20-01-2011, 06:53 AM
|
#2854
|
مستشار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 32511
|
تاريخ التسجيل : 12 2010
|
أخر زيارة : 11-02-2015 (02:59 AM)
|
المشاركات :
6,372 [
+
] |
التقييم : 75
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Darkcyan
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سليم
عزيزى الدكتور رعد ...
كثيرا ما نجد تحذيرات من اهل الاختصاص النفسى بعدم الاندماج بحالات المرضى تجنبا لانعكاسها على الطبيب ...
او لتجنب تأثير هذه الحالات لقدرة الطبيب او الاخصائى فى التقييم او التعامل على الوجه الاكمل ...
ووجهة نظر اخرى ترى ان الاندماج مع المريض يشعره بالطمأنينة والثقة ويدعوه للاسترسال لما فى اعماقه ...
مما يسهل على الطبيب او الاخصائى اكتشاف اسباب المرض المترسبة والتى ادت لتفاقم الامر وربما لم يكن يعلم المريض نفسه السبب الحقيقى وراء حالته ...
وسؤالى ...
اى طريقة يجدها الدكتور رعد هى الطريقة المثلى ...؟؟؟
وهل ترى ان الاصلح مواجهة المريض بشكل مباشر ..؟؟ ام تحسس الامر تجنبا لردة فعل سلبية ...؟؟؟
اشكرك ...
|
أشكرك أخي صلاح سليم على طرح هذا السؤال
والحقيقة أنهما سؤالين حول نقطتين مختلفتين
الأولى حول الصحة النفسية للطبيب النفسي وتأثير الحالات عليه
والثانية حول التشخيص الدقيق للمريض بغض النظر عن مشاعره
وعليه أقول: نعم الطبيب النفسي معرض لخطر العدوى
وهذا إن كان لايجيد الإقتراب من المريض بحذر عن الإندماج
في مشاعره وأفكاره. والحقيقة هي أن الذي لايريد
الإقتراب لايصلح أن يكون طبيب نفسي، فلا بد من الإقتراب
الى أقصى درجة وهي أن تضع نفسك في مكان المريض
وتعيش معاناته بالخيال وتجيد الإحساس بها وتتفهمها
كما أن الذي يجيد الإقتراب بدون حذر وليس لديه مناعة
ضد الخلط بين التعاطف والإنغماس في آلام المريض
وبين القدرة على الحذر بالشعور بالمريض وتفهم مشكلته
بتخيلها بشكل مؤقت ووضع نفسه مؤقتا في موضع المريض
والإحساس بحالته وإدراكها عقليا وإيجاد سؤال عقلي حول
التشخيص والعلاج وليس مجرد المشاركة العاطفية والاحساس
بعاطفة المريض والتعاطف معه من باب الإحساس فقط، نقول،
إن الذي لايجيد الاقتراب بحذر هو أيضا لا يصلح للعمل كطبيب
نفسي لأنه سينتهي به الحال الى أن يصاب بالأمراض
التي يندمج تعاطفيا مع أصحابها دون أن يجد
لها تفسير عقلي وتشخيص وعلاج
الطريف في الموضوع بالنسبة لي هو أن
زوجتي خائفة علي ووالدي خائف علي من أن أصاب
بلحسة مخ مع الوقت حسب تعبيراتهم بل أنا طبعي مرِح
وألاحظ أنهم يرتابون أحيانا عندما أمزح عليهم بتقليد أصوات
أو بالإستهبال والتنكيت ويعتقدون أن هذه هي آثار مجمع الأمل
السوءال الثاني الذي طرحته أخي صلاح هو:
هل أواجه المرضى بشكل مباشر أم أجاملهم وآخذ في الحسبان
