12-04-2003, 02:18 AM
|
#21
|
( عضو دائم ولديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 727
|
تاريخ التسجيل : 09 2001
|
أخر زيارة : 22-06-2014 (09:55 AM)
|
المشاركات :
3,190 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الزمن المتهالك: التاسع من نيسان عام الفين وثلاثة
الحدث الكبير : سقوط بغداد الرشيد بطريقة مسرحية هزلية و بيد المارينز
أم تراها استعادت حريتها .!!!
لا أثر للحرب لكأننا لم نسمع لم نرى طوال ثلاثة أسابيع شيئا ، وها نحن نشك أنها
حرب .! فما هي الخطوة القادمة ..!؟
أهذا السقوط البغدادي خاتمة حروب الخليج ومنطقة الشرق الأوسط أم بداية لها ؟؟
المارينز يظهرون يعبرون عن مشاعرهم في فضائياتنا العربية فهنيئا لنا ، والله يرحم
أيام الراقصات وما الك إلاّ هيفا .. سدنة المعابد تحرق البخور في نيسان لتصير
حرائق ستكبر وتبتلع الارض والكرامة والانسان ، وأما من روح تمسك زمام قرار واحد
يخرج قبائلنا من بيوت الخوف والعناكب ؟؟
أي ثمن باهظ سيدفعه العراق و العالم العربي والاسلامي على امتداد خطوط
الجيوبولتيكس ذات الارتباط بحقول النفط ، لدمقرطتة على دبابة أمريكية تتجول الآن
في بغداد ..!
ويبقى السؤال لكل العراقيين الذي غضبوا منا وخاصمونا لأننا ضد هذا الغزو الانجلو
ساكسوني الهولاكي ، هل يا ترى النظام العراقي هو الهدف أم أرض العراق .!؟ وأي
شكل من أشكال الديمقراطية أتت لبغداد الآن على أكتاف المارينز ..؟؟
سؤال نتركه للأيام .. لكنّ المؤكد أنّ ما يحدث و يتشكل الآن أمام أعيننا ويعبر
بوابة التاريخ من بغداد سيترك أثارا عميقة على المنطقة والعالم بأسره ..
رفع العلم الامريكي وتعليقه على التمثال أول مرة كان تلقائيا وله دلالة ، فلو
كانت حرب تحرير للعراق كما تدعي الادارة الامريكية والرموز العراقية المعارضة ألم
يكن العلم العراقي أحق في أولى اللحظات التاريخية تلك التي شهدها العالم .!؟
ولماذا عندما أصر شاب عراقي برفع علم بلاده لم يبقى العلم سوى دقيقة ونصف فقط
وسرعان ما نزل عن التمثال ، أي أوامر ومخرج مسرحي يعمل في قيادة المارينز كانت
تصل أوامره بالتزامن مع الحدث ؟؟؟
لقد تصرف جندي المارينز بحس الانتصار الامريكي فقط في تلك اللحظات ، وفي المقابل
الجموع كانت منتشية بغض النظر ان كان صانع انتصارها امريكيا او غير امريكي وهنا
مكمن الخطر..
فدوما اللحظات الرمز تحمل دلالتها وتداعياتها المستقبلية ..
عندما سقط جدار برلين كان بيد الشباب الالماني ، فتحوا كوة بأذرعهم هم بانفسهم
فصار جدار برلين رمزا للحرية الألمانية وامتدت بدلالتها لشعوب العالم بسقوط النظم
الشمولية ..
لماذا اخفق الشباب العراقي بانزال التمثال ، لماذا فقدوا صبر الرغبة بالحرية حتى
لو اقتضى الأمر لساعات طوال بضربات الازميل ليدخلوا التاريخ بأذرعهم هم وبشكل
يليق ببغداد وبعراق الحضارات ؟؟ لماذا فقدوا صبرهم حلال اقل من ساعة وماذا يعني
ذلك للمستقبل ..؟؟
نحن أمام احتلال وليس تحرير شعب ، وكل المظاهر التي شهدناها تؤكد انها مظاهر
ووقائع احتلال بمنطق استعماري عصري قائم على علوم متقدمة جدا في شتى المعارف
والعلوم والتكنولوجيا والفنون بما في ذلك علم النفس والمسرح..
