22-01-2011, 01:48 AM
|
#2
|
مستشار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 32511
|
تاريخ التسجيل : 12 2010
|
أخر زيارة : 11-02-2015 (02:59 AM)
|
المشاركات :
6,372 [
+
] |
التقييم : 75
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Darkcyan
|
|
أختي الفاضلة فراشة الأحزان:
أبداً ولا يهمك وبالعكس كثير من الأحيان أتمنى أجد فرصة
أن أحكي قصتي لولا أني أشعر بأني أحزّن اللي يسمعوني
وقصتي بدأت في شهر شوال 1412 عندما كنت في السنة الثانية
لكلية الطب وكنت قد انتقلت الى اسكان المتفوقين بالجامعة
وفي ثاني يوم لي في سكني الجديد وفجأة شعرت بغم وحزن
شديدين وتسارع في ضربات القلب ورغبة شديدة في البكاء
وتعرّق شديد في الوجه الى الدرجة التي كأني أضع ماء عليه
وعدم رغبة في أن يراني الناس وتغير كبير في طبيعتي
فقد كنت انسان اجتماعي جدا ومرِح وقوي شخصية
وفجأة وفي يوم وليلة تغيرت كثيرا وشعرت بأشبه
مايكون بالإنهيار وتحطم نفسيتي وشخصيتي
وكان القلق شديد جدا ومرتبط بذهابي
للكلية وحضور المحاضرات
ومقابلة الناس
وبدأت المعاناة وبدأت أطرق
الأبواب. فذهبت لطبيب نفسي لأول مرة في حياتي
بعد أن فشلت في التماسك لمدة وصلت الى شهر تقريبا
وأنا أصارع وأرى نظرات الناس من حولي قد تغيرت الى نوعين
نوع حزين ومشفق ولكنه يلاحظ اني حساس جدا فلا يحاول
الكلام معي أو مواساتي وهؤلاء كانوا الأحبة ونوع كان كالمثل القائل :
اذا طاح الجمل كثرت سكاكينه، فكنت أرى منهم أنواع السخرية والاستهزاء
والغمز واللمز وربما التغير والحساسية الزائدة كانت تصورهم لي هكذا
ولكني كنت أشعر بالألم منهم وربما لم يكن
معي حق في ذلك وان المرض هو السبب
وأنهم لم يتغيروا علي وإنما أنا تغيرت عليهم، المهم أن دراستي
تأثرت بشكل كبير فما عدت أريد الذهاب للكلية خوفا من أن يلاحظ
زملائي أني لست أنا الي يعرفونه وخوف من أن يأتي موقف
يفضحني بينهم ويغمى علي أو أتصرف تصرف أحمق
أو مضحك أو يجعلهم يعتقدون أني مجنون
وبدأت المعاناة بزيارة أطباء من الذين لايعرفون ماأشكو منه
ولم يجربو الاكتآب وأدويته وكان ذاك الزمن هو زمن الأدوية
ثلاثية الحلقات ولم يكن البروزاك قد نزل في الأسواق، أو ربما
لم يكن الأطباء يعرفون قوته لا أدري، المهم كنت أتنقل من طبيب
للأخر كل 14 يوم بسبب الأعراض الجانبية وبسبب عدم وجود نتيجة
وبدأت أبحث عن العلاج لدى الرقاة (الرقية الشرعية والعزايم)
وبدأت أقرأ في علم النفس بحثا عما حصل لي وكيفية علاجه
ولن أدخل في التفاصيل ومشاكلي الدراسية ومع أهلي
وأصدقائي وأقاربي وعدم وجود من يفهم ماذا
حل بي والهم والغم اللذان لازماني
وكان أكره شيء عندي هي ضربات القلب والارتباك الشديد
والرغبة في البكاء والرغبة في الموت وزيادة التعرق
وفي عام 1414 هجرية وبعد
أن استخدمت علاج
تيجريتول
من نفسي وبدون وصفة طبية
ورغبة في تقليل القلق (و قد جربت أنواع الأدوية على نفسي
وبدون وصفات وخاصة أدوية القلب والصرع ومثبطات الغدة الدرقية)
أقول، سبب لي تيجريتول حالة عدم اتزان وحول بالعينين
فرثيت لحالي وأنا عائد من الكلية
وقررت الانتحار
فذهبت لغرفتي في السكن وأغلقت الباب
وأخرجت كل الأدوية التي بحوزتي وجمعتها في كفي
وكانت خليط من أدوية مضادة اكتآب وذهان وأدوية قلب
وأدوية متفرقة لاأذكرها وإنما كميتها كبيرة وبلعتها مع الماء
بعد أن صليت ركعتين وأطفأت النور واستسلمت للموت على
