@ عمير بن سعد 00 لن تندموا إذا عرفتموه @
ان الحمد لله ، نحمده ونستعينه ،0
( يا أيُّها الذينَ آمَنوا اتقوا اللهَ حقَّ تُقاتِه ولا تَموتُنَّ الا وَأنتُم مُسلمونَ )0
أما بعد :
سأحكي لكم قصة حدثت في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – وهي 00
**************
جلس – صلى الله عليه وسلم – مع أصحابه في المسجد يعلمهم فانطلق شاب صغير ملئ حكمة وإيماناً ، اسمه عمير بن سعد ، ودخل على عمه ، وهو شيخ كبير في الستين من عمره ولكن النفاق في قلبه كالجبال يصلي مع الناس في المسجد ويصوم ويعتمر ؛ ولكنه مكذب بالرسالة والرسول 0
فقال عمير بن سعد : يا عماه ، سمعت الرسول- صلى الله عليه وسلم – يخبرنا عن الساعة حتى كأني أراها رأي العين ، فقال الجلاس بن سويد وهو عمه : يا عمير ، والله إن كان محمد صادقاً فنحن شر من الحمير فانتقع وجه عمير بن سعد واهتز جسمه وانتفض كيانه وقال : يا عم ، والله إنك كنت من أحب الناس إلى قلبي ، ووالله لقد أصبحت الآن أبغضهم إلى قلبي جميعاً 0
يا عم ، أنا بين اثنتين ؛ إما أن أخون الله ورسوله ، فلا أخبر الرسول – صلى الله عليه وسلم – بما قلت ، وإما أن أخبر الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، وليكن ما يكون 0
ولكن ما معنى كلمة الجلاس هذه ؟ معناها : الكفر بـ : لا إله إلا الله ، وعدم تصديق الرسول – صلى الله عليه وسلم – والاعتراض عليه 0
قال الجلاس بن سويد : أنت طفل غَرّ لا يصدقك الناس ، فقل ما شئت ، فذهب عمير ، وجلس أمام الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، وقال : يا رسول الله ، الجلاس بن سويد ، خان الله ورسوله ، وهو عمي ، وقد تبرأت إلى الله ثم إليك منه 0 قال الرسول – صلى الله عليه وسلم - : وماذا قال ؟ قال عمير : قال : لو كان محمد صادقاً ، لنحن شر من الحمير !!
فجمع الرسول – صلى الله عليه وسلم – الصحابة واستشارهم في هذا الأمر ، فقالوا : يا رسول الله هذا طفل صغير لا تصدقه فهو لا يعي ما يقول ، والجلاس بن سويد يصلي معنا ، وهو شيخ كبير وعاقل ، فسكت – صلى الله عليه وسلم – ولم يصدق هذا الغلام 0
وسالت دموع هذا الغلام ، وانتفض جسمه والتفت إلى السماء ؛ توجه إلى الذي يعلم السر وأخفى ؛ ثم قال : اللهم إن كنت صادقاً فصدقني ، وإن كنت يا رب كاذباً فكذبني ، فوالله ما غادر مجلسه ، ولا قام من المسجد إلا وجبريل ينزل بتصديقه من سبع سموات (( يَحلِفونَ بِالله مَا قَالُوا وَلَقَد قَالُوا كَلمَة الكُفرِ وكَفَروا بعدَ إسلامِهِم ))
واستدعى الرسول – صلى الله عليه وسلم – الجلاس فسأله عن الكلمة فحلف بالله ما قالها ، فقال – صلى الله عليه وسلم – يقول الله ( يَحلِفونَ بِالله مَا قَالُوا وَلَقَد قَالُوا كَلمَة الكُفرِ وكَفَروا بعدَ إسلامِهِم ))0أما أنت يا جلاس ، فقد كفرت بالله ، فاستأنف توبتك ، فإن الله تعالى يقول (( فإن يَتُوبوا يَكُ خَيراً لَّهُم ))0
واستدعى الرسول – صلى الله عليه وسلم – عمير بن سعد وقال له : مرحباً بالذي صدقه ربه من فوق سبع سموات 0" ذكره السيوطي في الدر المنثور " 0
**********************
من كتاب " المسك والعنبر في خُطَب المنبر " 0
للشيخ " عائض القرني "0
*********** 0
اللهم اغفر لكاتبه وناقله وقارئه والدال عليه 00
التوقيع: لا اله الا الله أي لا معبود بحق إلا الله
|