لقد كانت مسرحية فيها ممثلين ومخرج وسيناريو وفق أحدث النظريات المسرحية الحديثة
تلك التي يندمج فيها أعضاء الفرقة مع الجمهور دافعين وشاحنين المتلقين ليشاركوا
معهم العرض المسرحي ..
هل كنّا أمام تحرير شعب أم احتلاله وفق أسس وتصورات استعمارية حسب تصورات
وتفسيرات العديد من المفكرين الامريكيين وتحديدا نعوم تشومسكي المفكرالبارز الذي
يؤكد في مؤلفاته اشكال وجوهر الاستعمار الامريكي الجديد كالتي نشهدها الان بأم
اعيننا ..! ؟
من رأيناهم في بغداد هل هم أنفسهم من كانوا في البصرة والناصرية ، هل تلك كانت
بغداد ؟؟
يبقى مر وعلقم السؤال : هل النظام العراقي كان الهدف أم أرض العراق هي الهدف
.!؟؟ وأي حكومة انتقالية امريكية واين وكيف ستستقر في أميرة المدن الثكلى .!؟
سقوط النظام بهذا الشكل الهش يأخذنا لأسئلة أخرى أهمها دور النظام ذاته كأداة في
مسرحية هزلية ، وان اختفى عن مسرح الأحداث كاختفاء ابن لادن فهذا يعني ويؤكد انه
ثمة صفقة ستكشفها الأيام والأعوام المقبلة بوثائق أجهزة الاستخبارات حالما تطلق
ملفاتها من مخابئها ..
أهذا هو الشعب العراقي الذي عرفناه عبر التاريخ يقف متفرجا على سقوط الرمز
الديكتاتوري بأيدٍ امريكية ؟؟
هل سنضطر لاستدعاء المارينز مرة أخرى الى عواصم عربية لاسقاط رموز ورؤوس أخرى وما
اكثرها ؟؟ وهل سضطر لمشاهدة مسرحيات هزلية اخرى ؟؟
والى متى سنبقى حبيسين عبادة الفرد الذي أثبتت الأيام والتجارب عدم جدوى هذا
العشق ؟؟
ولكن الحدث جلل رغم أنه أصبح عاديا جدا ، المارينز يتجولون مع المواطنين في بغداد
بابتسامات وثمة هتافات تشق عنان السماء بالروح بالدم نفديك يا .. لا ندري ما
هي الكلمة الآن .!
ولكن بالتأكيد كاسك يا وطن عربي مكلوم مكلوم .!
تمنيت كامرأة عربية ، وأم ، واعلامية تمنيت من عدسات الكاميرا العربية لو ركزت
على الجثث والجرحى والأطفال العراقيين ووجع ونحيب النساء العراقيات ، تمنيت لو
ركزت العدسات على عويل الأرض بدل التركيز على مسرحية أمريكية تراجيكوميدية في
انزال التمثال .. نهايات أم بدايات تتلوى بعلامات الاستفهام وملايين النقط ،
أتفاسنا مرتبكة وليس لنا سوى النحيب ونحن ننبش في الخطايا العربية ونخبيء رؤوسنا
نتفلسف ونتشاجر فيما بيننا ، ولا يبقى سوى علقم الكلام ..
أقطافُ مخاض أليم تبلد نسيج الحياة
شتلات موت انغرست اندست انثالت في سماء أميرة الحضارات والمدن
فلتنهضي.. يا أسراب الجراحات والوجع
غنّي آهات عراقية في ليالٍ عروبية راحت في ديجورغيبوبتها
احترقَ الصوت يا سومر في دمنا
اضطرم ربيع بشميم دجلة انهد نخيل الوجع
جباه شفاه احترقت وراحت حكمتك "انانا" تسبح في نفط العرب
أمقلة تلك أم جحيم اللظى
واحسرتاه يا نساء العرب ،
انزعن أرحامكن بأظافركن
ففي زمن الخصيان كلنا في العدم
أين المسير يا صديقي الشاعر وأي ثقب أسود يلتهم العراق وأمة العرب
/*/*/
هذيان امرأة عربية حزينة في نيسان
بريهان قمق
|
|
|