23-02-2011, 07:39 AM
|
#4
|
مستشار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 32511
|
تاريخ التسجيل : 12 2010
|
أخر زيارة : 11-02-2015 (02:59 AM)
|
المشاركات :
6,372 [
+
] |
التقييم : 75
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Darkcyan
|
|
أحسنتِ أختي وردة على طرح هذا الموضوع الذي كما وصفته بسمة
بأنه حيوي وشفاف ويلامس قلوب الكثيرين ويستحق ان يفهموه
فيدركوا متى ومن يحبون؟ وكيف ولماذا يتناسون؟
الموضوع بالنسبة لي يحمل جوانب كثيرة اذا مابدأنا بالمقدمة التي
بدأت بها اختنا بسمة الغد وحتى نصل للحب الناضج والذي يحدث فيه
تمليك القلب، وقد يكتب له ان لايستمر لسبب أو لآخر فتحدث
المصيبة وهي ماذا أفعل لقلبي والذي لم يعد ملكي؟
ولكي نجيب على السؤال الكبير المطروح للنقاش، فإنه ينبغي لنا أن نعرف
ماهو الحب أولا، وكيف تتم عملية التمليك للقلب
ماهية الحب
الحب هو عاطفة من أسمى العواطف الانسانية والتي يخرج بها
الشخص من قوقعته الداخلية ووحدته المملة وأنانيته الطفولية وحبه لنفسه
الى شخص آخر يمنحه الحب الي كان موجها لنفسه، ويشعر بجواره بالأنس
وتذهب معه الوحشة والوحدة والغربة الداخلية والعزلة، فيستشعر لذة رائعة
في توجيه الحب للآخر بدلا من الذات وفي تلقي الحب من طرف آخر غير الذات
فيشعر بالتالي بقيمته الثمينة وغلاء معدنه، فهو قد عاش سنينا ومنذ طفولته
يعتقد بأن الحب هو أن يحب ذاته وأنه ان لم يحب ذاته فسوف لن يجد
بديلا آخر يهتم به ويقدره حق قدره ويعطيه بلا حدود من باب الاعجاب
وباقي الصفات الحميدة التي يتضمنها الحب من صدق وإخلاص وتفاني
وفداء ووفاء وإيثار وإشباع لإعجاب المرء بذاته وتوكيد لها، فهو أصبح
محبوبا من طرف آخر غير نفسه يؤكد له أنه رائع وجدير بالاعجاب
وربما على عكس ماكان يرى نفسه تستحق
فالكثيرين منا و جلس جلسة مصارحة مع نفسه لوجد فيها الكثير من
العيوب ولنفر من نفسه وعلاتها وربما طارحا المقولة الآتية: "أنا
ماأدري كيف متحمل نفسي؟"
فالإنسان (والكلام عن الكل) لديه من السلبيات الفطرية مايكفي لأن
يكره نفسه ويرى بأنها غير جديرة بالتقدير كالأنانية والجشع والبخل
والضعف والقلق ووو.... الخ
كما أن الإنسان (والكلام عن الكل) ليس طاهرا بدنيا بالدرجة التي
قد يغفل عنها. فهو مليء بالجراثيم في جلده وبطنه وحلقه، ولديه فضلات
يتخلص منها وشمع في اذنه وسائل مخاطي في أنفه ورائحة كريهة في
فمه قبل ان ينظف اسنانه ويفطر، ولديه سعابيل ووو ... الخ
هذا لو تجاهلنا العيوب الأخلاقية والنفسية والخلقة الغير جميلة
ثم فجأة وبدون حساب أو تخطيط يفاجأ بأن هناك من يهتم لأمرك ومعجب
بك رغم علاتك بصورة تفوق اعجابه بنفسه وبدرجة تجعله يقدمك على نفسه
في الغلاء ويتفانى لأجلك فيجعلك تشعر بقيمة كبيرة لنفسك وتعيش احساس
الزهو والغرور والعظمة والنشوة المصاحبة لحالة الحب وتصبح مستعدا
للخروج من قوقعتك لمبادلة هذا المحب نفس المشاعر مكافأة له واحتفالا
معه بعملية العطاء المتبادل اللامحدود والذي يؤكد لكل طرف بأنه أفضل مما
كان يعتقد حول ذاته وبدأ يشعر بغلاء ثمنها وروعتها
تبدل الحال
وبعد تلك القصة الجميلة والمشاعر اللذيذة المصاحبة لها من تولع في
