العائلية والاجتماعية وترددها على الأماكن التي تجعلها مرتبطة بالبشر مثل دور العبادة والأندية والجمعيات الخيرية.. إلخ.


والأمر ليس متوقفاً على التواجد بل يستدعى الحضور والتألق، وهذا ليس استجداءاً للزواج أو تسولاً له في هذه الأماكن وإنما هو نوع من السعي المشروع نحو الزواج من خلال التواجد والحضور ضمن الشبكة الاجتماعية خاصة في هذه الأيام التي ضعفت فيها علاقات الناس بشكل كبير. وكثير من الشباب يخشى التقدم لفتاة مجهولة بالنسبة له، فهو يريد أن يستشير أحد ممن يعرفونها، إضافةً لكونها -في حالة عزلتها– لن يدري بها أحد حتى يفوت أوان زواجها.


0 هل هي تتمتع بمميزات كثيرة تجعل كثير من الشباب يتهيبون الاقتراب منها، فمثلاً الفتاة الناجحة جداً أو الحاصلة على درجات علمية عالية أو التي تنتمي لعائلة ذات مستوى اقتصادي أو اجتماعي مرتفع، تلك الفتاة قد يصعب زواجها نظراً لخشية من يتقدمون لها أن ترفضهم أو ترفضهم عائلتها. أو أن الفتاة تكون قد نضجت علمياً وفكرياً إلى الدرجة التي تحتاج فيها إلى شخصية نادرة كي تتوازن مع هذه الدرجة من النضج والنجاح والتميز، وهذا يقلل من عدد الأشخاص الذين يصلحون للتقدم لها. تلك الفتاة تحتاج _ هي وعائلتها _ للتقليل من الهالة الزائدة المحيطة بهما، وأن يتعاملا مع الناس بتواضع يشجع من لديه الرغبة في التقدم لها دون أن يصدم بموقف متعال أو مستهجن.
وقد تضطر هذه الفتاة لأن تخفض سقف معاييرها في شريك حياتها، حيث أن شريك حياة تنقصه بعض المواصفات خيرٌ من الوحدة طوال العمر.


الفتاة العانس باختيارها (بوعي أو بغير وعي):
0 هل هي مشغولة بعلاقة سابقة ولم تستطع التعافي أو الخروج منها، وهذا يستلزم مصارحة مع النفس وشجاعة اتخاذ قرار تجاه هذه العلاقة وطي صفحتها خاصةً إذا كانت ميئوس منها، لأن بعض الفتيات قد يحدث لهن تثبيت على علاقة بعينها وتمر السنين وتفوت فرصة الزواج بينما تقف الفتاة عند نقطة معينة لا تستطيع تجاوزها وكأن الزمن توقف عندها، وهذه تعتبر أزمة نمو، ومشكلة في نضج الشخصية، حيث تتطلب الحياة الانتقال من حالة إلى حالة وإغلاق بعض الملفات وطي بعض الصفحات، وهنا يتدخل العقل ليكبح جماح المشاعر ويجعل خط الحب مفتوحاً وجاهزاً لاستقبالات جديدة.

قد تقول الفتاة من هذا النوع الذي تثبت عند علاقة معينة: وهل المشاعر بهذه السهولة حتى نوقفها أو نغيرها بسهولة؟
والإجابة: بالطبع هناك صعوبة في التحكم في المشاعر، ولكن تغيير الأفكار والخروج من التعلق بالأوهام ورؤية الواقع بشكل موضوعي، كل هذا كفيل باتخاذ قرارات وتعديل مسارات التفكير بحيث تؤثر في توجهات المشاعر، أو على الأقل تعطي فرصة للتعافي من بقايا العلاقات القديمة المعوقة للنمو الوجداني والعقلي.


والفتاة المتورطة في التثبيت الوجداني تجاه علاقة سابقة، قد يتقدم لها الكثيرون ممن هم أكفاء لها ولديهم مميزات كثيرة، ولكن ارتباطاتها القديمة تجعل خط الحب لديها مشغولاً وتجعلها لا ترى من يتقدم لها أو تراه بشكل سلبي أو لا تشعر به على الإطلاق وتظل ترفض الفرص التي تأتيها حتى يفوتها قطار الزواج، ثم تكتشف في مرحلة ما من العمر أنها كانت تجري وراء سراب ولكنها للأسف تكتشف هذا بعد فوات الأوان، فترضى بأي طارق لبابها (جوازه والسلام) أو تكمل حياتها تعانى آلام الوحدة والعنوسة.


يتبع
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس