04-04-2011, 06:32 AM
|
#11
|
عـضو أسـاسـي
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 31331
|
تاريخ التسجيل : 08 2010
|
أخر زيارة : 28-03-2025 (06:50 AM)
|
المشاركات :
1,374 [
+
] |
التقييم : 58
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
طـقــوس وعــادات وتــقــالــيــد الــزواج فى فـلـســــــطـــيــن
يـتـمـيـز الـعـرس الفلســطيني بأغانيه الشـــعبية التي ينظمها ويلحنها شــعراء القرية أو المدينة الفلســطينية ، والتي تعكــس الحالة النفســية لأهلها والعادات والتقاليد الاجتماعية، وهي الإرث الذي يتوارثه الأبناء عن الآباء بكلماته وألحانه.
وتشـــكل الأغاني الشــعبية حلقة الوصل بين الماضي والحاضر ، وتعلق المواطن الفلسطيني بأرضه ، وحبه الشــديد لقريته ، وحرصه على حماية تراثـهـا . وتحفظ هذه الأغاني شـخصيته وعواطفه وهمومه باللهجة العامية المتداولة في كل قرية أو مدينة ، وتمدح شــباب هذه القرية ونســبها وحســن نـبـاتـهـا. وإن كانت بعض الأغاني تشـــترك فيها كافة المدن والقرى الفلسطينية مثل "الدلعونة يا ظريف الطول"، وكذلك "الهاهات والعتابا"، ولكل واحدة من هذه الأغاني موضع معين تقال فيه في الأعراس وفق مراحل الزفاف ، ويصاحبها الدبكة الشــامية على نغمات الشــبانة (الناي) ، ويقوم بأدائها مجموعة من الشــبان والصبايا ، ويكون على رأس هذه الفرقة اللويح الذي يحمل منديلاً مجدولاً يقود الفرقة وينظم حركاتها ، ثم ينفرد اللويح بعد الانتهاء من مقطع "على دلـعـونا" عن المجموعة ويقوم بحركات رشـــيـقـة ملوحا بمنديله ومتجولا أمام الحلقة.
ولم تترك الأغاني الشعبية موضعًا في العرس الفلســـطيني إلا تناولته لتحفظ للعرس نكهته ونظامه بدءاً بذهاب العريس إلى الحمام ، حيث يســتأجر أهل العريس الحمام ليســتحم العريس ومعه الشباب ، ثم خروجهم منه في موكب الزفة يرددون:
طلع الزين من الحمام الله واسم الله عليه ورشــوا لي العطر عليه
عريســنا زين الشــباب زين الشــباب عريســـنـا
ومن الأغاني التي كانت تردد على إيقاع رقصة الســحـجـة:
ع اللام لاموني أصحابي في حبه حكوا عليه
ع الميم ميلي يا نفسي وفراقه يصعب عليه
ع النون نهوني أهلي في حبه وغضبوا عليه
ع الهاء هالت دموعي وفي حبه زادت عليه
ع الواو ودعت أحبابي وتصعب الفرقة عليه
ع الياء يا ربي صلي ع محمد زين البرية
أما عندما تصل العروس إلى بيت عروســـها تردد النســـوة لحظة وصولهما لعــش الزوجية المرتقب ، وهن يوصين عروســها بها خيرًا ويلـقـنـونه دروس الحياة الزوجية الســـعيدة ويحذرنه من حماتها:
هذي ضيفتك يا عريس هذي ضيفتك حييها
لا تسمع من كلام أمك هذي جاهلة ربيها
هذي ضيفتك يا عريس هذي ضيفتك كرّمها
لا تسمع من كلام أمها هذي جاهلة علّمها
ابن العم زينة راسي
