عرض مشاركة واحدة
قديم 24-02-2011, 07:17 PM   #1
reeema
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية reeema
reeema غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30932
 تاريخ التسجيل :  06 2010
 أخر زيارة : 06-09-2012 (03:57 AM)
 المشاركات : 1,384 [ + ]
 التقييم :  43
لوني المفضل : Cadetblue
الخوف من الموت ... وجهة نظر نفسية و نصيحة شرعية..





الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم المرسلين وعلى آله و صحبه و من اتبعه إلى يوم الدين. أما بعد

منذ أن تبين للإنسان أن الموت هو المواجهة الأخيرة مع المجهول لم يكن مفاجئاً له المعاناة الدائمة من الخوف منه خصوصاً من يعاني من القلق و التوتر و الهلع.

و إذا كان الموت أمراً حتمياً فإنه من المستحيل الهروب من حقيقة الخوف منه ... خصوصاً إذا علمت أن الخوف من الموت يحدث لكثير من الناس رغم اختلاف ثقافاتهم..فمعظم الناس ينفرون من الحديث عن الموت لأنه ينهي أي فرصة لهم للاستمرار في متع و مباهج الحياة.

أما بالنسبة للإنسان المؤمن فالموت لا يمثل له ذلك المجهول الذي يرهبه و يرعبه و لكنه قضاء الله و حكمته و كما أن للحياة حكمة كذلك فإن للموت حكمة و غاية.

إن اتجاهنا نحو الموت اتجاه متناقض ذلك لأننا نسلم به و لا ننكره ولكننا نكرهه و نتوقعه و نود أن يتأخر . نعترف به و لكن ننساه..

و من الجدير بالذكر أيضاً أننا جميعاً نخشى الموت و لكن بدرجات متفاوتة...

فالخوف من الموت بدرجة منخفضة أمر سوي و عادي ، بل ومطلوب طالما دَفَع إلى الاستعداد له بالعمل الصالح و عدم الاغترار بالدنيا .

و الخوف من الموت بدرجة مرتفعة و التفكير في ذلك ليل نهار.. بدون القدرة على وقف هذا التفكير أمر غير سوي أي أنه علامة مرضية تدل على اضطراب انفعالي شديد ، خصوصاً إذا أدى إلى اليأس و ترك العمل بل و أحياناً ترك الواجب كمن يضيع من يقوت أو يفقد الرجاء في رحمة الله .

و من ثم كان هذا البحث الموجز لعلاج مشكلة الخوف من الموت الذي يأتي أحياناً بصورة مبالغ فيها و التي تؤثر على أداء الإنسان في العمل والحياة.





الأسباب و العلاج

بعد قراءة ما سبق و فهمه و تنفيذه هل ما زلت تعاني من الخوف من الموت ؟

هل سبب لك هذا الخوف تعطيل أعمالك أو إهمال دراستك أو اعتزال الناس ؟
إذن...أنت في حاجة لاستشارة طبيبك النفسي فربما تعاني من أحد الاضطرابات الآتية...

1- القلق:

عندما يصاحب الخوف من الموت انشغال البال و التوتر و العصبية و سرعة الانفعال وصعوبة التركيز و الارتباك و الأرق و الأحلام المزعجة و الإرهاق و سرعة دقات القلب و صعوبة البلع و سوء الهضم و الانتفاخ و الشعور بالألم في الجسم و التنميل و ضيق الصدر و صعوبة التنفس و الإحساس بالاختناق...... هذه الأعراض هي أعراض القلق النفسي...

اطلب الحل من طبيبك النفسي...

ثم....

ممارسة الرياضة

تجنب ما يثير الأعصاب

تقليل المنبهات و عدم التدخين

الاستجمام في أيام الأجازات

التفكير بواقعية.. بدون انفعالات

السيطرة على ردود الأفعال

التدريب على الاسترخاء


2- الاكتئاب:

عندما يصاحب الخوف من الموت الحزن و التشاؤم و فقدان اللذة و الأمل والطموح و ضيق الصدر و القلق و عدم الاهتمام و فقد الشهية و الوزن و ضعف الطاقة العامة و التعب و بطء الحركة والتردد و النسيان و الأرق و الألم... هذه الأعراض هي أعراض الاكتئاب..

اطلب الحل من طبيبك النفسي...

ثم ...

