الصور الإجتماعية المشوهة للنفساني ... لماذا ؟؟!!
الصورة الاجتماعية للنفساني - عند كثير من العامة - تعاني من بعض التشويه في كثير من الأحيان ، وذلك من خلال إلصاق بعض الصفات بها ؛ كتصويرها بأنها شخصية معقدة ، أو مهووسة ، أو أنها شخصية لا يمكن التآلف معها ، أو أنها - وفي أحسن الإحتمالات - شخصية تعرف كل شيء ، ويناط لها تحليل جميع الظواهر ، ودراسة كل النفسيات .. بل وحتى قراءة الأفكار والتنبؤ بالغيب ... ؟؟!!
فما هو السبب في ظهور هذه الصور المشوهة لشخصية النفساني ؟؟
هذا ما سأتناوله ببعض التحليل في هذا الموضوع ، وذلك من وجهة نظرٍ شخصية ...
من خلال قراءتي للواقع وجدت أن المشكلة تعود في جذورها إلى قسمين رئيسيين من الأسباب :
أ) أسباب خارجية : ليس للنفسانيين أو الممارسة النفسية علاقة بها .
ب) أسباب ذاتية : وهي ملتصقة التصاقاً وثيقاً بالعمل النفسي ، وبطريقة وشكل ممارسة بعض النفسانيين للعمل النفسي على أرض الواقع.
أولاً : الأسباب الخارجية :
1 ) الإعلام :
لقد لعب الإعلام العربي - في كثير من الأحيان - دوراً كبيراً في إظهار صورة المحلل أو المعالج النفسي بشكل مشوه ؛ فنرى في كثير من الأفلام والمسلسلات بأن شخصية النفساني شخصية معقدة ، أو مهووسة ، أو أنها توضع درامياً في موضع كاريكاتيري هزلي ، مما رسخ هذه الصورة قناعةً عند كثيرٍ من الناس ؛ وبأن فعلاً هذه هي شخصية النفساني .. ونحن نعرف بالطبع ما للدور الكبير للإعلام من غرس المفاهيم - صحيحةً كانت أم خاطئة - ومدى خطورة ذلك على تكوين الإتجاهات والمفاهيم .
الحلول المقترحة : مطالبة الكتاب والمخرجين وشركات الإنتاج بالتوقف عن بث هذه الصورة الخاطئة ... وكذلك تكوين برامج وأعمال تلفزيونية مضادة لهذه الفكرة ... وكذلك محاربة الأعمال التي تحمل هذه الفكرة بشتى الوسائل الحوارية والقانونية.
2 ) غياب الصورة الواقعية العملية للنفساني على أرض الواقع :
إن كثير من الناس يجهل - كلياً أو جزئياً - من هو النفساني ؟؟ ... وما هي حقول عمله ؟؟ ... وما هي الأ رض التي ينطلق منها ويتحرك فيها ...
ومن المعروف أن كل أمرٍ مجهول تُنسجُ حوله المعتقدات الخاطئة والأساطير ؛ وهذا ما سمح - بالتالي - إلى دخول الجميع لممارسة العمل النفسي حتى وصل الأمر إلى الدجالين والمشعوذين لينضووا تحت غطاءٍ كبير هو العمل النفسي .... !! فبتنا نسمع اليوم بأمور غريبة كلها تحت هذا الغطاء مثل"اعرف شخصيتك من خلال قراءة كفك ....!!!!!!!! " مما زاد الطين بلة ..... واختلط الحابل بالنابل ، وأدى ذلك إلى زيادة التشويه في التعرف الدقيق على الملامح الدقيقة للنفساني ، وعمل النفساني .
الحلول المقترحة : نزول الأخصائي إلى المجتمع ، و الإحتكاك المباشر بالآخرين وذلك في نقل حي لمهمته وشخصيته .... وكذلك عمل الدوريات ااتي تتواصل مع المجتمع وليس التي يتناولها المختصين فقط ... وكذلك عقد الحوارات والندوات .
3 ) التصاق العلوم النفسية بالغرب :
أدت هذه الحقيقة - التي لا ننكرها - إلى تشويه صورة ومرجعية النفساني العربي المسلم ؛ فهو في كثير من الأحيان - وفي نظر بعض علماء الدين المنغلقين وأنصارهم - " من أنصار فرويد وإباحيته " !!!!! ، وكأن علم النفس في ذلك ضاق عن كل النظريات والمدارس النفسية ليتسع ويتشكل فقط من مدرسة فرويد التحليلية ...!! ؛ وكأننا كمختصين عرب ومسلمين غير قادرين عل استيعاب مفهومات الغرب .. وقولبتها ضمن بيأتنا وواقعنا وقيمنا ومسلماتنا وأهدافنا ...!!!
الحلول المقترحة : تشكيل الجمعيات النفسية العربية والإسلامية التي تُعنى بموضوع تعريب وأسلمة العلوم والأبحاث النفسية ... وكذلك عقد الندوات والمؤتمرات التي تدرس هذا الموضوع ... وكذلك تواصل جميع المختصين العرب عبر جميع قنوات الإتصال لمناقشة ومدارسة الموضوع .
وأخيراً ..... أترك الكلام عن الأسباب الذاتية لموضوعٍ قادم إن شاء الله ...
|