الحمد لله انه يوجد من يعى ويفهم ...

وجهة نظر حول تغطية قناة الجزيرة
"المتحمسة"للثورة الشعبية في مصر

أحمد الظرافي
أنا بكل وجداني وقلبي وروحي مع ثورة الشعب المصري الشريفة ضد نظام مبارك الماسوني ..ولو كان هناك مجال، لما ترددت لحظة واحدة في دعمها بالدم والمال.
وأنا استهجن وبكل شدة ما تبثه وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية من معلومات مغلوطة، حول هذه الثورة وحول الشباب المعتصمين في ميدان التحرير، وما تمارسه من تحريض قذر ضدهم.
ولكني كمتابع لقناة الجزيرة وخاصة خلال الثلاثة الأيام الأخيرة أستطيع القول بكل أمانة، أن تغطية قناة الجزيرة لما يحدث في مصر، تبدو غير عادية.

صحيح هي - أي قناة الجزيرة - تشبع تلهفي للمعلومات والأخبار أولا بأول حول أحداث هذه الثورة ومسيرتها، ولكن هذا لا يمنعني من القول أن تغطية قناة الجزيرة لأحداث الثورة الشعبية في مصر هي تغطية غير طبيعية.
لا حظوا أنني أقول غير طبيعية ولا أقول منحازة لأن الانحياز للثورة هو الأصل وهو المفروض، وهو الذي يجب أن يتم، فالثورة المصرية هي ثورة شعب مظلوم مقهور، ثورة شعب كريم ثار لاستعادة حريته، ضد نظام فردي مستبد ظالم وفاسد، وأي قناة إعلامية تحترم نفسها، لا بد أن تنحاز بشكل أو بآخر لهذه الثورة.

قلت أنني لا استطيع أن أقول أن قناة الجزيرة منحازة للثورة ولكن أقول - بدلا عن ذلك - أن تغطيتها لتلك الأحداث هي تغطية غير طبيعية وغير عادية. وهناك فارق بطبيعة الحال بين التغطية المنحازة والتغطية غير الطبيعية. فالتغطية المنحازة أنك تنقل وجهة نظر الثوار، وتتيح لهم أكبر قدر من المساحة للتعبير عن آرائهم، ولإسماع صوتهم ولتبرير أهداف ثورتهم، مع إضفاء مسحة من التعاطف معهم، وهذا طبعا عمل إيجابي..

أما التغطية غير الطبيعية أو غير العادية، فهي أن تظهر هذه القناة الفضائية أو تلك من خلال تغطيتها الإعلامية لحدث معين بصورة مبالغ فيها، أي بعبارة أخرى تظهر وكأنها ملكية أكثر من الملك، أو تبدو على الأقل وكأنها طرف في ذلك الحدث، وليس مجرد وسيلة إعلامية لنقل الحدث وملابساته ومجرياته، واستطيع أن أقول أن هذا ما تقوم به قناة الجزيرة الآن فيما يتعلق بتغطيتها لأحداث الثورة الشعبية في مصر. ولا شك أن للجزيرة مصلحة في ذلك. أما ما هي تلك المصلحة؟ فهذا ما سأؤجل الإجابه عنه لوقتٍ لاحق..

ولا يعني كلامي السابق أنني ضد تلك التغطية الإعلامية التي تقوم بها قناة الجزيرة للثورة المصرية، بل بالعكس أنا مسرور وسعيد بتلك التغطية، لأني - كما قلت - مع ثورة الشعب المصري ضد نظام الرئيس الماسوني حسني مبارك ويهمني نجاح الثورة هذا من جهة. ولأن هذه التغطية التي تقوم بها قناة الجزيرة هي التغطية المناسبة، للرد على تغطية القنوات الفضائية الرسمية المضللة والكذوبة والملفقة للأخبار بشكل سافر ووقح، من جهة أخرى، وهذا كما قال الشاعر:

ولكل شيء آفة من جنسه ** حتى الحديد سطا عليه المبرد

والأهم من كل شيء الآن هو سقوط حسني مبارك ونظامه واصنامه وكنسهم إلى بئس المصير وبعد ذلك لكل حادث حديث..
هذا والله من وراء القصد.