عرض مشاركة واحدة
قديم 19-03-2011, 03:19 PM   #1
د.رعد الغامدي
مستشار


الصورة الرمزية د.رعد الغامدي
د.رعد الغامدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32511
 تاريخ التسجيل :  12 2010
 أخر زيارة : 11-02-2015 (02:59 AM)
 المشاركات : 6,372 [ + ]
 التقييم :  75
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkcyan
Icon4 نبذ التطرف السني والشيعي



أكتب هذا المقال على أنقاض مقال آخر دار فيه الكلام

بين السنة والشيعة على أعقاب حدوث مظاهرات ودعوات

للفتنة الطائفية بتحريض من ايران وتدخل في شؤون دول

الخليج العربي ، كان أبرزها ماحصل في دولة البحرين الشقيق

ان المشكلة الدائرة بين الطرفين هي رفض التعايش السلمي

بينهما وهو الأمر الذي يغذيه المتطرفون من كلا الفئتين

ولنذهب ببساطة لليوتيوب ونبحث عن الحرب السجال في مقاطع الفيديو

بين الطرفين والذي يصف فيه كل طرف الطرف الآخر بأبشع الأوصاف

وألذع الكلمات ، لا لشيء سوى تأجيج نار الفتنة والرغبة في

عدم إخمادها ، وهي التي بدأت منذ خلاف علي كرم الله وجهة

ومعاوية رضي الله عنه.


لقد كان لنا في رسولنا أسوة أيها المتطرفون، فقد كان

يعيش مع المنافقين في المدينة المنورة ولم يأمر بقتلهم أو نبذهم

أو سبهم ولم يستبيح ذلك، رغم انه يعلم كفرهم بما علمه ربه

بل كان يعيش مع اليهود في المدينة ولولا أذاهم (والناشيء عن

تطرفهم) لما أخرجهم منها

ونحن في دول الخليج لدينا قنابل موقوتة من الطائفية ساهم

متطرفي السنة ومتطرفي الشيعة في زرعها واعدادها للإنفجار

في أي وقت ، في البحرين والسعودية والكويت

لقد جلسنا لسنوات في موقف المتفرجين المكممي الأفواه

نسمع ونردد دون ان نفكر ودون ان يخطر ببالنا وجود تيارين

خطيرين على الأمة هما تنظيم القاعدة وإيران، وكلاهما لايريدان

الخير للأمة ولا يؤمنون بالخير فيها أصلا ولا يفهمون سوى لغة

الحروب والصراعات الدينية وكل طرف يحشد اتباعه بانتظار يوم الحسم

والذي ترى فيه ايران بأنه انتشار الثورة الاسلامية الشيعية

في كل البلدان الاسلامية، بينما يرى تنظيم القاعدة بأنه يوم تسلم

الإخوان المسلمين والأحزاب الاسلامية الجهادية الراية في

الدول الاسلامية.


ان من يدفع ثمن هذا الصراع هو ليس ايران وقادة الارهاب الشيعي

ولا القاعدة وقادة الارهاب السني، وانما هم المواطنون العاديون الذين

يبحثون عن مقومات الحياة الأساسية من أمن ومأوى وغذاء

وهؤلاء المواطنون هم الأكثرية، مقابل الشرذمة الأقلية من دعاة

الإرهاب وإذكاء نار الفتنة والطائفية.


لقد أثار شجني ماحدث في البحرين الشقيق، وما حدث من طيش

عند بعض الشيعة في السعودية وما سعت قناة العالم له من تأجيج

للفتنة الطائفية ببث مشاهد قليلة مغالطة وبدون سياقها

وبتكرار تحريضي ممل وبدعوة الشيعة في السعودية للتظاهر

والخروج على الحاكم كجزء من موجة الثورات الاسلامية التي تدعيها

ايران على العالم العربي ، في الوقت الذي لاتوجد فيه أي ثورة

عربية تحدثت عن الاسلام، وانما يتحدثون عن الفقر والبطالة

وعدم قيام الانظمة التي ثار شعبها ضدها بتوفير حياة كريمة لمواطنيها.

ونحن في دول الخليج العربي أكرمنا الله بالبترول وأكرمنا

بحكومات معتدلة، وهذا لايروق لإيران ولا للقاعدة، لأنه يقاوم

مخططاتهم الداعية للفتن والحروب

فنجد المتشددين من السنة والمؤمنين بالفكر التكفيري لايروق

لهم التعايش مع الشيعة في الحسا والقطيف فيمارسون عليهم

انواع الاضطهاد والتهميش والسب والشتم والافتراء،

وفي المقابل لايروق الحال الى دعاة الفتن في ايران ومن يساندها

في مناطق الشيعة في السعودية من ارهابيي الشيعة

ومتشدديهم، فتجدهم يشحنوا ابناء القطيف والحسا بالعداوة

والتحريض ضد السنة والدولة ويصورو لهم ان منقذهم الوحيد هي

ايران والولاء لها.


ولنكن منصفين قليلا ونفكر من جهتنا نحن كأغلبية سنية بالسعودية

ماهي نظرتنا للشيعة ككل؟ ويهمني ان اركز على مقولة "ككل"

لأن المتطرفين يصرون على ان الشيعة كلهم نسيج واحد خبيث

يحارب الدين، وهو مايقابله المتطرفون من الشيعة الذين

يهتمون بجعل نظرة الشيعة للسنيين في السعودية بنظرة

"ككل" أيضا على انهم كلهم أعداء ولا يريدون لكم الخير.

