كيف للنسيان أن يطوي صحائف ليلتنا الأخيرة ؟! كيف للذاكرةِ أن تغسل نفسَهـا من نفسِهـا و تعودَ جديدة ؟! كيف للأنفاسِ التي استبدّت بنا .. و رفعتنـا نحوَ السمـاء .. أن تموت .. فأعودُ وحيدًا و تعودينَ وحيدة ؟! كيف للنبضةِ التي تسارعت كثيرًا أن تـُخنقَ .. و توأدَ دفينة ؟!
كيفَ لنا أن نصحو من صدمةِ واقعنـا .. و من حقيقة العاطفة التي تسكننـا .. ونتجاهلَ أعمارنـا .. ثمَ نمضي هكذا .. كما أتينـا إلى الدنيا .. باكين .. و منْ حولنـا يصنعونَ منـّا أضحوكةً على أفواههم .
لم أكن أنـا من تبحثينَ عنه .. و لم تكن أنتِ من أبحث عنهـا .. و لم يكن الحبّ يومــًا بيننـا .. فقط أنـا و أنتِ أخطـأنـا العناوينَ المسجّلة .. فاجتمعنـا خطأً .. و كانَ الحبّ ثالثنـا بالخطأ .. و صدّقنـا ما نحنُ فيهِ و آمنـا بهِ يقينــًا .. و رتلنـاه أنـاءِ الليل و في كلّ النهـار .. ثمّ هـا نحن اللحظة تفجعنـا الحقيقة ..
حقيقةَ أنّـا كنّـا متواطئينَ مع القدرِ بدهـاء .. نضعُ المواعيد المحكَمة لتسجيل الفراق .. و بمكرِ مخبوء كـان كلٌ منّـا يستفزّ الآخر .. ليوقعه في شباكِ الغلطةِ التي لا تغتفر .. فنرحلَ عنّـا ببرود .. و من دون أيّ سببِ مقنعٍ أو غير مقنعٍ للعودة .
يـا سيّدة الأمـاني المعكوسة .. و الأقدار التي لا تستجيب .. سنبلغُ من الحبّ ما نخاف !
سُمُوّ الغَامِضْ!
11 / 1 / 2011
* تنشر للعلنَ لأوّل مرّة .. و لكنهـا نسخة معدّلة من الخاطرة الأصليّة !