عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2011, 09:12 PM   #35
ريم طلال
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية ريم طلال
ريم طلال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32640
 تاريخ التسجيل :  12 2010
 أخر زيارة : 18-06-2013 (06:26 PM)
 المشاركات : 1,902 [ + ]
 التقييم :  97
لوني المفضل : Cadetblue


الإتصال :

عندما تكون قلقاً، ربما تتجنب مشاكل معينة وصراعات فى حياتك تشعر أنها تغضبك وتقلقك، اتصالك بما يقلقك بالفعل غالباً يكون أداة تحريرك.

أثناء بلوغك ونموك، ربما تكون قد تعلمت أنه من غير المفترض بك أنه بعد عن مشاعرك، عندما حاولت، تُعاقب، ربما اعتمدت عائلتك على فلسفة أن الناس يجب أن يحاولوا أن يكونوا سعداء وأحباء طول الوقت، وإذا ما كان لديك شىء سيئاً لتقوله، لا يجب عليك أن تقوله.


والنتيجة: هى أنه ليس لديك نماذج عن كيفية تعامل الناس مع المشاكل بنجاح ومشاركة المشاعر الخطيرة بشكل متفتح.

أحد تبعات هذه التركيبة العقلية أن تصبح قلقاً ومستحوذ لشىء ما مختلف وغير ذو صلة تماماً بالمشكلة الحقيقية التى تقلقك، وربما حتى لا تكون مدركاً أنك تفعل ذلك مثل العديد من مرضاى، عندما تُصاب بضلالة المرضى، ويذهبوا من طبيب لآخر باحثين عن المرض بينما فى الواقع مشكلتهم الحقيقية مع زوجاتهم، ربما تخشى أنه لديك مرض قلبى أو سرطانى لأنك مقتنع تماماً أن هناك شىء ما خاطىء، أنت محق، شىء ما خطأ، لكنه ذو صلة بحياتك، الناس المسئولة منك أو ربما حياتك المهنية، أنت تدفع المشكلة خارج تفكيرك لأنك لا تدرى كيف تتعامل معها أو لأنك ليس لديك الحق لأن تشعر بالغضب أو القلق فى المقام الأول.


القلق مثل العيش فى ظلام، المشاكل الحقيقية فى حياتك تم إنكارها بشكل رمزى، وبالتالى أنت لا تدركها، والحل بالطبع هو أن تواجه المشكلة التى كنت تتجنبها، هذا عادة ما يشتمل على التعبير عن مشاعرك بشكل أكثر انفتاحاً.



طالب فى كلية الطب اسمه " ك " يشعر بقلق عندما قررت زوجته " س " أن تذهب لبيتها فى عطلة نهاية الأسبوع فى مدينتها لحضور حفل فى مدرستها الثانوية القديمة، وتناقشا الإثنان بإستفاضة وبدت الأمور منطقية لـ " ك ".

وكان عليه قضاء عطلة نهاية الأسبوع بأكملها فى استذكار دروسه من أجل الإمتحان النهائى، وبالتالى لم يكن هناك سبب لوجود " س " بالجوار، ولكن بمجرد مغادرتها، شعر " ك " بتوتر وعدم ارتياح، شعر أن هناك شىء ما خطأ، لاحظ كدمة على ذراعيه وكانت لدية كحة " سعال " بسيط، بدون أى سبب واضح، بدأ ينتابه القلق أنه مصاب بالإيدز، هذا لم يكن محتملاً بصفة خاصة، حيث أنه لم يمارس الجنس طيلة حياته إلا مع زوجته، ومع ذلك بدأ " ك " يستحوذ على عقله فكرة أنه سيموت من الإيدز.


سأل نفسه: " كيف أكون متأكداً تماماً؟ يموت الناس من الإيدز دائماً "، أصبح محاط بقلقه لدرجة أنه ذهب لقسم الطوارىء بالمستشفى وتم عمل اختبارات الدم التى أظهرت بعد عدة أيام أن صحته رائعة.

هذا النمط من الإستحواذ من وجود مرض عضوى شائع جداً مع الناس المصابة بالقلق، بشكل عام لا يوجد سبب منطقى لكى يشك أن لديه مرض، رأيت العديد من الناس لديهم فوبيا من الإيدز ولا يوجد أحد منهم معرض لخطر حقيقى، لم يكونوا مدمنين عن طريق الحقن وليس لديهم علاقات جنسية مع أطراف متعددة، خوفهم كان غير مبرر اطلاقاً ويتكون لديهم عندما يكونوا قلقين بخصوص شىء ما.

ما حدث بالفعل؟ داخلياً، " ك " شعر شعوراً سيئاً لقضاءه عطلة نهاية الأسبوع بمفرده، حتى بالرغم من أن كونه قراراً صائباً، إنها كانت فكرة جيدة لـ " س " لحضور هذا الإحتفال بموطنها شعر " ك " بوحدة وغيرة وعدم أمان، ولكنه شعر أنه لا ينبغى عليه إظهار هذه المشاعر، لقد أخبر نفسه أن هذه المشاعر غير معقولة وأن هذا غير منطقى جداً ذهابها الإحتفال، لقد خشى أنه إذا أخبرها بحقيقة مشاعره ربما تعتقد أنه إنسان ضعيف ولا آدمى، لقد اعتقد أن الإنسان يجب أن يبدو قوياً وعقلانياً.