وتتجلى العادات والتقاليد الفلســطينية بشــكل واضح في الأغاني الشعبية ، حيث الحمية القبلية والعشــائرية مســيطرة ، وخاصة في القرى والمدن الفلسطينية قبل تهجيرها ، بعض هذه القرى ما زالت متمســكة بهذه العادات حتى اليوم ، مثل كراهية زواج البنت خارج القبيلة أو القرية لاعتبارات ذات صلة بوضع القبيلة أو العشــيرة ، فالبنت التي تتزوج خارج القبيلة في حاجة لأن يقوم أهلها بزيارتها في كل مناســـبة وحمايتها من كل ضيم قد يقع عليها ؛ لأن التركيبة الاجتماعية المغلقة تعتبرها مثـل المرأة الغريبة وتعتبر أن أمر تأديبها يعود إلى أهلها وليس على زوجها ، وكان الناس يخشون أن يصيب ابنتهم في الغربة أي سوء ، كأن يعتدى عليها ، وفي هذه الحالة تعود الســمعة الســيئة والفضيحة على مجموع القبيلة وليس على والد البنت وأخيها فحسب ، ولذلك عززت العديد من الأغاني الشعبية زواج البنت داخل القبيلة حتى قيل : "غريبة ما غربها إلا الدراهم"، فالمعروف أن العريس الذي يتزوج من خارج قبيلته يدفع مهرًا أكبر؛ ولذلك تغني النساء عند الزواج بالغريبة بالدعوة بالموت على "العريس":
الغريب يا خدرج يا ريتو في الكفن يدرج
ابن عمي يا شعري!!
وفي مقابل الذم والشــتم الذي يقع على خاطب الغريبة ، تكال المدائح والأهازيج لخاطب ابنة العم ، أن النسوة تشدو عندما تتزوج الفتاة بابن عمها بقولهن:
يا ابن العم يا شـــعري على ظهري
إن جاك الموت لارده على عمري
يا ابن العم يا ثوبي علي
إن جاك الموت لارده بيدي
يا ابن العم يا ثوب الحرير
لحطك بين جناحي وأطير
فابن العم في التراث الفلسطيني هو جزء من ابنة عمه مثلما يكون شــعرها التي تتزين به أو ثوبها الذي يسترها ، وكلا الزوجين يحافظان على ســمعة العائلة وشــرفها بخلاف الفتاة من خارج العائلة التي تعتبر جســمًا غريبًا ، ولا يهتم أهل القريبة في حالة وقوع خطأ في ســلوكها ؛ لأنها ليست جزءاً من كيان العائلة وخطأها مردود على أهلها.
استمع إلى:
وما زالت العديد من العائلات الفلسطينية متمسكة بعادات الزواج من نفس العائلة أو من نفس قريتها التي هجرت منها رغم مرور ما يزيد عن أربعة وخمسين عامًا على الهجرة التي لم تستطع أن تمحو من أبناء الجيل أسماء وعادات قراهم. وأول أمر يسأل عنه الشاب عند خطبة الفتاة هو القرية أو المدينة التي هجّر منها ، ورغم أن بعض العائلات الفلسطينية أخذت تتجاوز هذه العادة باعتبار أن الجميع يعيش في معسكر واحد للاجئين ، فإن بعضها لم يسجل إلى الآن أي زواج لفتياتهم من خارج العائلة وما زالوا يورثون الأبناء العديد من الأمثلة الشعبية التي تؤيد ذلك.
وبدو فلسطين ما زالوا يرفضون تزويج فتياتهم من غير البدو ، والمثل يقول: "ابن العم ينزلها عن الفرس" دليل على أن ابن العم أحق بابن عمته .
ولو أوشكت أن تصبح عروسًا وتزف إلى "عريسها" على ظهر الفرس.
وكذلك قولهم: "بدوي نعطيه ، وفلاح لو كان نبي ما نعطيه" فإن ابن العائلة لو كان أسوأ الرجال فهو مقدم على الغريب وإن كان نبيًّا!
اخطب الأصيلة!!
