أخي الفاضل مخاوي الوحدة:

هناك مشكلتان انت تعاني منهما بالإضافة للرهاب

وهما سببان مهمان لعدم القدرة على التغلب على الرهاب

الأولى: هي نظرتك السلبية تجاه الأدوية النفسية

والثانية: هي توقعاتك المبالغ فيها حول الشفاء

فبالنسبة للدواء اخي الفاضل فإن الدراسات في الثلاثين سنة الماضية

اثبتت ان الأمراض النفسية لها اساس عضوي عصبي متعلق بمواد تتواجد

في الأعصاب تسمى النواقل العصبية وأن نقصها يسبب الامراض النفسية.

وعليه اصبح الدواء ضروري ومهما فعلت فإنك تتعب نفسك دونما ضرورة

مثلك مثل مريض السكر الذي يأكل سكر ويريده ان لايرتفع بدون أخذ أي

أدوية وهذا مستحيييييل، فلا تعذب نفسك واستعمل الدواء حتى لو مدى

الحياة فالمشكلة هي في طبيعة الأمراض النفسية التي تتطلب العلاج

المزمن وليست المشكلة في الدواء ولا يسبب أي إدمان بالنسبة للأدوية

الغير مصنفة كمخدرات وهي الأدوية الخاضعة للرقابة

أما عن التوقعات فالمرض النفسي طبيعته انه لا يبرأ بشكل كامل وانما ي

تحسن الى درجة معقولة. ونحن كلنا نطمع الى الشفاء ولكن المرض طبيعته

انه لايبرأ بدرجة 100% وأغلب الناس يعتقد انه ان لم يصل لدرجة النسيان

الكامل والسيطرة الكاملة على توتره وقلقه فإنه لازال لم يتحسن ولا حتى

بنسبة 60% ، بل البعض قد يعتقد بمجرد حصول النوبة مرة أخرى بأنه لم

يتحسن ولا درجة،،، وهذا مفهوم خاطيء تماما ، بل وجوده في الفكر

يتنافى مع مسألة إعادة بناء الثقة بالنفس والتفاؤل، والمطلوبان

للتعافي،،، بل أكثر من ذلك تجد ان غالبية الناس يدققون على انفسهم

في مسألة الشفاء والتحسن الى الدرجة التي يقول فيها الشخص بأنه

لايريد ان يخدع نفسه،، ولا يعلم بأن النفس تحتاج الى درجة من

المخادعة والتحايل عليها لطمئنتها والنهوض بها وتشجيعها وغض

الطرف عنها وكأنك تتعامل مع طفل في تعاملك معها