وأخيراً شعر "ك" أنه قادر على التعامل مع ذلك وقرر عدم إخبارها، أو أن لا يملى عليها ما يجب أن تفعله.

الناس دائماً على وجه التقريب لديهم أسباب كثيرة جيدة لكى لا يظهروا مشاعرهم.


ماذا كان بإمكان " ك " أن يقول لها؟ كان يمكن أن يقول لها " أنى سأكون وحيداً، وأغار شىء ما عندما تذهبين، لأنى أحبك فعلاً، أعلم أنها فكرة جيدة جداً أن تذهبى لكن جزء بداخلى يتمنى أن تبقى "، ذلك كان سيظهر لـ " س " مشاعره بدون أن يطلب منها أن تبقى مشاركة مشاعره الداخلية – حتى ولو كانت لا تبدو عقلانية – كان من المحتمل أن يجعل " س " تشعر بقرب أكثر منه، الحنان كان سيطمأنه ويمنع نوبة القلق عنه.

اقترحت على " ك " و " س " أن يحضرا معاً جلسات قليلة، عندما جلسا سوياً، كان لا يزال مضطرباً وأنه ما زال مشغولاً وقلقاً أنه مصاب بالإيدز، بالرغم من أن نتائج تحاليل دمه كانت طبيعية، وأنه يخشى أن يكون هناك خطأ فى المعمل مع شخص آخر، وانه قرأ العديد عن أمراض الإيدز فى الكتب، وكان يتساءل إذا ما كان يجب عليه عمل اختبار آخر بالتأكيد.

أخبرت " ك " أن البحث عن الأعراض التى يعانى منها غير مقبول، وحفزته لكى يشارك مشاعره مع " س ".

فى البداية أقر الإثنان أنهما خشيا أن يفاتحا بعضهما البعض خوفاً من أن يؤذى أحدهما مشاعر الآخر، ولكن عندما بدأت المصارحة كان رائعين، وى نهاية الجلسة قال " ك " أن قلقه واكتئابه من أن يكون مصاباً بالإيدز انتهى تماماً فجأة وبشكل غامض وأنه يشعر بتقارب أكثر مع " س ".

هل هذا يعنى أن " ك " شُفى بمعجزة بسبب هذه التجربة؟ طبعاً لا، القابلية لكبت المشاعر يستطيع أن يكون ضارباً فى العمق فى المستقبل عندما يكون " ك " قلقاً ربما تستحوذه الفكرة مرة أخرى فى أنه مصاب بالإيدز، أو أى مصيبة مميتة، عندما يحدث ذلك سيسأل نفسه: " هل أنا قلق من شخص ما؟ " بدلاً من أن يضيع طاقته فى القلق تجاه استحواذاته ووساوسه، يستطيع أن يركز على ما يضايقه بالفعل.


وساوسه هى تذْكِرة أن شىء ما يزعجه وهو يحاول تجاهله، التعامل مع مشاعره بشكل أكثر انفتاحاً ومباشرةً سيتطلب منه عمل متزايد لتدعيم وتقوية مهاراته فى الإتصال التى بدأ أن يتعلمها.

مشاركة الغضب والمشاعر الحساسة فى جو من الثقة له آثار عميقة فى رفع الحالة النفسية والمزاجية.

إذا لم تكن تستطيع إخبار شخص ما عن مشاعرك، التقارب الحقيقى سيكون مستحيلاً آنذاك، على الرغم من أن الغضب قد يُفرق الناس، يستطيع أيضاً أن يجمعهم أكثر إذا لم يكن هناك تهديد على كبرياء أى أحد، عندما يُعبر عن المشاعر بأمانة ويسمع إليها بشكل غير دفاعى، عندما لا يكون هناك خوف من الرفض أو الإنتقام، وعندما يكون الموقف المتخذ يعبر عن الإهتمام والثقة والإحترام.


الوسائل المضادة للقلق المشروحة فى هذا الموضوع ، ليس من الضرورى تجربتها كلها، ولكنها يجب أن تشجعك لتعرف أن هناك طرق عديدة للتغلب على الخوف و الفوبيا، ربما تجد أنك تستطيع أن تطبق هذه التقنيات بطريقتك وتحصل على نتائج طيبة، أو إذا شعرت أنك محاط، ربما تطلب مساعدة من معالج محترف، عندما تكتشف الوهم فى مخاوفك ستنتصر، بعض الأحيان يتطلب ذلك جهداً ووقتاً إذا ما قررت، أنا أؤمن أنك فى النهاية ستكتشف السلام الداخلى والثقة التى تستحقها جداً.


يتبع ...


 

رد مع اقتباس