"المال، الجمال ، الحسب، الدين" لهذه الأسباب الأربع تنكح الفتاة ، إلا الفتاة الفلسطينية في التراث الفلسطيني فإنها تنكح لحسبها ونسبها بغضّ النظر عن جمالها أو غناها ، ويتغنى الفلسطينيون بنسب العروسة وأصالتها ؛ لأنه المعيار الحقيقي للزواج وليس الجمال الذي أصبح معيار الزواج الحديث، فقالوا في أغانيهم الشعبية في زفة العريس:
هذي الأصيلة وبنت الأصايل
وهذي التي لا نقال عنها ولا جرى
ولا تعيّرت شبابها في المحاضر
ولا حد عيّرها ولا حد عابها
حيد ولا توخذ بنات النزايل
لا تؤخذ إلا البنت لو كانت الشمس أمها
والبدر أخوها والهلال ابن عمها
عماتها يا زين ما حدا مثلهن
وخالاتها يا زين مثل نجوم الزواهر
ولم تكتفِ الأغاني الفلسطينية بنسب الفتاة من والدها ، بل وبحثوا عن نســبها من والدتها فقالوا: "ابحث عن خال لولدك"، كما نقّبوا عن أصل العريس وشجاعته:
عريسنا عنتر عبس عنتر عبس عريسنا
يا بنت يللي في الســما طلي وشوفي في فعالنا
ورغم الحالة الاقتصادية الســيئة التي كانت تعاني منها بعض القرى الفلسطينية ، فإنهم لم يعيروا اهتمامًا للمال، بل إنهم يدفعون المال الكثير ليفوزوا بنسب أهلها فقالوا:
عدينا المال في فيّ التفاحة
نسبنا رجال وأخذنا الفلاحة
عدينا المال في فيّ الليمونة
نسبنا رجال وأخذنا المزيونة
خرزة زرقة
"خرزة زرقا ترد عنك العين" هكذا كان يعتقد الفلسطينيون أن الخرزة الزرقاء يمكن أن تمنع الحسد عن العروسين ، و"العديد من الأغاني الشعبية تحمل الأفكار التي كان يعتقد أهل القرية أنها يمكن أن تحمي العروسين مثل:
أويها اســـم الله عليك واحدة والثانية تنتين
والثالثة خرزة زرقا ترد عنك العين
يا عبدة يا حبشية يا غصين البان
عريسنا بدو يطوف طقوا يا عدا
واحنا زرعنا القرفة آه يا القرفة
عريسنا بالزفة طقوا يا عدا
ولم تكن الخرزة الزرقاء وحدها موضع التبرك ، فقد صاحب هذه الخرزة أو سبقها أمور أخرى، فمثلاً بعد الانتهاء من حفلة الزفاف تحضر والدة "العريس( الخميرة قطعة عجين) تضم ورق ريحان وورد ليلصقها العروسان على مدخل بيتهما للتبرك بها وســـط غناء ينم عن حمد الله بانتهاء ليلة الفرح بدون أحزان:
الحمد لله قد زال الهم الحمد لله
زرعنا قرنفل بالحر الحمد لله
قالوا عدانا ما بخضر الحمد لله
الحمد لله بنينا دار الحمد لله
الحمد لله انتلت عرسان الحمد لله
الفرح له والوداع لها !!