تحسسهم وحالهم المرضي الذي قد يتطلب مراعاة مشاعرهم
ربما كجزء من العملية العلاجية وبناء الثقة والطمأنينة لدى المريض؟
وأنا باختصار أستخدم الصراحة المباشرة مع المرضى المستبصرين
ولا يهمني إن كان لديه وسواس وزاد كلامي من وسوسته
كما لا يهمني إن كان قلِقا وكلامي زاد من قلقه ومخاوفه
ولا يهمني إن كان لديه اضطراب بالشخصية من النوع
السيكوباثي أو المضاد للمجتمع أو النرجسية المغرورة
أو الشخصية الملفتة التي تحب لفت الأنظار أو غيرها
من أنواع الشخصيات والذين لايحبون المواجهة وهم مستبصرين
أما المصاب بالذهان في حالة عدم الاستبصار وقت النوبة
الذهانية فإني أعاملهم كما أعامل أطفالي من حيث
الرقة والهدوء والتحمّل والكلمة الجميلة والكذبة
البيضاء والحيلة والتشجيع والمسايرة
وباختصار آخذه على قد عقله
إن فلسفتي في الصراحة مع المستبصرين تأتي من حقيقة
أن الطب لا مجاملة في التشخيص سواء نفسي أو عضوي
فمريض السرطان مثلا يجب أن يعرف أنه مصاب بالسرطان
ومريض الإيدز يجب أن يعرف ومريض القلب يجب أن يعرف
ونفس الشيء في الأمراض النفسية
بل أن الموسوس اذا أصابه مرض فإنه يجب أن يعرفه
ويعرف مخاطره بصدق لأنه شرعا إنسان عاقل
والطب أمانة، فلا يجوز أن تطمئن شخص بالباطل
لمجرد أنه موسوس وتخاف أن تثور وساوسه
وساوسه هي مسؤليته وليست مسؤولية أحد وأنا
مسؤوليتي أن أعطيه علاج ملائم للوساوس وليس أن
لا أثيرها، فهي ستثور بي أو بغيري.. ونفس الشيء
بالنسبة لمريض الهلع إن شكيت بأن لديه مشكلة عضوية
فيجب أن أوضح له ماأنا بحاجة للتأكد منه هل هو بأمان من
الناحية العضوية أم أنه مشتبه وربما يثبت وجود علة عضوية لديه؟
والطب قد تتسبب المجاملة والطمأنة الكاذبة فيه بكوارث
وسأذكر قصة أستاذ في الجامعة راجع عيادة أعصاب لوجود
مشكلة بسيطة لديه وهي حركة لا إرادية في اصبع يده اليمنى
الصغير، أي أن اصبعه يتحرك لوحده وليس لديه أي مشكلة أخرى
سوى قلق شديد بسبب خسارته في الأسهم وتوتر تزامن مع
حركة الأصبع. وبعد أن تحدث مع طبيب الأعصاب وقام بفحصه
طمأنه وقال له : مافيك شي يمكن شوية قلق هي السبب
(وبالفعل، القلق قد يسبب ذلك طبيا) ونصحه بمراجعة طبيب
نفسي، وذهب للطبيب النفسي وشك الطبيب في نوع من
أنواع الصرع فعمل تخطيط للدماغ وكان سليما ثم أعطاه
مضاد للقلق وبعد ذلك غاب المريض فاعتقد الطبيب
أنه تشافى وتحسن ، وذات يوم وبعد شهرين
من الزمان كان الطبيب النفسي في مكتبه
وهو بروفيسور في الطب النفسي
ودخل علي رجل أقرع وشكله مبهدل ومعه تقارير
وأشعة ولم يعرفه فقال له المريض: تشخيصك كان
غلط يادكتور، أنا طلع عندي ورم في الدماغ وهذي التقارير
أنا رحت أمريكا وعملو لي أشعة للرأس ولقيوا سرطان من
نوع كذا وأعطوني علاج كيماوي والحمد لله خلصت العلاج ورجعت
