المظاهرات والإعتصامات بدعة منكرة في الدين
نعم المظاهرات بدعة في الدين لأنها ينطبق عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " يعني مردود عليه ولا يوجد دليل واحد في كتاب الله تعالى ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا هدي سلف الأمة يجيز المظاهرات والإعتصامات التي يمارسها العديد من الشعوب العربية المسلمة للإطاحة بقياداتهم وترحيل زعمائهم خروج نهائي وبدون عودة !!!
كما أن بيعة الحاكم والسمع والطاعة له بالمعروف واجبة والعمل به طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فإن أي عمل يخالف ذلك ويسعى أو يعمل للخروج على ولي الأمر وشق عصا الطاعة بدعة منكرة ومحدثة وخطرها كبير وإثمها عظيم وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن ذلك حينما ذكر أمراء السوء وقاله له أصحابه يا رسول الله أو ننابذهم بالسيوف فجاء الجواب " لا " ما أقاموا فيكم الصلاة و" لا " تعني الرفض والمنع منه صلى الله عليه وسلم ولو شاء لقال نعم فمن جاء بنعم ومنهم دعاة المظاهرات والإعتصامات فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم .
ومما يؤكد بدعية المظاهرات والإعتصامات وأنها منكر عظيم أنها تقليد ظاهر وواضح وبين للغرب فالغرب هم أول من سن المظاهرات والإعتصامات فالعمل بها تقليد لهم وتشبه بهم وقد تواترت الأدلة من الكتاب والسنة بالنهي عن التشبه بالكفار وتقليدهم .
أيضا مما يؤكد بدعية المظاهرات أنها يترتب عليها إفساد في الأرض وإضرار بالخلق وسفك للدماء وإزهاق للنفس البريئة وعبث بالأعراض والممتلكات وقد جاءت الشريعة بحفظ الضرورات الخمس وهي تقوم على الفتنة وقد قال تعالى (والفتنة أشد من القتل... الآية ) .
فما يسمى بالمظاهرات والإعتصامات لا تجوز بحال ومحرمة في شريعتنا الإسلامية وقد صدرت فتاوى كبار علمائنا المعروفون بالرسوخ في العلم والفقه في الدين بحرمتها سواء كانت المظاهرات تنادي بالخروج على ولي الأمر أو تنادي بتأييده فمسمى المظاهرات أوالاعتصامات بدعة منكرة في الدين ولم يرد عليها دليل من كتاب ولا سنة ولا فعل سلف الأمة .
الحجاج بن يوسف الثقفي عرف بفسقه وظلمه وامتهانه لقتل الكثيرين من المسلمين وقتل بعض كبار التابعين ظلما وعدوانا وقد عاصره عدد من الصحابة والتابعين ولم يثبت أنهم تجمهروا وأعلنوها مظاهرة ضده ولا اعتصموا كذلك .
بعضا من أمراء بني أمية وأمراء بني العباس عرفوا أيضا بفسقهم وضلالهم العقدي والأخلاقي وقد عاصرهم بعض كبار التابعين وأئمة الإسلام كالأئمة الأربعة وسعيد بن جبير وسعيد بن المسيب والحسن البصري وعبد الله بن المبارك فلم يعلنوها كذلك مظاهرات ولا اعتصامات فمن أين جاء هؤلاء المتظاهرون المعاصرون بشرعية المظاهرات والاعتصامات وهم لا ينفكون عن اتباع أحد مذاهب الأئمة الأربعة رحمهم الله .
شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله عاصر العديد من حكام الظلم والجور والبدعة وقضى غالب وقته في السجون ولم تتضمن فتاواه المشهورة فتوى واحدة تجيز المظاهرات والإعتصامات احتجاجا على الحاكم الظالم أوالجائر .