"للعروس الوداع ودموع الفراق ، وللعريس الأغاني والفرح" هكذا فرق التراث الشعبي الفلسطيني بين العروسين ، فأغنيات الفرح حكر للزوج "الرجل"، أما العروسة "المرأة" فلها كل أغنيات الوداع والدموع على الفراق ، ويبقى بيت أهلها حزينًا حتى ليلة الحناء وتردد فيه أغان حزينة:
صاحت رويدي رويدتها رويدتها
رفقات العروس تعالوا تانودعها
واحنا نودع وهي تسكب مدامعها
خيتا يا عروس لا تبكي وتبكيني
نزلت دموعك على خدك حرقتني
كما تعكس بعض هذه الأغنيات بوضوح حزن الأم ولوعتها لفراق ابنتها:
لا تطلعي من بويتي يا معدلتي
يا مركنة أذيال بيتي مع مصطبتي
لا تطلعي من بويتي غيرت حالي
لا تطلعي من بويتي والهوا غربي
يا طلعتك من بويتي غير حالي
بينما يقيم "العريس" ليالي "الســامر" "التبايت" قبل أســبوع من ليلة زفافه في القرية وثلاث ليال في المدينة وتشارك فيها النسوة ورجال العائلة بينما تمنع العروس من حضورها ويقال فيها:
دير الميه ع السريس مبارك عرسك يا عريس
دير الميه ع الليمون مبارك عرسك يا مزيون
دير الميه ع التفاح مبارك عرسك يا فلاّح
ولئن أفلحنا بعرض بضعة زهرات من حدائق تراثنا الشعبي، فإن فيه الكثير مما لا يتسع المقام لذكره هنا ، فلكل مناسبة فيه أغنية ، بل وفي ثنايا المناسبة أكثر من أغنية ، وليس هذا فحسب ، وكل قرية ومدينة من فلسطين لها ما يميزها عن غيرها في أغانيها وأفراحها التي ما زال يتوارثها الأبناء عن الآباء رغم مرور أربعة وخمسين عامًا على النكبة وإجبار القرى والمدن الفلسطينية على هجرتها.
بقي العرس الفلسطيني بنكهته قبل النكبة رغم أنف الاحتلال ، يحتفظ بأغانيه الشعبية ، وتقاوم الأغاني الحديثة التي تحاول أن تمحو ملامح التراث الشعبي الفلسطيني من الأفراح الفلسطينية الحديثة.
البيت الفلسطيني تصميمه ومكوناته
**************
صندوق عروس من خشب الســرو تبدو عليه آثار دهان أخضر ، مزين بشرائح من النحاس الأصفر ومرصع بغزارة بقطع نحاسبة بارزة، لم يكن يخلو بيت مقدسي من أمثاله. (أواخر القرن التاسع عشر )
كانت المساكن في الماضي بسيطة ومتواضعة ، وبخاصة في القرى والمدن الصغيرة والتي هي أقرب إلى حياة الريف منها إلى حياة الحضر ، فكثير من البيوت كانت تبنى من كتل من الطين والتي كانت تصنع في قوالب خاصة، وحتى يزداد تماسك هذه الكتل كان يضاف إلى الخلطة الطينية كميات مناسبة من سيقان الحبوب كالقمح والشعير) المدقوقة والتي تسمى "قصل "
وفي المناطق الساحلية من فلسطين شـــاع بناء المنازل المشادة من حجارة «طابوق» اســمنتية تصنع في قوالب خاصة ، أما في المناطق الجبلية حيث يســهل الحصول على مواد البناء فقد شــيدت المنازل من حجارة تســتخرج من محاجر في الجبال ، ويقوم على قطعها ، وتقطيعها وتشــذيبها رجال مختصون.
كانت أســقف البيوت تصنع من الأخشــاب وأغصان الأشــجار وفوقها طبقة من الطين الممزوج بالقصب . وهذا النوع من الأســقف كان شــائعاً في المســاكن المصنوعة من الطين والتي كان يشــترط صيانتها كل عام ، وعقب أول تســاقط للأمطار في تشــرين أول (أكتوبر) والتي كان يطلق عليها «مطر الصليب» كان الناس يعتقدون أن هذا المطر هو بمثابة تحذير لهم وإشــارة على بدء موســم الشــتاء. فالناس يتركون البر ، ويعودون إلى منازلهم الدائمة ، كما يقومون بتفقد بيوتهم وصيانتها حتى لا تُداهمهم الأمطار وتســـبب لهم الأضرار.
