ثم ينهض مرة اخرى

و فجأة سقط من جديد

و استسلم

فقلت : يا هذه من هذا و مالذي يجري له
و الى اين يريد الذهاب ؟
فقالت : أنظر في نهاية الطريق
فنظرت فاذا بي أرى

و كان وراء هذا الباب نورا مشعا فاردت ان اذهب لاعرف ما ورائه
فقالت لي :توقف .
قلت: لما ؟
قالت : ألا تريد أن تعرف من أكون و من هذا ؟
قلت : نعم
فقالت: افتح عينيك
ففتحت عيني فلم أجد أحدا
فقلت لها : من أنتي ؟
فقالت لي الم تعرف بعد ؟
فأجبتها لا ؟
قالت أعد النظر في وجوه الشخصيات من جديد
فأغمضت عيني و دققت النظر في الوجوه و بعد اكتشفت
أن تلك هي شخصية واحدة و هي أنا
و أن ذلك هو شريط الماضي من حياتي
فقلت لها ؟ من أنتي و ماذا تريدين ؟
فقالت ؟ أنا نفسك التي بين جنبيك يا هذا
و ذلك هو شريط ماضيك
و مسيرتك في الحياة
قلت : و ماذا وراء ذلك الباب
قالت : انها اهدافك
قلت : و ما تلك الحفرة التي انا فيها
قالت: انها حالتك هذه
ثم قالت لي :اسمع
لو اعدت فيما مضى لوجدت التالي :
لقد بكيت من اول يوم جئت فيه الى هذه الدنيا لانك خرجت من ظلام بطن الامان من امك و كنت تتغذى من دمها فظننت انك فقد الامان و الرزق
فوجدت نفسك في نور الحياة تتغذى على لبن صاف من امك
و عشت ما عشت ثم بكيت من جديد عندما فطمتك امك عن حليبها فوجدت نفسك وهي امام ما لذى و طاب من طعام و شراب
ثم عشت ما عشت و كنت تحبو على اربع
و حاولت مرات عديدة النهوض و سقطت كثيرا و حزنت لذلك و لكنك تعلمت المشي بعدها ثم كبرت و اخذت تمشي في طريقك تلاقي من الصعوبات ما قد يرجعك للخلف او يسقطك و لكنك تحليت بالصبر و كنت تقاوم و تعيد النهوض من جديد و لا تدري من يساعدك في كل حين و يمد لك يد العون
و ها انت اليوم سقطت كالعادة و لكنك استسلمت
ثم سكتت قليلا
و قالت :هل تدري من الذي كان معك طوال هذه الطريق اخرجك من الظلام الى النور و رزقك اللبن بدل الدم
و ابدلك الطعام و الشراب بدل اللبن وحده
و اعانك على المشي و ساعدك على النهوض في كل سقطة
و الى الامام في كل تراجع انه نفسه الذي جعلك في بطن امك
هو نفسه خالقك الله ربك
فهل تتوقع يا هذا أن يتركك اليوم ؟
فقلت ..............