الإخوان المسلمون في عصرنا الحاضر ودعاتهم ( خوارج هذا العصر ) هم من أول شرع لمثل هذه الغوغائية والإفساد تقليدا للغرب واليهود ذلك أن غالب أفكارهم ومخططاتهم مستفادة من بروتوكولات حكماء صهيون ومخططات اللوبي الصهيوني في الدول الغربية وبروتوكولات أصحاب عمائم قم فلا غرابة أن يكونوا بغلة لهؤلاء الأعداء جميعا من يهود ونصارى ورافضة لتنفيذ مخططاتهم ونفث سمومهم على الأمة الإسلامية عامة والمجتمعات العربية الخاصة .
ولأنهم كذلك – أعني الإخوان المسلمين - دعاة فتنة وليسوا دعاة سنة ولأنهم نشؤوا على العنف والدموية ولأنهم يسعون للمناصب والكسب المادي سخروا دينهم وفتاواهم وجمهورهم لإشباع نزواتهم وشهواتهم الدنيوية على حساب الدين وثوابته وأحكامه.
إن المجتمع الخليجي بعامة والسعودي خاصة مجتمع موحد ومتدين ويخشى الله تعالى ولذلك فالكثيرون منهم بفضل الله تعالى يرفضون هذه المظاهرات والإعتصامات وينكرونها ويعتقدون بدعيتها وأنها ليست من الدين في شي ويلتفون حول قياداتهم وأمرائهم وكبار علمائهم .
إن مظاهر وحشود استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله حين وصوله من رحلته العلاجية وحشود القادمين للسلام عليه تؤكد قوة ومتانة التلاحم بين القيادة والرعية وشدة محبة بعضهم لبعض مما يغيض العدو ويسر الصديق وبالتالي فلن يسعد ولن يفرح السفيه وجنوده وقيادات التحالف اللبرالي الإخواني في محاولاتهم البائسة في زعزعة هذه العلاقة ودعوتهم للمظاهرات سوف تبوء بالفشل الذريع فالنسبة الغالبة جدا من الرعية ضدهم وليسوا معهم .
إن الحزم في مثل هذه الفتن مطلوب وهو سياسة المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل رحمه الله فبالحزم استطاع توحيد أرجاء الجزيرة وجمع كلمتها وتوحيد صفها ونبذ خلافاتها.
والحزم مطلوب في منع المظاهرات لأننا نختلف عن غيرنا فليس في شريعتنا ودستورنا ما يجيز ذلك ونحن في المملكة العربية السعودية لنا خصوصيتنا في الكثير من المسائل والقضايا ولنا تحفظنا في الكثير من المؤتمرات العالمية والمعاهدات الدولية على كل ما يخالف ديننا وعقيدتنا و مبادئنا وعاداتنا وقيمنا فلا أحد كائنا من كان يمتلك إلزامنا بشريعته وعاداته وسياسته وأفكاره .
نحن لدينا سياسة الباب المفتوح فجميع المجتمع رجالا ونساء كبارا وصغارا يستطيعون الوصول إلى قياداتنا وتقديم طلباتهم عليهم والقيادة تحقق رغباتهم وتقضي مطالبهم بحدود الشرع والنظام.
إذا فمن سعى أو دعا أو شارك في بدعة المظاهرات فقد تجاوز حدود الشرع وخالف النظام وللقيادة الحق والشرعية في معاقبته بما تقتضيه المصلحة العامة وليس لأحد من الخلق التدخل بحال فكما أن من قتل يقتل قصاصا بشريعتنا وكذلك من سرق ومن زنا يطبق عليه الحد فكذلك من دعا للخروج على ولي الأمر مستغلا ومستثمرا أسلوب المظاهرات فللقيادة الحق في قمعه وسجنه واتخاذ كافة الإجراءات التي يقتضيها الدين لحماية الأنفس والأعراض والممتلكات منه ومن شره وإفساده .
كما أن للقيادة الحق في إقامة حد الحرابة على كل من ساهم بذلك وترتب عليه إفساد في الأرض وقطع للسبيل وإزهاق للأنفس والأرواح وتدمير للمنشآت والممتلكات كما فعل عليه الصلاة والسلام مع من سرقوا إبل الصدقة وقتلوا الراعي ..
والله المستعان .
د. إبراهيم بن عبد الله المطلق
|
|
|