"المرض النفسي لا يشفى منه أحد"
هذه مقوله متكرره جدا عن المرض النفسي. وقد يكون أصل هذه المقوله تاريخيا أنه لم تظهر العلاجات الحديثه للأمراض النفسيه حتى أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن العشرين. منذ ظهور الأدويه الحديثه تحسنت نسبة شفاء الأمراض النفسيه بدرجه كبيره.
إن معظم حالات الأكتئاب النفسي والتوتر العصبي والوسواس القهري تشفى تماما بالعلاج الحديث. بل أن حالات الفصام العاديه والصعبه تستدجيب أستجابه ممتازه للعلاج أيضا وهناك أدويه تعالج الحالات التي لا تستجيب للعلاج. كما أن الأدويه الحديثه تتميز بدرجة سلامتها العاليه مع قلة الأعراض الجانبيه التي كانت تقلق المرضي وتزعجهم.
أن هناك نسبه ليست صغيره من المرضى النفسيين يحتاجون الى تناول العلاج النفسي بصفه دائمه حتى لا تعود الأعراض لهم وليس معنى هذا أنهم لم يشفوا لأنهم لا يعانون من المرض ما داموا يأخذون أدويتهم بأنتظام. وهذا شيء موجود في كثير من الأمراض العضويه مثل أرتفاع ضغط الدم والبول السكر والربو الشعبي والنقرس الخ الخ.
إن أكبر مشكله تمنع الشفاء والأستقرار الصحي للمرض النفسي هو عدم الأنتظام في تناول الدواء بل وأن كثير من المرضى النفسييه يقررون التوقف عن تناول الدواء من أنفسهم بعد تحسن الأعراض وأحساسه أنه قد شفى من المرض النفسي مما يؤدى غالبا الى أنتكاسه المرض النفسي.
لم يعد هناك سبب طبى يمنع شفاء المرض النفسي في الوقت الحالى مادام المريض ملتزما بالعلاج ومواظبا عليه.