وحبيت بس أنبهك انك ضريتني بتشخيصك الغلط
مارأيكم بهذه القصة؟ أليس جدير بالأطباء أن يكونوا حذرين في
المواجهة مع المرضى حول احتمالية المرض العضوي وضرورة
التأكد اليقيني من عدم وجود مشكلة عضوية قبل القول بأنها نفسية؟
هل المريض سيموت من الخوف والوسوسة، أم الخوف عليه
من جلطة أو ورم خبيث لا قدّر الله؟ لماذا اطمئنه بالكذب
وسوف يحاسبني ربي على ذلك؟
ونفس الشيء أقوله لمرضى الإضطرابات الشخصية
وهي أصعب الأمراض النفسية في التشخيص وتقريبا
لا تعالج الا بالإصلاح الفكري والسلوكي وبالمواجهة المباشرة
لماذا اتساهل وأقول عن شخصية حدية بأنها اكتآب واعطيها
مضادات اكتآب ثم أقول بأن الدواء لم يأتِ بنتيجة لأن
لديها اكتآب مقاوم للعلاجات بينما المريض لديه
اضطراب شخصية حدية BORDERLINE
ولن يستجيب فعليا ويتحسن الا بالعلاج الفكري السلوكي؟
هل أتجنب مواجهته حرصا على مشاعره لأن الإكتآب مقبول
ولا يضايقه نفسيا ولكن اضطراب الشخصية يؤذي مشاعره
وخليه زي ما هو أحسن حتى لو ماتعالج؟ لا.. سأواجهه
سأواجه المنحرف الذي يعتدي على الأطفال جنسيا
وربما أبصق عليه أن كانت بصقتي رخيصة عندي
(وأعتذر عن هذا التعبير) لماذا أحترم مشاعره
وعلاجه الصحيح هو الجلد والتعزير وليس
الجلسات النفسية؟
إن المواجهة والصراحة أصبحتا توجها قانونيا
في الطب النفسي في الغرب وهم من وضع
أساسيات الطب النفسي التي نسير عليها. ومن غير
القانوني (في انجلترا مثلا) أن تكتم الأخبار عن المريض
الموسوس ولا تطلعه على نتائج فحوصه لكي لا يوسوس أكثر
ونفس الشيء يقال لمرضى الهلع والاكتآب البسيط
وربما أنتهز الفرصة هنا للتنبيه
لمرضى الهلع والذين يأتون بأعراض مرضية تشبه
العضوية تماما ولايستطيع أكبر الأطباء أن يقاوم الرغبة في اجراء
أكبر كم من التحاليل والأشعة ليتأكد من أن المشكلة العضوية
غير موجودة، فأقول لهم لا تلوموا الأطباء في افتراض المرض
العضوي واجراء الفحوصات الكثيرة فنصف التشخيص يقوم على
أعراض المريض وأنتم تقولون كلاما خطيرا يخيف الطبيب
ولا يوجد قانون يحمي الطبيب إن لم يفحص ويحلل ويصور
فأنتم السبب بكثرة وسواسكم وليس الطبيب جاهل
أو نصاب يطلب فحوص مالها داعي، واحذروا من
قصة الذيب وراعي الغنم وكلكم تقريبا تعرفوها
وتعرفوا انه لما جاء الذيب من صدق ماصدقه
أحد من أهل القرية لأنه هو السبب اللي لخمهم
وخلاهم ياخذوا انطباع دائم عنه بأنه كذاب ومتلاعب
وترى أغلبكم مرضى وسواس أكثر من الهلع، أو وسواس
شديد مع الهلع، ولا تاعبكم غير الوسواس، فريحوا أنفسكم
وخذوا علاج دوائي إذا ما تقدرون توقفوا الوساوس
وأخيرا أشكر أخي صلاح على سؤاليه الكبيرين
وأشكر أختي وردة على الإستضافة وهذا آخر سؤال أجاوب عليه
في هذه الإستضافة وسعدت بالحديث اليكم وحسن استماعكم
|
|
|