عرض مشاركة واحدة
قديم 19-04-2003, 12:22 AM   #3
العاصف
عضو نشط


الصورة الرمزية العاصف
العاصف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3612
 تاريخ التسجيل :  02 2003
 أخر زيارة : 06-03-2005 (03:20 PM)
 المشاركات : 118 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


حينما يلغى تصور دور الأمومة ومواصفاته المرسومة في العقيدة الاسلامية من قاموس ثقافتنا، ولا نعرف الطريق لتربية وإعداد المرأة لتكون الأم المثالية، فإنها ستصبح أمّاً، لا يعدو دورها في أن تكون مجرد وعاء للإنجاب؛ لها حنانها وعطفها واهتمامها المادي بالوليدفحسب.

حينما يقتصر دور المرأة عند هذا الحدّ، فإن المجتمع لـن يحصد غير العواصف الهوجاء التي من شأنها أن تقلب المعايير والثوابت رأساً على عقب. وسوف لن تكون ثمة فرصة لاستدراك ما فات، اللهم إلا بعد أن يدفع المجتمع الثمن أضعافاً مضاعفة. ولن يحصد المجتمع من وجـهة النظر التأريخـية إلا أجـيالاً محـطمة عـاجـزة عن مقاومة هـوى النفس، ولا تنظر للمرأة ذاتها من غير المنظار الشيطاني.

فإذا طمحـنا الى تكوين وصياغـة المجتمع الإلهي المثالي؛ المجتمع الحر السعيد المتفتح، فأمامنا قانون تربيـة وإعداد الأم المثالية السامية، والواعيـة لشخصيتها ودورها الهام والمقدس في صياغة شخصية الأجيال صياغـةً منيعـة.

إننا لا نجد حديقة غناء، ولا بستاناً مثمراً، ولا أرضـاً زراعية خيرة ابداً ما لم يكن وراءها فلاح أو بستاني خبير ورشيد قادر على استصلاح الأرض واختيار النبات المناسب والوقت المناسب والسماد المناسب.. إذ الأرض لوحدها ليست الأساس، وهي لا تنبت غير الحشائش والأشواك والأشجار الملتفة على نفسها...

ومن خلال التدبر بالآيات القرآنية الشريفة، نستنتج؛ أن الأم كمصطلح ديني، هي تلك المرأة الإنسانة التي بمقدورها تربية جيل نزيه عن الموبقات، محب للخيرات. فالقرآن الكريم حينما يحدثنا عن قصة النبي العظيم موسى عليه السلام، وعن ذلك الانقلاب الكبير الذي حدثفي مصر القديمة، إنما يبدأ بالإشارة الواضحة الى ام موسى بقوله: (وَأَوْحَيْنَآ إِلَى اُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ ) باعتبارها منطلق القصة النبوية العظيمة.

ومن هنا توضح الآيات الكريمة، بما لا لبس فيه -والعياذ بالله- أن دور الأمومة لا يبدأ مــن حـين الـولادة، بـل لعـل الأمومـة تبـدأ منـذ استعداد المرأة لأن تصبح زوجة، ثم من علوق النطفة في الرحم.


 

رد مع اقتباس