ولا اريد هنا ان أخوض في من هو الباديء بالعداء وهل البيضة جاءت اولا

ام الدجاجة، او السعي للبحث عن الباديء لنصفه بأنه هو الأظلم

لا، فكل هذا لايجدي، وانما مايجدي هو ان نعلم اننا نحن الاكثرية

في هذه البلاد، والسلطة معنا، ولهذا نحن الأقدر على صنع التغيير.

وليس ما أطلبه هنا هو شيء مستحيل، سواء انا عندما اتحدث

عن نفسي أم آخرين مثلي يهمهم مصلحة بلادنا العزيزة.


لقد شنت بلادنا حربا ضروس على الارهاب والارهابيين والمتطرفين

ممن ينسبون انفسهم للسنة ويدعون انهم على صواب

وتمكنت بحمد الله من قمعهم واراحة البلاد والعباد من شرورهم

فما هو المانع ان يأتي الدور على المتطرفين الارهابيين من الشيعة

وعملاء ايران الذين ينسبون انفسهم للشيعة المسالمين؟

لماذا لا نفرق بين الشيعة على اساس ان بهم المتطرف الموالي

لإيران وفيهم المعتدل الموالي للسعودية وحكومتها؟

لماذا لا نصحح فكرنا(كأغلبية مقارنة بهم) ونمد ايدينا لهم ونكف عن

اتهامهم بأنهم كلهم عملاء لإيران؟ مما يضطرهم الى الاستنجاد

بها وهي التي تعطيهم الوعود الكاذبة لتبث سمومها؟

لقد أخطأنا ويجب ان نعترف بذلك عندما خوّنّاهم كلهم ونسبناهم لإيران

وأخطأوا هم ويجب ان يعترفوا بذلك عندما أصغوا الى الارهابيين منهم

الذين وصفونا نحن السنيين بأننا كلنا نعاديهم ونضطهدهم.


وقد نجد من يستنكر هذا الكلام ويقول: كيف أعيش بسلام مع من

يسب الصحابة ويسب أمنا عائشة ويدعون لقتلنا ويكفرون بقرآننا؟؟

إخواني، كل هذا الكلام هو سموم الارهابيين منهم وليس كلهم

ان اصرارنا على انهم كلهم سواء هو البلى الذي زرعه المتطرفين

من السنة والذي يجب تغييره على ضوء سيرة رسولنا (ص)

ومنهج قرآننا. فهم يظلوا أهلنا في السعودية شئنا أم أبينا

وان لم نمد ايدينا لهم فستمدها ايران مستغلة عواطفهم وحرمانهم

من الانتماء لبلادهم السعودية والذي نتسبب فيه نحن بخروجنا عن

المنهج الصحيح


فالله سبحانه وتعالى في كتابه تحدث عن النصارى وشركهم

ومعاداتهم للمسلمين وبراءة منهم في سورة براءة (التوبة)

ومع ذلك قال عن بعضهم:

{لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ

وَهُمْ يَسْجُدُونَ }آل عمران113

وكذلك قال سبحانه:

وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ

لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي

الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران75

وفي سورة المائدة:

{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ

مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً

وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }المائدة82

وكان الرسول محمد (ص) يعامل جار له يهودي بالحسنى ولم يقل

لن أزوره اذا مرض لأنه ممن قالوا يد الله مغلولة

فهم لم يتعدوا على عائشة ولا على الصحابة وانما على الله

تعالى الله عما يصفون، ومع ذلك كان يعاملهم بخلق حسن

وبإنسانية.

بل إن المنافقين وهم من الد اعداء الدين الا ان الشرع

عصم دمائهم وأموالهم وأعراضهم بمجرد قولهم لا إله الا الله

فلا يجب ان تأخذنا عصبية التطرف الى أبعاد من الكره والحنق


فوالله لا نحب منهم سب الصحابة ولا أمنا عائشة، ولكن هذا لاينطبق

على كل الشيعة ولو انطبق فليحاسبهم رب العالمين ماداموا

لايسبونهم امامنا استفزازا لنا، ووالله ان فيهم اناس يشمئزون من ذلك

وأنا شخص صاحبتهم وداخلتهم وجادلتهم خارج منطق التقية

التي يتشدق بها الكثيرين من المتعصبين من السنة والتي

بواسطتها ينكرون مجرد وجود الخير الحقيقي في نفوس الشيعة

ولنجعل المصطفى (ص) قدوة لكنا ونستجيب لقوله :خالق الناس

(لاحظوا الدقة "الناس" وليس أهل السنة فقط") بخلق حسن

والتعميم على الكل نوع من الجهالة والعنصرية وجئت لكم ببعض

من كلام الله في كتاب الله، فكم ورد من القول عن كفر النصارى

وشركهم وعداوتهم للمسلمين ولن يرضون حتى نتبع ملتهم

ومع ذلك امتدح سبحانه بعضهم او فئة منهم


أسأل الله ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

وان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه

ولكم مني كل الود والتقدير

المصدر: نفساني