النظافة والجمال والله ما قصده استاذي وليس البقر !!
اسعد الله مساء الجميع
استاذنا الفاضل القضية مهمه فعلا وتمس امور في غاية الحساسية فالانسان
لايعيش وحيدا في هذه الدنيا حتى ولو اختلى بنفسه فالملائكه حوله ....
وهنا تذكرت موضوع في كتاب صيد الخاطر للامام الجوزي رحمه الله فنقلته
اعذروني على الاطاله ولكن احببت ان اكتبه كاملا للاستفاده مع انه اخذ مني وقت ....
تلمحت على خلق كثير من الناس اهمال ابدانهم ، فمنهم من لا ينظف فمه بالخلال بعد الاكل . ومنهم من لا ينقي يديه في غسلها من الزهم ، ومنهم من لايكاد يستاك ، وفيهم من لا يكتحل ، وفيهم من لا يراعي الابط الى غير ذلك ، فيعود هذا الاهمال بالخلل في الدين والدنيا .
أما الدين انه قد امر المؤمن بالتنظف والاغتسال للجمعة لاجل اجتماعه بالناس ، ونهى عن دخول المسجد اذا اكل الثوم ، وامر الشرع بتنقية البراجم ، وقص الاظفار ، والسواك ، والاستحداد . وغير ذلك من الاداب .
فاذا اهمل ذلك ترك مسنون الشرع ، وربما تعدى بعض ذلك الى افساد العبادة ، مثل ان يهمل اظفاره فيجمع تحته الوسخ المانع للماء في الوضوء ان يصل .
واما الدنيا فاني رايت جماعة من المهملين انفسهم ، يتقدمون الى السرار
والغفلة التي اوجبت اهمالهم انفسهم ، اوجبت جهلهم بالاذى الحادث عنهم .
فاذا اخذوا في الناجاة السر ، لم يمكن ان اصدف عنهم ، لانهم يقصدون السر ، فالقى الشدائد من ريح افواههم . ولعل اكثرهم من وقت انتباههم ما امر اصبعه على اسنانه . ثم يوجب مثل هذا النفور المراة ، وقد لايستحسن ذكر ذلك للرجل ، فيثمر ذلك التفافها عنه .
وقد كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول : اني لاحب ان اتزين للمراة ، كما احب ان تتزين لي . وفي الناس من يقول : هذا تصنع .
وليس بشيء ، فان الله تعالي : [ زيننا لما خلقنا ] , لان للعين حظا في النظر .
ومن تام لاهداب العين والحاجبين . وحسن ترتيب الخلقة ، علم ان الله زين الآدمي .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم انظف الناس واطيب الناس ، وكان يحب السواك ، وكان يكره ان يشم منه ريح ليست طيبه .
وقد قالت الحكماء : من نظف ثوبه قل همه ، ومن طاب ريحه زاد عقله .وقال ا
الرسول الكريم : ( مالكم تدخلون على قلحا ، استكاوا ) .
وقد فضلت الصلاة بالسواك ، على الصلاة بغير سواك ، فالمتنظف ينعم نفسه ، ويرفع ويرفع منها قدرها .
وقد قال الحكماء : من طال ظفره قصرت يده ، ثم انه يقرب من قلوب الخلق وتحبه النفوس لنظافته وطيبه .
وقد كان النبي الكريم يحب الطيب . ثم انه يؤنس الزوجة بتلك الحال . فان النساء شقائق الرجال ، فكما انه يكره الشيء منها فكذلك هي تكرهه ، وربما صبر هو على ما يكره وهي لاتصبر .
وقد رايت جماعة يزعمون انهم زهاد وهم من اقذر الناس ، وذلك انهم ما قومهم العلم .
واما ما يحكى عن داود الطائي : انه قيل له لو سرحت لحيتك ، فقال : اني عنها مشغول ، فهذا معتذر عن العمل بالسنه ، والاخبار عن غيبته عن نفسه بشدة خوفه من الاخرة ، ولو كان مفيفا لذلك لم يتركه ، فلا يحتج بحال المغلوبين .
ومن تامل خصائص الرسول الكريم راى كاملا في العلم والعمل ، فيه يكون الاقتداء وهو الحجة على الخلق .
وبعد تطرقنا لموضوع النظافة وارتباطها بالجمال ، اتوقع من ام انس دعوة ابو مروان ( لكونه الجريء اللبق هنا ) التحدث عن علاقة النظافة بالجنس ...
ولكم تحياتي
|