اجعل أهدافك في حدود إمكانياتك

حدد ما هو مطلوب منك و اعمل ما تستطيعه

تجنب الوحدة

مارس الرياضة

اخرج مع الأصدقاء للحدائق و المتنـزهات المباحة .

لا تتخذ قرارات مهمة حول مستقبلك و حياتك مثل الزواج و الطلاق أو الاستقالة من العمل أو ترك الدراسة دون استشارة من حولك من الأحباب والأصدقاء و انتظر حتى تذهب أعراض المرض.



3- الوسواس القهري:

عندما تكون فكرة الخوف من الموت متواصلة و متسلطة و مستمرة ليل نهار تقتحم العقل و تلازمه مع العجز عن دفعها أو طردها أو التخلص منها وتسببها في كثير من القلق و الإزعاج مع التأكد أنها فكرة خيالية غير حقيقية و لا منطقية ... فهي إذن فكرة وسواسية...
اطلب الحل من طبيبك النفسي...



4- رهاب أو "فوبيا " الموت:

عندما يكون الخوف من الموت متعلق برؤية الميت أو الكفن أو الجنازة أو القبر أو عظام الميت أو متعلقات الميت أو لمس هذه الأشياء أو ذكر الموت و طريقة الدفن .... و بعيد عن ذلك لا يوجد أي قلق أو خوف....هذه الأعراض هي أعراض رهاب أو فوبيا الموت ...
اطلب الحل من طبيبك النفسي...


5- الهلع:

عندما يصاحب الخوف من الموت شعور قوي بالرعب يأتي بشكل مفاجيء و يرافق هذا الشعور أعراض جسدية مثل خفقان القلب بقوة، التنفس بسرعة، الرجفة، ارتعاش القدمين و غالباً ما يراودك أفكار مخيفة و تعتقد أن أمراً مرعباً و فظيعا سوف يحدث لك و تحاول تجنب ذلك أو الهروب منه... هذه الأعراض هي أعراض الهلع...
اطلب الحل من طبيبك النفسي...

6- أسباب أخرى سوف يذكرها لك طبيبك النفسي و سوف يقدم لك الحل المناسب.



العلاقة بين الخوف من الموت و التدين

إن الملحد الذي لا يؤمن بأن هناك جحيماً يخشاه لا يؤمن كذلك بأن هناك نعيماً يتوقعه و يأمل فيه ... و لذلك نجد أن خوفه يكون من التحلل و الفناء و الغياب و فقد متع الدنيا و التوقف عن الإنجاز.

أما في المتدين فإنه يحاول التحكم في قلقه بالتفكير في الموت على أنه بشير بحياة جديدة وبالشعور أن الله رؤوف رحيم و يعقد آمالاً عراضاً على كرمه يوم القيامة.

و تتضمن طرق الاستعداد للموت:
التوبة.. الاستغفار.. ذكر الله.. العمل الصالح، بما يوفر القناعة الانفعالية و الصفاء و الهدوء والسكينة و التحرر من الخوف من الموت.



و الإيمان بالموت يتناول أموراً:

منها تحتمه على من كان في الدنيا من أهل السموات و الأرض من الإنس والجن والملائكة و غيرهم من المخلوقات، قال الله تعالى{كُلُّ شَيْءٍ
هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}،
و قال تعالى{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ}
وقال تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}

و منها إن كلاً له أجل محدود و أمد ممدود ينتهي إليه لا يتجاوزه ولا يقصر عنه، قال الله تعالى{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌۭ ۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةًۭ ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ }
و قال تعالى{اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَتِي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسْمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.

و منها الإيمان بأن ذلك الأجل المحتوم و الحد المرسوم لانتهاء كل عمر إليه لا إطلاع لنا عليه و لا علم لنا به، و أن ذلك من مفاتح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها عن جميع خلقه فلا يعلمها إلا هو كما قال تعالى {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ }.
وقال تعالى{وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنّ اللّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ }

و منها ذكر العبد الموت و جعله على باله.. قال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الرقاق من صحيحه: باب قول النبي _ صلى الله عليه و سلم _ " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" ، و كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، و إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك، و من حياتك لموتك"

و منها _ و هو المقصود الأعظم _ التأهب له قبل نزوله، والاستعداد لما بعده قبل حصوله، والمبادرة بالعمل الصالح والسعي النافع قبل دهوم البلاء و حلوله.





يتبع علاج الخوف من الموت،،،



المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة reeema ; 24-02-2011 الساعة 09:26 PM

رد مع اقتباس