05-03-2011, 08:55 AM
|
#5
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 31917
|
تاريخ التسجيل : 10 2010
|
أخر زيارة : 14-10-2022 (08:49 PM)
|
المشاركات :
79 [
+
] |
التقييم : 12
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
( 4 ) البرامج العليا .!
البرامج العليا هي ما يحدد قيامك بسلوك معين أو لا ..
وهي قائمة لا شعورية موجودة داخل العقل ، عبارة عن قائمة " إفعل .. ولا تفعل " ..
وتكون على شكل ثنائيات متضادات ، إما إفعل أو لا تفعل ، إما نعم وإما لا ..
فعندما يُسقط شخص مجموعة كتب من يده ، سيبادر البعض بمساعدته ، بينما سيتركه البعض الآخر .. بالتالي يتصرف شخصان بطريقتين مختلفتين ومتضادتين ، إستجابةً لرسالةٍ واحدة ..
سواءاً كانت هذه الرسالة أو المثير هي سقوط الكتب أو سماع نكتة أو مشاهدة قناة دينية أو قناة رقص ..
والبرامج العليا كثيرة ، ولكن أهمها أربعة برامج :
أ/ توجه لمتعة أو إبتعاد عن ألم ..
ب/ رؤية توافق أو رؤية إختلاف ..
ج/ قناة من الداخل أو قناعة من الخارج ..
د/ إهتمام بالتفاصيل أو إهتمام بالعموميات ..
أ مثال لـ .. " توجه لمتعة أو إبتعاد عن ألم " :
ـ أب يريد من إبنه أن يذاكر ..
ـ إما أن يقول له : ذاكر حتى تحصل على متعة ( شهادة جامعية ، وظيفة جيدة ، راتب جيد ، تشتري ما تريد ) ..
ـ وإما أن يقول له : إذا لم تذاكر ستحصل على ألم ( شهادة بسيطة ، وظيفة عادية ، راتب قليل ، ولن تحصل على تريده ، وستصبح كفلان الفلاني الذي يعمل براتب قليل ) ..
ومثال آخر .. عندما تمادى الناس في أذية الرسول عليه الصلاة والسلام ، فقال لهم : يا معشر قريش والذي نفس محمدٍ بيده ، لقد جئتكم بالذبح ..
فما كان منهم إلاّ أن استكانوا وهدؤوا إبتعاداً عن ألم ..
ومثال آخر .. عندما تعمل في وظيفة ، فإما أنك تتمتع بأدائها .. وإما أنك تريد الحصول على الراتب للإبتعاد عن ألم الجوع ..
ـ كذلك تلاحظ في القرآن الكريم أنه تأتي آيات بها ذكر الجنة ونعيمها وهذا توجه لمتعة ، ثم تتبعها مباشرةً آيات تتحدث عن النار وهنا للإبتعاد عن ألم .. فهناك أناس تفهم بهذه الطريقة وأناس بتلك ..
ـ كما أنك تشاهد بعد الصلوات إذا قام أحد يخطب فإن البعض يجلس للإستماع والبعض الآخر ينهض يصلي السنة الراتبة ويخرج بدون أن يستمع ، وذلك يعود لطريقة كلام وعبارات من يتحدث ..
ب مثال لـ .. " رؤية توافق أو رؤية إختلاف " :
شخصٌ ما عندما يتحدث ، فإنه دائماً يذكر كل العيوب والمخاوف والمشكلات ..
هذا الشخص يتبع نمط رؤية الإختلاف ، فعندما تذكر له مشروع تود القيام به ، سيذكر لك قائمة طويلةة من المشاكل التي ستواجهها ، ثم يستطرد في حديثة ويدخل في الغيبة والنميمة ، ويتكلم عن شخص معين بأنه غير جيد وكذاب ونصاب ، ثم يعود لك ويقول الحياة صعبة ، ولن ينتهي من ذكر العيوب والمخاوف والمشكلات ، لأن هذا هو نمطه وهو جيدٌ به ! وذلك يُسبب له صعوبة في إقامة علاقات مع الآخرين ..
