28-04-2003, 06:25 AM
|
#1
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 3612
|
تاريخ التسجيل : 02 2003
|
أخر زيارة : 06-03-2005 (03:20 PM)
|
المشاركات :
118 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
العدوانية
سلوك الطفل ومصدرالعدوانية
العدوانية ...
سلوك خطير ومؤذٍ يكتسبه المرء في ظروف سلبية مرَّ بها ، وقد تكون هذه الظروف رافقته في طفولته وشكلت شخصيته . وقد تكون للعدوانية أسباب أخرى ناجمة عن أمراض عضوية أو عقلية .
الطفل العدواني كيف صار عدوانياً ؟
وهل العدوانية صفة ملازمة لسلوك الطفل ؟ وهل هي دافع طبيعي تعبيراً عن فيضان الطاقة والحاجة إلى تأكيد الذات ؟ أو أن الطفل العدواني يعتبر مريضاً من الناحية النفسية ؟
أنجبت ع .م ( ربة بيت ) طفلها بعد عشر سنوات من الزواج ، فصار الطفل المدلل الذي يتمتع برعاية زائدة .
انعكس ذلك على تصرفاته ، فهو لايعرف إلاّ إطاعة الغير كل رغباته ولا يتحمل كلمة "لا" أو نقصان شيء يريده .
تقول الأم :" إذا حاولت عدم تلبية بعض مطالبه يأخذ في الصراخ والبكاء بأعلى صوته ويستمر ذلك حتى يقترب من " تقطيع نفسه " فأخشى عليه وأقدم له ما يريد .
لقد اختلف علماء النفس في تحديدهم لنزعة العدوان عند الطفل فذكروا تعاريف عديدة ، منها أن العدوان هو التعبير عن إرادة القوة والرغبة في السيطرة " .
والعدوان هو سلوك تعويضي عن الإحباط المستمر ، وهو نشاط هدام يقوم به الفرد لإلحاق الأذى بالآخرين سواء عن طريق الهزء الكلامي أو الألم الجسدي .
وهو سلوك مكتسب عبر التعلم والمحاكاة ، حيث إن الطفل يتعلم الإستجابة للمواقف المختلفة بطرق متعددة قد تكون بالعدوان أو بالتقبل .
ويعبر العلماء عن أن السلوك يكتسب حسب طبيعة البيئة التي يعيش فيها الطفل ، والعوامل المؤثرة فيها .
فإذا كانت البيئة خالية من المشاجرات والغضب وسرعة الإنفعال والعدوان ، تنمو لدى الطفل عادات المسالمة والتحفظ في السلوك ، كما أن لأسلوب الأباء في معاملة أطفالهم أثراً كبيراً في تعلم السلوك العدواني أو تجنبه .فالأباء الذين يشجعون أبناءهم على تأكيد ذواتهم ، دون اللجوء إلى إيذاء الآخرين ، يساعدون أطفالهم على الحفاظ على أنفسهم وحقوقهم .
ويعتقد علماء التحليل النفسي أن انفعالات الغضب عند الطفل ، تترافق عادة بالصراع بين مشاعر الحب والكراهية إزاء الشخص الآخر الذي يمثل صورة الأم .
فعندما تلبي الأم نداء الطفل فإنه يشعر بأن أمه شخص طيب . أما عندما تتأخر عن تلبية حاجته أو تهدده وتصرخ في وجهه ، فإن صورتها تصبح سيئة .
إن مسألة العدوانية عند الطفل مرتبطة إذن بعلاقة الطفل مع أمه وما يطرأ على هذه العلاقة من إحباط وإشكالات تثير لديه الغضب والعدوانية .
والسلوك العدواني ظاهرة تبدأ في الظهور في مراحل مبكرة من عمر الطفل ، حيث يعتدي الطفل بركل الأشياء وقذفها او دفع الأيدي بصورة تعبر عن الضرب ، وربما بصفع غيره ، وقد يشمل السباب والشتائم والتهديد بالسوء ، أو إلى ممارسة سلوك يرمز إلى احتقار الآخر .
ويتصف الطفل العدواني بكثرة الحركة وعدم المبالاة بما سوف يحدث له ، أو للغير وعدم المشاركة أو التعاون وسرعة التأثر والانفعال وكثرة الضجيج .