وكانت أســـقف بعض البيوت على شكل عقد من الحجارة الصغيرة المثبتة بالجص على هيئة الأســواق القديمة المســماة بالقيصريات ، لأن هذا النمط من البناء يرجع إلى العهود الرومانية أيام حكم القياصرة.
وكانت الدار غالباً تتخذ الشــكل المســتطيل ، وتبنى الغرف على أحد أضلاعه أو على بعض أو كل أضلاعه ، وتتوسط الدار ساحة مكشوفة تسمى صحن الدار تستخدم في عدة أغراض، كأن تزرع ببعض الأزهار والشجيرات لتكون حديقة للدار والتي يجلس فيها أهل الدار ويســتمتعون بشــمــس الشــتاء الدافئة ، وبنســمات الربيع المنعشة ، ويقضون فيها كثيراً من ليالي الصيف حيث يســمرون وبخاصة في الليالي المقمرة.
وكثيراً ما كان يفصل بعض حجرات الدار صالة مفتوحة ودون حائط من الأمام وإنما تزينها عقود من الحجر، وكان يطلق على هذه الصالة «ليوان» وجمعها «لواوين» وربما كان أصلها من الايوان، ويستخدم الليوان في الولائم والمناسبات والأفراح.
وفي داخل بعض الغرف كانت توجد في إحدى الحيطان ما يشبه الخزانة دون أبواب وإنما تستخدم ستارة من القماش لحجبها، ويطلق عليها «يوك» وهي على ما يبدو كلمة تركية. ويستخدم «اليوك» في حفظ اللُحف والمخدات ومرتبات «فرش» النوم والملايات والأغطية ونحوه، إذ كان معظم الناس ينامون على الأرض دون استخدام للأسرة.
وفي بعض الأحيان يقوم بعض الناس ببناء غرفة فوق إحدى غرف الدار تسمى ( علّية) نظراً لعلوها عن باقي الغرف وتستخدم في النوم في ليالي الصيف الحارة ، أو تستعمل مثل صالة حيث ينفرد بها صاحب الدار بزواره من الرجال، ويمكن الصعود إلى هذه (العلية) بواسطة درج بسيط يسمى «سلملك» وهي أيضاً كلمة تركية ، ومن أجل الحماية ، وخشية من وقوع الناس، وبخاصة الأطفال كان يوضع عليه درابزين ، والذي كان يطلق عليه «حضير» وهي على ما يبدو تحريف لكلمة حذر لأنه يحذر ويمنع الناس من السقوط. وكان أثاث البيت بسيطاً للغاية، ويتألف من البسط الصوفية في فصل الشتاء، والبسط القطنية في الصيف، وتسمى «قياسات» ومفردها «قياس» وكذلك كانت تستخدم السجاجيد العجمية وبخاصة في بيوت الموسرين من الناس.
وفي غرف النوم كانت تضع ربة البيت صندوقها الخشبي المزخرف الذي صنع لها بمناسبة زواجها لتضع فيه ملابسها، ومجوهراتها وعطورها، ومع تطور الحياة لم يعد الصندوق مستخدماً إذ حل محله «البوريه» وهو عبارة عن خزانة مؤلفة من عدة أدراج مثل «الشيفنيره» والقسم العلوي من «البوريه» مرآة كبيرة أشبه بالتسريحة ومكان تضع فيه ربة البيت أدوات زينتها.
وفي طرف من أطراف حجرة النوم كان يوضع مقعد خشبي طويل يفتح من أعلاه، ويستخدم في وضع بعض الملابس، وبخاصة القديمة، وكان يسمى «كراويت» وهو يقوم مقام «الدوشك» الآن. وأما غرفة الضيوف ، فكانت تفرش أرضيتها بالبسط أو السجاد ، وعلى جوانبها كانت توضع حشيات من القطن يجلس عليها ، وعليها مساند محشوة بالقطن اليابس يتكأ عليها ، أو (يساتك) محشوة بالقطن المضغوط أو الملابس القديمة.
