فلتحكمنا امرأة
ماذا يحدث إن حكمت اليمن امرأة ..؟؟
طرأ ببالي هذا السؤال فجأة أثناء حديثي مع أختي في أمور اليمن السياسية التي تداعت في السنوات الأخيرة ، فقد أصبحتُ أشعر أن الشعب ينقصة سياسة الطبطبة والحنان والرأفة والصبر ، بالإضافة إلى أن دور المرأة برز مؤخراً في المجتمع اليمني وأصبح واضح المعالم في مختلف المجالات خاصة الإعلامية والسياسية ، فلم يعد الأمر عسيراً على المرأة اليمنية الوصول إلى كرسي الرئاسة .
أثرتُ هذا الموضوع بين أفراد يمنيين ووجدتُ الرفض التام من بعضهم دون حتى الخضوع للنقاش والتفاهم بشكل ودّي ، وذهلتُ حيث كانت بينهم بعض " الفتيات " . ولكن وجدتُ أيضا من ينصف فكرتي ويتجاوب معها ، وذهلتُ أيضاً حيث كان من بينهم " شاب " !!
إذن ، مازال مبكراً بأن أقول " على اليمن السلام " بوجود أمثال ذلك الشاب بين ابناء وطني ! حيث من المعروف أن اليمن مجتمع ذكوري بحت ، نشأ على فكرة أن الرجل هو القائد وهو الأعلى من المرأةوالأفضل ، ولا يستطيع أن يتخيل أن المرأة قد تصعد وترتقي في العلم والمعرفة لدرجاتأعلى منه ، وأنها قد تملك حكمة و رجاحة عقل قد تفوق عقول معظم الرجال .
كانت من أقوى أسباب رفض المعترضون لفكرة حكم المرأة هي " لا تصلح المرأة للولاية ، حيث قال الرسول (ص) : ( لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة ) " و لكن بعد بحث ، وجدتُ الآراء متضاربة في هذا الأمر ، فمنهم من أخذ الحديث دليلاً على عدم جواز ولاية المرأة ، ومنهم من تشكك في صحة الحديث ، ومنهم من وجده غير صريح في المنع ، ومنهم من فسر عدم الجواز بالاستبداد والأخذ برأيها فقط ، حيث يجوز تولي المرأة للحكم إذا لم تكن مستبدة وساندها في الحكم رجل ، وأيضا بوجود بعض الحدود والقيود الشرعية . وأنا أقول " اختلاف العلماء رحمة " .
دعونا نعود للماضي ، حيث لم يحدث أن دوّن التاريخ عن عهدٍ حكمت فيه امرأة إلا وكان عهد مشرّف . على سبيل المثال لا الحصر : ملكة سبأ " بلقيس " اليمانية ، حيث ازدهرت اليمن في عهدها وتمتع أهلها بالرخاء والحضارة . السيدة الحرة " أروى الصليحي " أول ملكة في الإسلام ، حكمت اليمن بعد أن وحدّت معظم إماراته ونشرت الدعوة الإسماعيلية . السلطانة " شجرة الدر " التي لعبت دوراً هاماً أثناء الحملة الصليبية على مصر و معركة المنصور ، وذلك خلال الثمانين يوماً الذي تولت فيهم عرش مصر .
على عكس المعروف ، تتمتع المرأة بقوة تحمل وصبر أكثر من الرجل ،وتتحلى بمهارات عالية في الإدارة ، وفيها مافيها من إرادة و رجاحة عقل وحكمة ، وهي تسعى دائماً لإثبات جدارتها وفرض وجودها في المجتمع . فما بال الرجل يُصرّ على تهميشها والتقليل من شأنها ، ألا يعلم بإن دور المرأة الفعّال في مجتمع ما يعكس رقيه ، إذن فدعونا نتقدم ونرتقي بكم وبمجتمعاتنا .
ويسرني ختم مقالي هذا بإقتباسات بسيطة من كلمات الشاب اليمني المؤيد لولاية المرأة ، أثناء نقاشه مع إحدى المعارضــ"ات" للفكرة :
" مسئوليةالمرأة الأساسية تربية النشء وهذه المسئولية بالذات تؤهلها وبشدة للحُكم "
" كونالمرأة اليمنية المتعلمة والأكاديمية تخضع لزوجها وأبيها فهذا دليل فطنتها و ذكاءهاوعدم استخدام ما اكتسبته من علم لكي تتمرد على وضع اجتماعي يمكن أن تكون نتيجتهكارثية "
" إذا كانت المرأة نفسها لا تعرف قيمة نفسها فهذه هي المعضلةالحقيقة لأنها ستربي الأجيال على عقدة النقص والجلوس في الظلام "
" أنا من الناس الذين لا يهتمون بمن سيَحكم الوطن ، ولكننى ممن يهتمون بكيفسيُحكم ذلك الوطن !! "
.
.
رانيا محسن