ويشير علماء النفس أن العوارض التي يعرف فيها الطفل العدواني والتي يجب أن تستمر ستة أشهر على الأقل هي :
أن يكون الطفل قد ارتكب السرقة أكثر من مرة .
أن يكذب باستمرار ( ليس فقط لكي يتجنب عقاباً جسدياً أو اعتداء ) .
أن يشترك في إشعال الحرائق .
أن يتغيب عن المدرسة دون سبب .
أن يحطم مقتنيات الغير .
أن يؤذي الحيوان ويعذبه .
أن يكون قاسياً مع الآخرين ويؤذيهم جسدياً .
ويشير علماء النفس ، أن أسباب السلوك العدواني ، هي :
الجنس :
أثبتت نتائج الأبحاث في هذا المجال أن عدوان الذكور يكون مباشراً وعلنياًَ وجسدياً أكثر من البنات ، ولا يعني هذا أنَّ الذكور أكثر عدوانية من الإناث ، ولكن الإناث يظهرنَّ العداء بطرق مختلفة ، تكون غير مباشرة وغير علنية ، عادة ومعظمها لفظي . وقد تكون هذه الفروق ناشئة عن التوقعات الحضارية المختلفة والممارسات الإجتماعية لكل من الذكور والإناث .
العائلة :
ذهب بعض علماء النفس أنَّ العدوانية سلوك مكتسب مستمد من البيئة وأولها الأسرة (القدوة) ، فقد تكون الأم " مثلاً " عصبية المزاج ، ولا تجيد استخدام الحوار أو المناقشة ، وهو ما يدفع الطفل للعناد والعدوانية .
التلفزيون :
توصل العلماء إلى القول أن أفلام العنف التي يشاهدها الطفل باستمرار على شاشة التلفزيون تؤثر سلباً في سلوك الطفل ( التقليد والتوحد ) .
ولقد تبين أن الأطفال الذين يشاهدون أكثر من سواهم أفلام العنف يصبحون أكثر عدوانية ، وهذه العدوانية تستمر في السلوك حتى المراهقة وسن الرشد .هذا يعني أن الطفل يقلد النماذج السلوكية التي يراها باستمرار ، فإذا كانت هذه النماذج عدوانية وسلبية ، فإن السلوك يصبح عدوانياً .
ومن أسباب العدوانية ، مواقف الإحباط التي يتعرض لها الطفل من خلال عدم تحقيق رغباته ، واشباع حاجاته ، الشعور بالنقص بفعل عاهة بدنية أو فشل متكرر أو تأخر مدرسي مما يدفعه للعدوان كتعويض يثبت به شخصيته ، وينال مكانة اجتماعية .
وتعتبر الغيرة من أهم الأسباب التي تدفع الطفل للإنتقام من اخوته أو رفاقه أو من سبب له ذلك وحرمه من بعض مكتسباته .
كثرة النقد الموجه للطفل ، فالأطفال الذين يشعرون برقابة الآخرين المستمرة لنشاطاتهم ، والتي تصاحبها أوامر ونواهي ونقد وتعنيف ... يكونون أكثر ميلاً للعدوان في علاقاتهم مع غيرهم .
ويؤكد المربون ضرورة التفرقة بين الشجاعة والاندفاع والعدوان . ويعتقد بعض الأهل خطأً أن إثبات الذات يتطلب أن يكون الطفل قوياً وشجاعاً قادراً على السيطرة على الآخرين ، حتى ولو كان ذلك على حساب غيره ، والإعتداء عليهم وسلبهم حقوقهم في بعض الأحيان ، وهم يحاولون تغذية هذا الشعور وترسيخه في نفسه .
كما يحذر العلماء من التهاون في معاملة الطفل عند قيامه بسلوك عدواني ضد الآخرين ، ويشددون على ضرورة ، بل تطبيق مبدأ العقاب والثواب ، لإشعاره بأن هذا السلوك خاطئ ومرفوض وغير مرغوب فيه ، وتوجيهه لاتباع السلوك السوي والتخلي عن العنف .
إن المشكلات الأسرية التي يتخللها الضرب والشجار تعزز السلوك العدواني لدى الطفل ، خاصة إذا لم يبدِ الوالدان اهتماماً بتقويم بوادر السلوك العدواني في أطفالهم وإظهار سلبياته لهم
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضا.....
|
|
|