نفساني - عرض مشاركة واحدة

19-03-2011, 05:49 PM

ترددت كثيرا قبل كتابة هذا المقال لحساسية الموضوع

عند البعض والذين يهمنا أمرهم كإخوة لنا ولكن ماباليد حيلة

في ايجاد حل لهم لأن مشكلاتهم معقدة وفيها صور خاصة من المعاناة

ونسأل الله ان يكون معهم وان يسخر لهم من ينتشلهم من المشاكل

سواء من أصحاب المال أو من أصحاب النفوذ

وفي بلادنا السعودية يعيش الكثيرين من الفقراء والمحتاجين

ولكن فقرنا نحن السعوديين ليس كفقر باقي انحاء العالم

فتعريف الفقر عندنا مختلف

ففي بعض الدول العربية والآسيوية الفقيرة، وهي دول أكثر حظا من دول افريقية،

أقول، في تلك الدول يرتبط مفهوم الفقر بإيجاد لقمة العيش

ربما من بقايا طعام، والمأوى والذي قد لايكون سوى غرفة في قبو

أو على السطوح ، والملبس والذي قد لايكون سوى خرق بالية

أو مستعملة تستخدم فقط لستر العورة والوقاية من البرد

أما عندنا في الخليج فيرتبط الفقر بالحرمان من الرفاهية والرغبة

في منافسة الأغنياء والعيش مثل عيشتهم، والتي نسميها أحيانا

بالحياة الكريمة التي تليق بنا. طبعا هذا لايمنع من ان عندنا فقراء وأسر

فقيرة ولكنها أيضا لم تصل الى مرحلة غرفة فوق السطوح

او الأكل من فضلات طعام ملقى عند الزبالة. نعم هناك فقراء

ولكنهم يعيشون في شقق تعبانة أو بيوت شعبية ،

ويجدون مايسد حاجة بطونهم غير فضلات السفرة، ويرتدون

ملابس تعبانة أو مستعملة ولكنها غير بالية ولايزال بها روح.

نعود لفقرنا نحن السعوديين فنجد الفقير هو من لديه سيارة صغيرة

كورلا مثلا، أو قديمة من موديلات التسعينات، ويسكن في شقة

في حي رخيصة عقاراته وهناك رداءة في بناؤه وتشطيباته

ويلبس ثوبا مفصل عند خياط رخيص، ويأكل يوميا رز ودجاج

ونفسه يأكل في مطعم لبناني ولكن فلوسه لاتكفي

بل هناك من يتجاوز في تعريف الفقر فتجده زعلان لأن ماله

لايكفي لشراء سيارة كبيرة بالتقسيط لأن أقساطها غالية

وراتبه لايتحمل، وزعلان لأنه يسكن في شقة حتى لو تمليك

فهو يريد ان يسكن في فيلا عادية على الأقل، ويريد ان

يشتري ملابسه من سوق محترم وليس اسواق شعبية

ويريد جوال بلاك بيري أو آي فون

الألعن من ذلك هو عندما تجد طبيب يدعي الفقر وأن راتبه لايكفي

لشراء فيلا فاخرة بقيمة لاتقل عن 5 مليون، ويريد ان يركب سيارة

بي ام فارهة أو على الأقل جيب لكزس، وأن يعلم أبنائه في

أفضل المدارس الخاصة، ناهيك عن ملبسه ومأكله ومايريده فيها

وإجازاته وسفراته كيف يقضيها

ودائما أكرر قصة ممرض زميل لي كنا أنا وإياه على وجه زواج

ونؤثث شقة الزوجية، وفوجئت عند زيارته بأن أثاثه والشقة نفسها

التي استأجرها وسيارته الفورد الجديدة (بالتقسيط طبعا)، أقول

فوجئت بأن شغله كان انضف من شغلي وكان قد استدان من بنك

وبعد شهرين من زواجه جلست معه وكان يشكو لي من ان راتبه

لايبقى له منه سوى الفين أو ثلاثة (لا أتذكر) وانه متورط

ولا يدري كيف يعيش، والكلام هذا طبعا قبل 9 سنوات

أي قبل غلاء المعيشة، والثلثة الاف كانت تسوى

ان الدين الاسلامي لم يعد بأن يكون كل الناس سواسية في الرزق

بل وضح في آيات كثيرة بأن الله فضل بعض الناس على بعض في

الرزق، وأنه قسم الأرزاق ولم يقل سبحانه بالتساوي في القسمة

بل القرآن الكريم مليء بالآيات الداعية للصدقة والزكاة وكفارات

الإطعام ، وهناك حديث عن الرسول (ص) مامعناه انه من بات

منكم معافى في بدنه عنده قوت يومه آمن في سربه، فقد حيزت

له الدنيا)

اننا في السعودية تعودنا ان نقارن انفسنا ببعض وننافس بعض

في كل شيء، من باب انه ماحد أقل من أحد، وشطبنا على

المثل القائل: مد لحافك على قد رجولك، بل وتهكمنا وضحكنا من

عادل امام في مسرحية الزعيم عندما ألقى خطاب على الشعب

وقال بطريقة كوميدية (الفقراء يدخلون الجنة) ويقصد ان الرؤساء

وأصحاب السلطة يخدرون الناس بهذه المقولة رغم انها مقولة

صحيحة وردت بصورة مماثلة في حديث نبوي.