سريري وأنا أفكر في الخلاص وفي الصدمة التي ستحصل
لأخواني (وكان اثنين منهم معي في الجامعة) . ورحمة من ربي
استيقضت بعد نوم مايقارب ال20 ساعة وأنا في مزاج جيد على
صوت خبط على باب غرفتي وحمدت الله اني لم أمت ولم
أصدق مافعلته وكيف أتتني الجرأة وكيف وصلت لليأس
المهم أن الله سلّم وبعدها بيومين أصابتني
تشنجات في الفم وانعقاد في اللسان
ولكنها لم تعني لي شيئا
مثلما أثر على التيجريتول ، فذهبت للمستشفى
وأخبرتهم أني أقدمت على الانتحار قبل يومين، فأعطوني حقنة
أظنها فاليوم وتحسنت وكانو على وشك أن ينوموني فهربت من
المستشفى الجامعي واستمريت في معاناتي ولكن بقرار التوكل
على الله وعلاج نفسي بنفسي بالقراءة والاطلاع في علم النفس
والتطبيق على نفسي. وقد قصّرت كثيرا في دراستي لدرجة الرسوب
المتواصل في أكثر من فصل ، وكنت اسجل مواد وأرسب (أسقط)
بدون أن أحضر أو أدرس أو أمتحن، وفقط لأضمن السكن وصرف
المكافئة الشهرية لأتمكن من العيش، فعلاقتي بوالدي
ساءت لأنه كان مصر على أني أكذب
وكان يشك أني مدمن لشيء كالحشيش أو المخدرات كالفاليوم وقد
لجأت اليه فلم يصدقني وانهار يبكي أمامي المهم أني كنت إبن الدولة
في تلك الفترة واعتمادي السكني والمادي عليها فقط
وكنت أشتري الكتب وأقرأ في مكتبة الجامعة. فقرأت عشرات
الكتب في مختلف مدارس علم النفس، وسحبني علم النفس
للقراءة في مجالات أخرى من الفلسفة والدين والاجتماع
وعلم المنطق بل وقراءات في الأديان الشرقية
كالهندوسية والبوذية
وبدأت أتحسن كلما قرأت وطبقت ماأقرأه
على نفسي وعلى العالم من حولي. وكان كل أملي أن يأتي
يوم بدون أن آخذ دواء، وكنت اتعاج بالعلاج النفسي والدوائي
وفي عام 1416 كتبت أولى كتاباتي ككتاب ثم قررت أن
أضع نصائحي لمن يعاني على شكل كتاب
وقد كان مضحكا في بداياته
ويميل الى البساطة، فلم أتحمس لطباعته الى أن نضجت
الفكرة في رأسي على شكل فلسفة جديدة في علم النفس
ومن منظور اسلامي. طبعا تحسنت كثيرا وحاولت ترك الدواء مرارا
وتكرارا، ولكن في كل مرة أترك فيها الدواء تعود لي أعراض
الظلمة والصمت والمزاج الغير متفاعل والخمول والقلق
ورغم أن فكري نضج بشكل كبير
وأصلحت نفسي في عدة أمور
على صعيد الفكر والسلوك والعاطفة، الا أني
ضللت أعاني من تلك الأعراض في كل مرة أترك فيها
الدواء، وكان علاجي في ذاك الوقت هو الفافرين، ولم يبقى دواء
الا وجربته وكانت الأدوية لاتعطي نفس النتائج دائما
وإنما كان مفعولها يتغير تبعا لتغير نفسيتي وأفكاري
فكنت أغير الجرعات والأدوية تبعا للتطورات التي تحدث في
نفسيتي وخاصة في مسائل القلق والنوم والنشاط. حيث كان يهمني
انتظام النوم وعدم النوم كثيرا، ونفس الكلام عن النشاط، فقد
كنت أكره الخمول والكسل وضعف الهمة والدافع وكذلك القلق كان
يزيد بعد أن يهدأ وكنت أغير العلاج اذا تغير علي بحيث
أصبح لا يعالج القلق
وصدقوني كانت العلاجات تتغير علي في هذه المسائل. وكنت
أضطر لتبديل العلاج بعد أن كان ممتازا ثم يختلف علي
وربما أنا أختلف علي ، الله أعلم
والحمد لله أنا الآن منتظم تقريبا أكثر من سنتين على
البروزاك 40 ملجم وأحيانا 60 ملجم، وترازودون 50 ملجم
وفلوناكسول 1 ملجم وأتقلب تقلبات بسيطة لا تؤثر ولله الحمد
على عملي ولا أسرتي وذلك منذ مايقارب الـ 10 سنوات
وتوتة تتوة خلصت الحدوتة
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة د.رعد الغامدي ; 22-01-2011 الساعة 03:02 AM
|