12-03-2011, 02:23 PM
|
#1
|
عميد المنتدى
مُعتـّق برائحــة الطين!
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4554
|
تاريخ التسجيل : 08 2003
|
أخر زيارة : اليوم (12:01 AM)
|
المشاركات :
11,971 [
+
] |
التقييم : 129
|
الدولهـ
|
|
لوني المفضل : Darkred
|
|
إنكسار الإنتظـار!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الإنتظار كغيــره من المعاني له جانبان إيجابي وسلبي...الجانب الإيجابي تحدثت عن طرف منه قي موضوعي : من ينتظر ليس كمن لا ينتظــر.....أما الجانب السلبي فسنتحدث سوياً هنا عن جزء منه وهو الإنكسار الداخلي الناتج عن عقد الآمال الكبار والانتظار!
الإنتظار طبع إنساني وفطرة أصيلة,فهو إن أعطى إنتظر الرد,وإن أحسنَ إنتظر الجزاء الحسن..هذه طبيعة بشرية لا غبار عليها..نعم هناك درجة عظيمة من الرقي قلّ من يطالها تتمثل في عدم الإنتظار لا سيما إن كان يعطي ويحسن إبتغاء للأجر,وحتى عند غير المسلمين قد نجد هذا المعنى لأن ارتقاء الفكر والتعامل قيمة إنسانية بحتة,لكن الإسلام جاء ليؤكد ويحث على هذا الإرتقاء مرتباً عليه أجوراً عظيمة في التسامح والصفح والإحسان..
سأذكر هاهنا بعض أمثلة هذا الإنكسار ولعل في مداخة الأعضاء الأعزاء المزيد :
الأب حين يتعب لتأمين لقمة العيش لولده ويتعب في التربية, ويرقب فلذه كبده في جميع مراحل عمره المبكرة بروح آمله وعين راجية, فهو في داخله في حال انتظار..إنتظار أن تنتج البذرة الصالحة نبتاً طيباً...لكن هذا الولد يشذ عن الصراط المستقيم وقد ينحرف ويصبح من أرباب الجرائم.....هذا الأب إجتهد في فعل ما يراه صحيحاً لا سيما في أسلوب التربية وفي صون الإبن وحفظه,حتى وإن كان بعض فعله خطأ فهو مجتهد لذا فهو في قرارة نفسه ينتظر أن يشب هذا الولد ويصبح عضواً صالحاً في مجتمعه فيشرّف أباه حين ذكره,,لذلك فإن حالة انكسار قوية تنتاب دواخل هذا الأب وهذا أمر مشاهد حين يحيد هذا الولد وقد يصبح ذا مشاكل وقضايا أمنية, وقد (يجرجر والده) في أقسام الشرطة,فيصبح سلوك هذا الولد وبالاً على والده وأسرته ككل..هذا الإنكسار أعده من أعظم أنواع الإنكسار لأن الأمل في الولد عظيم ولأن الإنتظار طويل!
أيضاً الأم ستحمل ذات الإنكسار بحكم أمومتها ورقة عواطفها,لكنني هنا ركزت على الأب لأنه هو من يواجه سلوك الولد السلبي أمام المجتمع والنظام والقانون,لكن هذا لا يمنع من أن يكون انكسار الأم أعظم أحياناً..وهذا أمر نسبي يختلف باختلاف الأنفس والظروف..
إنكسار آخر(مزدوج) :
عامل مسكين جمع(تحويشة) عمر وقد يكون باع بيته لأجل أن يحصل على عقد عمل في الخارج , وودع والديه الآملين,وأهله وإخوته,بحثاً عن لقمة عيش على مسافة آلاف الكيلومترات متحملاً الغربة والتعب,فيعمل كما هو اتفاق العقد لكنه يفاجأ بصاحب العمل يماطل في أجرته وقد يؤخرها شهوراً طويلة أو يحمله مالا يطيق من أعمال..هنا يحصل انكسار لأن هذا العامل في حال انتظار مستمر منذ أن رحل عن بلده وأهله,وبنفس الوقت يحصل انكسار آخر عند والديه وأهله الذين ينتظرون تحويل الأجر وثمن العمل,فالطرفان هنا يتحملان مرارتين : مرارة البعد ومرارة البخس!
وبالمقابل قد نجد انكسار داخلياً عند صاحب العمل حين يجمع المال وقد يقترض لإحضار عامل يساعده ويعينه على شؤون حياته أو في تجارته إلا أن هذا العامل لا يتقن العمل وقد يحصل منه ما هو أشد من هروب أو مخالفات نظامية,فتذهب أموال هذا الإنسان هباء,وقد يستدعى من قبل الأمن في بعض القضايا التي تتطلب حضوره وأخذ أقواله..
لا شك أن المسألة هنا نسبة وتناسب فانكسار عن انكسار يفرق كثيراً...
أيضاً إنكسار له وقعه :
حين يُحسن المرء إلى آخر إحساناً عظيماً وقد يأتمنه إما على مال أو أسرار,لكنه يجد إساءة عظيمة وتفريط بالأمانة,,فهنا يحصل إنكسار طبيعي كردة فعل,وقد تهتز هذه العلاقة كثيراُ أو تنهار نتيجة لهذا الفعل اللامسؤول..
هذا ما تيسر لي من أمثلة ولعل في المداخلات مزيد...
|
|
|