وفي الغالب كانت تزين حجرة الجلوس بقطع من الجساد الموشى بزخارف جميلة، أو بآيات قرآنية، وكان من يدخل إلى غرفة الجلوس يخلع حذاءه عند عتبة الحجرة ثم يجلس على حشية من حشيات القطن، وفي فصل الشتاء كان «كانون النار» جزءاً من مكونات حجرة الضيوف.
وفي فصل الصيف وحينما يشتد الحر، كان كثير من الناس يبنون في ساحة الدار عريشاً من الخشب، ويغطى سقفه بسعف النخيل أو بأوراق العنب المزروع من حوله. ويقضون في العريش أو كما يسمى «العريشة» أوقاتاً يكون فيها المكوث في الحجرات صعباً من شدة الحر، وفي وسط الدار كان يُبنى خزان اسمنتي صغير يسمى «بُتيِّة» لخزن المياه التي يستخدمها أهل الدار، أما الزير فكان يوضع في مكان ظليل، ويخصص للشرب فقط، وفي بعض البيوت كانت تحفر آبار للحصول على المياه الجوفية، وبعضها كان يستخدم لتجميع مياه الأمطار وتخزينها.
ويوجد في حديقة أغلب البيوت الريفية الفلسطينية «التنور» أو «الطابون» وهو عبارة عن أفران طينية تصنع من الطين، وتبدأ عملية صنع الخبز بجمع الوقود أو الحطب وتسمى «قحاويش» ومنها يقال فلان «يقحوش» أي يجمع وقود الفرن، وتشعل النار في الفرن حتى يسخن ويسمى هذا الجزء من العملية «حمية الفرن»، وقبل وضع عجين الخبز في الفرن تقوم المرأة بتنظيف أرضية هذا الفرن بقطعة من قماش أو خيش مبللة بالماء تسمى «مصلحة».
ويكاد لا يخلو بيت ريفي في فلسطين من «طاحونة صغيرة» أو «مجرشة» أو «الرحى» وهي عبارة عن دولابين كبيرين مصنوعين من الحجر الصلب القوي، ويوضع الدولابان فوق بعضهما، والدولاب العلوي له مقبض خشبي تمسك به ربة البيت وتحرك بواسطته الدولاب حركة دائرية على الدولاب السفلي، وفي الدولاب العلوي فتحة في وسطه يتم من خلالها وضع الحبوب التي تسقط وتصبح بين الدولابين فتطحن أو تجرش حسب الحركة التي تصنعها ربة البيت.
وكان بعض الناس ، وبخاصة الذين يملكون أراض زراعية خارج القرى والمدن يقضون الصيف في المزارع والحقول والبساتين حيث يبنون المباني البسيطة ، والبعض كان يبني له خُصاً، والخص كلمة عربية فصيحة ، وهو البيت من الشجر أو القصب وهو دائري الشكل وسقفه على هيئة قبة. ويفصل بين الاخصاص حائط مبني من الخيش أو أغصان وأوراقها ويسمى «صيرة» وهي أيضاً كلمة عربية فصـيـحـة بمعنى الحـظـيـرة ويـبـنـى من الحجارة وأغـصـان الشـــــجـر وجمعها ( صِيَرْ ) .
وفي القرى أو في المناطق الزراعية المحيطة ببعض المدن الصغيرة كانت تُبنى اخصاص مغطاة بنبات الحلفا ، يعلوها الطين الممزوج بالقصب . وكانت بيوت الحلفا هذه عبارة عن مساكن دائمة لهؤلاء الذين يعملون في الزراعة ويعيشون عليها ، وكانوا يهتمون بتربية الحيوانات كالماعز والخراف والنعاج، فيستفيدون من لحومها وألبانها وصوفها، كما يربون الدجاج ويضعون له الماء في إناء يسمى ( مقر )
|
|
|