فالممرض يريد ان يعيش مثل الطبيب، والفرد من العساكر يريد

ان يعيش مثل الضابط، والمدرس مثل استاذ الجامعة

وكلنا نريد ان نأكل في المطعم البرازيلي وأن نسافر لماليزيا في

شهر العسل ووو...الخ من الطلبات التي نريدها دون ان يهمنا

ان نفكر باختلاف مستوياتنا التعليمية والوظيفية والأعباء

والمسؤوليات والالتزامات الاجتماعية

انا لست ضد ان يعيش الفرد بأفضل درجات الكرامة ان أمكن

ولكن ماذا عملت انت ياراغب الغنى والرفاهية في دراستك الثانوية والجامعية؟

ماذا قدمت من جهد وتفاني في العمل لترتفع درجاتك ومناصبك

أم أنك قضيت وقت عملك في الشاي والسواليف والتسيب؟

ماهي درجات التحمل التي تحملتها؟ ان كنت تعمل متسبب

أو قطاع خاص، أو حتى حكومي؟

جلست نص سنة تقريبا وانا ماسكة معي أجيب غدا سمك ناجل

مرتين في الاسبوع فلاحظت ان ميزانيتي ماتسمح فبطلت

عندي تلفزيون عادي وميزانيتي ماتسمح ل ال سي دي

وبطلت، أبغى اسافر للشرق مع اسرتي ،الصين او ماليزيا

وميزانيتي ماتسمح وبطلت، ليش مانفكر بهالطريقة؟ انا أفكر

كطبيب وراتبي عالي، وانت ياموظف مرتبة رابعة فكر مثلي

وبطل تسافر جدة اذا ميزانيتك ماتسمح، مشي حالك بكورلا

اذا ميزانيتك ماتسمح ع الكامري

ان فكرنا الاستهلاكي والاقتصادي في ادارة الموارد مريض بشكل

عجيب، وهذا ماجعل سعد السفيه وقناة الافساد تدندن على وتر الفقر

والذي هو ليس فقرا حقيقيا، صار نهجهم الدندنة على الميزانية واين تصرف

ولماذا لا يحصل الشعب منها حظا مثل الملك والأمراء والأغنياء.

الله يخرب بيتك ياسعد ويجعل حسدك ينقلب عليك،حاسدهم ليه؟

الله يزيدهم من فضله مادامو يعطونا بسخاء

ايش اللي حارق رزك؟

هؤلاء اسرة ملكية من أعرق وأكرم الأسر وخيرهم واصل

المواطن والمقيم والدول في الخارج ومع ذلك عملوا مابوسعهم

لتنمية الوطن ومصلحة الوطن ولسنا مثل مصر في عهد مبارك

مع احترامي لكل المصريين، ولكن ماذا عمل لهم من ضمان للقمة العيش؟

الملك فهد الله يرحمه وفر لنا القمح والدجاج والبيض والألبان

ومدينتين (الجبيل وينبع) تدخل ذهب على البلاد لايجعلها

حبيسة لحصة مبيعات أوبك

والملك عبدالله ماأبقى باب من أبواب التنمية والتطوير والبناء الا وطرقه

زعلان علشان الفلوس في يدينهم؟

موت بغيظك انت ومن يستمع لك من اهل الحسد والنقمة

الدولة قادرة ياخبل توزع ملايين على المواطنين، لكن تقدر تضمنهم

بعد كذا يداوموا ويشتغلوا؟ والا تبغاها عطالة لشلة العواطلية

من اتباعك من اللي يبغوا فلوس بدون تعب أو عمل؟

تريد ان يتساوى المحسن والمسيء، المجتهد والكسول

العالم والجاهل، المنتج والعاطل، هذا هو توزيع الثروات

هذا اذا افترضنا انك صادق وما طلعت حرامي محترف سرقة

نحن لاننكر انه يحصل أكل من هنا ومن هنا من القائمين على المشاريع

وبلدنا تعترف بشفافية بحدوث ذلك ولكنها غير راضية وتحاسب

ثم مادام الموضوع لم يمس اقوات الناس ومعايشهم

والضمان الاجتماعي شغال والجمعيات الخيرية شغالة

وماحد مو لاقي ياكل، ابغى افهم زعلان ليه؟

انا اقول لك ليه، الحسد والحقد والغل اللي مالي قلبك

والكسل والبطالة اللي تحبوها، ماتبغوا تكدوا وتتعبوا وتقسطوا

وتحسبوا ، تبغوا تعيشوا زي الامراء والرؤسا ورجال الاعمال

محرومين، مساكين، ميتين من الغيظ

راجعوا انفسكم يامن تدعون الايمان ورغبة الآخرة على الدنيا

اقرأو في توازن الدخل والمصروفات وطبقية الفقر والغنى واهميتها

في استمرار عجلة الحياة والعمل

اعطونا لو مثال واحد على اسرة سعودية ماحيزت لها الدنيا كما

ورد في الحديث النبوي، اثبتوا لنا ان الفلوس التي في يد ال سعود

حفظهم الله هي فقط لمصالحهم الذاتية وليس بها عطاءات ومنح

وهبات واوامر علاج واغاثة دول ووووو...الخ مما لاينتهي من فضل

ماوجد عند رؤساء جمهوريات تتشدق بالتنمية وكفالة رزق مواطنيها

بالباطل، وارصدتها في الخارج بالمليارات والارقام الفلكية

المصدر: نفساني