19-02-2011, 03:23 PM
|
#11
|
مراقب عام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 29965
|
تاريخ التسجيل : 03 2010
|
أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
|
المشاركات :
34,379 [
+
] |
التقييم : 253
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Royalblue
|
|
أستطيع أن أقول لكِ: اصنعي السعادة أنتِ لنفسك.. ولا تنتظري أحدا يصنعها لك..!!
فامتلاكها حق للجميع، وليس لأحد من البشر احتكارها وسلبها عن الآخر، بل كل فرد عليه أن يسعى حتى يتحصل عليها، ويحاول صناعتها لنفسه ولا ينتظر أحدا يصنعها له.
فليست السعادة أن يُؤتى الإنسانُ من الكنوز ما إن مفاتيحه لتنوء بالعصبة، أو يتبوأ مكانة عالية ويكون ذا جاه -كما يراها البعض- كلا.. فليس الأمر كذلك، بيد أن هناك من أُوتيَ هذا كله، غير أنه لم يظفر بالسعادة الحقيقية وهي: الاطمئنان، والراحة، وهدوء البال، والرضا بما قسم الله له من الرزق، وغير ذلك، فمن المستحيل أن يسعد المخلوق بدون رضا خالقه. وقد قال بعضهم:
وثمة أمر يجعل الإنسان سعيدا عندما يعلم العبدُ أن رزقه لن يأخذه غيره فيطمئنّ إلى ربه, وأن عمله لن يقوم به أحدٌ سواه فيقوم به.
فديننا الإسلامي الحنيف جاء بما يُسْعد الإنسان، بل حَثَّ العبدَ على أن يبحث عن سعادتي الدنيا والآخرة بِطُرُقٍ سليمة وأسباب مشروعة "ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا".
وقد برهن النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك بتعليمه أصحابه أذكارًا ومأثورات، سواء أذكار الصباح والمساء، أو أذكار النوم والاستيقاظ، وغيرها الكثير، بل جعل حياتهم وفق ما أراده الله تعالى منهم، فهي سبب من أسباب جلب سعادتهم، وإزالة همومهم وأحزانهم، ومن ذالك دعاء الهم، كما جاء عن ابن مسعود وصححه شعيب الأرنؤوط: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما قال عبدٌ قط إذا أصابه هم أو حزن: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيْتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو عَلَّمْتَه أحدًا من خلقك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجِلَاء حزني، وذَهَاب همي.. إلا أذهب الله هَمَّهُ، وأبدله مكان حُزْنِه فَرَحًا. قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات؟ قال: "أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعَلَّمَهُنَّ ".
فالأحزان والهموم التي تنصب على الشخص تكون لعدم تناول العقاقير الطبية النبوية، وتكون أيضا نتيجةً لتراكمات نفسية لا يسعى الإنسان للتخلص منها.
فقد ينظر البعض إلى زاوية من تاريخه المرير في حياته، ويستبعد الأمل، ويستبطئ طلوع الفجر لكثرة ما صُبَّ عليه من الهموم، ويستحضر كل تلك المشاعر السيئة من الاكتئاب والحزن والخوف، ونسي أن السعادة كما يقول البعض: "هي ببساطة: غياب تلك المشاعر السيئة.. فالإنسان لا يستطيع أن يشعر بالخوف والسعادة، أو الاكتئاب و السعادة في نفس الوقت. وكلما كانت عندك مشاعر سيئة واستكثرتها كلما بعُدتَ عن طريق السعادة، وكلما تعاملتَ مع تلك المشاعر السيئة وباعَدْتَها عنك، كلما اقتربتَ من السعادة".
وليعلم الإنسان أن الساعة الأكثر ظلامًا هي التي تسبق الفجر... ومع المكابدة والصبر يرى النور من بعد باسما بريئا.
فعلى العبد أن يحاول صناعة السعادة لنفسه، ويتذكر الجوانب المشرقة من حياته، ويتجنب التاريخ المرير حتى لا يصاب باليأس. وعليه التخلص من المشاعر السلبية المكبوتة ليتولد لديه الشعور بالراحة النفسية، ويمنع تراكم المشاعر السلبية، ومن خلاله يحافظ الشخص على حقوقه ومصالحه، ويحقق أهدافه، وتنمو عنده الثقة بالنفس، وأيضا يعطي من نفسه انطلاقًا في ميادين الحياة "فكرًا وسلوكًا".
ويمكنكِ الوقوف لحظاتٍ مع نفسكِ، وتَذَكَّري أهم المواقف فإن هذا عون لك على بث روح السعادة والأمل.
أسال الله أن يفرج هم المهمومين، وينفس كرب المكروبين، ويرزقنا سعادتي الدنيا والآخرة.
عفاكِ الله أختي الكريمة
|
|
|