وشخص آخر ، ترى أنك تتشابه معه في النظر للأمور والتفكير بنفس الأسلوب ، وتحدث بينكما ألفة رائعة .. وذلك لأن هذا الشخص نمطه هو رؤية التوافق ..
ومثال آخر .. عندما تذهب لمطعم وتختار أشياء محددة ، ولا تجرب غيرها ، فذلك يعود لنمط رؤية التوافق ، فأنت تريد أغذية مشابهة لما اعتدت عليه ، ولا تريد التغيير ، حتى توفق بين الأمور ..
ج مثال لـ .. " قناعة من الداخل أو قناعة من الخارج " :
عندما تكتب موضوع في منتدى ، وترى أنه جيد وقيم ..
ـ إذا كنت صاحب نمط قناعة من الخارج ، فأنت بحاجة لقراءة ردود تخبرك بأن الموضوع جيد ورائع ..
ومهما كان العمل الذي قمت به مميزاً ، فلن تقتنع بأنه مميز مالم يقل لك أحد أنه مميز ويقوم بتشجيعك والهتاف والتصفيق لك !
وفي المقابل إذا كان الذي تقوم به متواضع وركيك ، ولكنك تحس بأنك أحسنت فيه ، فسوف تثق بحكمك وليس بحكم الآخرين ..
ومثال آخر .. عندما تذهب لموظف إستقبال ، في دائرة حكومية أو مستشفى أو مطار ، فإن كان الموظف على نمط قناعة من الخارج فإنه سيتعامل معك بلطف .. إما إذا كان صاحب نمط قناعة من الداخل ، فستعامل بعدم مبالاة ..
لذلك تجد الشركات الكبيرة تجرى مقابلات توظيف ، لمعرفة الشخص المناسب ..
ج مثال لـ .. " الإهتمام بالتفاصيل أو الإهتمام بالعموميات " :
الثرثار ! يكون صاحب نمط الإهتمام بالتفاصيل ، وإن تمت مقاطعته ، يضطر للبدء من جديد ..
كذلك من يتتبع الأخطاء الإملائية ، ويستمتع بالتدقيق في الأمور ..
أما صاحب نمط الإهتمام بالعموميات ، فهو يرى الصورة الكبيرة ، وعند حديثه يدخل في صلب الموضوع مباشرةً ، ولا يحب كثرة الأسئلة ؛ لأن التفاصيل تشتت إنتباهه ويكاد لا يطيقها بعكس صاحب نمط الإهتمام بالتفاصيل ..
الآن .. ربما أصبحت تعرف تفسير تصرفات البعض ، وتصرفاتك أيضاً ، وعرفت الدافع وراءها ، وبالتالي ليست المشكلة في زيد ولا عمر ..
ومن غير المفيد إطلاقاً ، تركيز أفكارك ومشاعرك السلبية تجاه شخص ، تلقى عليه اللوم بشعورك بالضغط والتوتر ، ثم تقضي وقت طويل في إعادة الصياغة الكلامية ، والتحليل ، وإصدار الأحكام ، والشعور بأنك ضحية .. هذا رد فعلك السابق للضغوط الذي تعرفه !
دع الآخرين يفكرون كما يشاؤون حسب برامجهم العليا ، ويتصرفون كما يشاؤون حسب برامجهم العليا ..
المهم لا تكن " ملطشة " أو متساهل وتلعب دور الغبي الفكاهي ، وممنوع تعاطي المخدرات أو قول أشياء سلبية عن نفسك ! فكلاهما لهما نفس الضرر ..
ربما صحيح أنك أحسست بعدم إستحقاق الحب والإحترام في طفولتك ، ثم تعرضت لإنتقاد وتوبيخ ، ثم عدم مبالاة ، ولكن لماذا تقوم على نحوٍ مستمر بنفس الأمر مع نفسك !
البرامج العليا تجعلك تقهم الدافع وراء تلك التصرفات ، سواءاً من الأهل أو من الغرباء ، أو تصرفاتك أنت ..
وغالباً يكون الدافع وراء هذه التصرفات هو نية حسنة وإيجابية !
|
|
|