القلب ونشوة غامرة في الصدر وهيام بالمحبوب وذوبان معه في عاطفة
فريدة تسرقك من وحدتك المزمنة والجدران التي كنت تحيط نفسك بها
والثقة بالطرف الآخر الى الدرجة التي أصبحت فيها ترى انه يعرفك
ويعرف قيمتك وثمنك ويهتم بك أكثر مما تفعله لنفسك
فهو جدير بامتلاكك أكثر من جدارتك بامتلاك نفسك
نقول، وبعد هذه الحالة قد يحصل مالم يكن في الحسبان
سواء كان بسبب الظروف الخارجية القاهرة أم بسبب تلاعب
من سلمته نفسك بها واكتشاف انك كنت ارحم وأحفظ لنفسك منه
فالحب له شروط كي يستمر وهي:
الوصال:
فكيف تحب من لاتستطيع التواصل معه؟ ونحن نتحدث
عن الحب العذري البريء.. وليس مهم من الذي قطع الوصال وما إن كان
هو المحب نفسه أم الظروف، فالوصال انقطع، والحبيب اختفى من الوجود
ولا يوجد مبرر منطقي لذلك، فمن اساسيات الحب القتال من أجل البقاء الى
الجوار وعدم الفراق، فهل فارقني من أحبه وهو لازال يحبني؟ ان الإجابة
على هذا السؤال تحمل عشرات الأجوبة الغير مقنعة وهذه غلطة يقع فيها من يحب
سببها أنه يعتقد أنه لن يجد شخص آخر يحبه وأن حالة الحب الأولى تم تسليم
القلب فيها لشخص سرقه فلم يعد لديه أداة يحب بها، كما أنه يرى بأنه قد كشف
عن مستورات نفسه لشخص آخر وأن هذا الكشف هو سبب نفور الآخر منه
وهروبه عنه ، فيعود يكره نفسه ويرى بأنها غير جديرة بالحب من طرف آخر
فما دامت التجربة فشلت مع شخص فهي ستفشل مع الكل، فالناس سواء فيما
ينفرون منه وأنا انسان أبعث على النفور
الإخلاص والوفاء:
وهذا من شروط الحب لكي يستمر ، فالقلب عند أغلب المحبين
له مفتاح واحد ولا يمكن النسخ عليه، وتجربة الحب هي تجربة واحدة
لا يمكن تكرارها. بل يشعر المحبين أنه من الخيانة أن يعاودوا تجربة الحب
لأن ذلك يدل على انهم كانوا مخادعين ولم يحبوا بصدق، لأنهم تعلموا ان
الذي أحب بصدق لايستطيع أن يكره ولا أن ينسى وإلا فإنه كان كذابا
مخادعا، وهو ما لا يود أن يقوله عن نفسه بعد أن خسر الحب. فهو على استعداد
أن يقول نعم اكتشفت انني سيء وكريه وغير جدير بالحب فهذا وارد
ولكن ماهو غير وارد هو اني كنت مخادعا وغير مخلص، فهذا ماتبقى لي من
كرامة أعتز بها بعد ان غدر بي من أحببته.
ونأتي الآن لمسألة النسيان
هل فعلا القلب ذهب وامتلكه شخص آخر وماعادت هناك قدرة على استرداده؟
ان هذه الأكذوبه هي أكذوبة نحن نخترعها لنحفظ كرامتنا بإثبات وفائنا مع من
هو غير جدير بذلك ، فما دام قد استسلم فبإمكاننا ان نقول ربما حالت الظروف بيننا ،
أعد لي قلبي وخذ قلبك وقدر الله وماشاء فعل، وسوف أكرر التجربة مع
حبيب آخر فليس تكرار الحب يعتبر خيانة
أما بالنسبة للنسيان فهو مصيبة نحاول أن نفعلها ولن نتمكن منها الا اذا فقدنا
عقولنا. فليس المطلوب التعامل مع تجربة الحب الغير ناجحة بالنسيان
وانما بدلا من ذلك نقول التناسي والتجاهل
ولا يتناسى أو يتجاهل الا من تمكن من ادراك ان قلبه مايزال معه
وأن تكرار تجربة الحب ليس دليلا على كذب التجربة الأولى وعدم
الإخلاص والوفاء
فبهذه الطريقة فقط نستطيع ان نحب عشرات المرات وبدون أي آلام
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة د.رعد الغامدي ; 23-02-2011 الساعة 07:43 AM
|