عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2003, 05:06 PM   #1
§الـقـريـشـيـه§
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية §الـقـريـشـيـه§
§الـقـريـشـيـه§ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2744
 تاريخ التسجيل :  10 2002
 أخر زيارة : 30-12-2004 (03:20 PM)
 المشاركات : 2,855 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
أقرأو ماذا كتبت ( بدرية البشر ) في جريدة الرياض



بدرية البشر

صحراء التيه

في مقالة بعنوان (دعاة لا معلمون) طرح الدكتور حمزة المزيني واحدة من أسباب تدني مستوى التعليم في مدارسنا، وهي الأداء المهني لبعض المعلمين الذي استلموا زمام تطوير تأهيل أبنائنا لمستقبل ممتلئ بالتحديات ومتطلبات واقع تكنولوجي متطور، حيث انشغل هؤلاء المعلمون عن مهمة التعليم بمهمة ليست مهمتهم وهي الانخراط في تيار الدعوة الدينية وصار أبناؤنا يستمعون في حصة التاريخ لخطاب ثوري عن بطولة ابن لادن وفي حصة العلوم يستمعون لحوار عن عدم جواز حلق اللحية وفي حصة النصوص الأدبية تحضر الطالبات مشهداً لتكفين الميت هذا بشأن المستوى الابتدائي، أما في المرحلة الثانوية، فإن بعض المعلمين يلقون المحاضرات عن العلمانية ورموزها ويزجون بأسماء معظم الكاتبات والكتاب السعوديين في خضم سعارها ويطالبون طلبتهم بمقاطعة تلك الصحف والحذر منها، تماماً مثلما فعل صاحب كتاب الحداثة في ميزان الإسلام في مطلع التسعينات، الذي حشر كل أسماء من له علاقة بالكتابة وشهر بهم واتهمهم بالكفر والإلحاد وظل هذا الكتاب حراً طليقاً دون محاسبة، ويعلق الدكتور معجب الزهراني على مقالة دعاة لا معلمون بمقال (التعليم رهان المستقبل) يختصر خطورة ذلك الانشغال الذي يفتقد للمهنية والموضوعية بقوله (إن الأنشطة التي تلبس لبوس التوعية الدينية هي في أغلب الأحوال عمل أيدلوجي منظم قد لا يدرك المعلم نفسه خلفياته وأهدافه وبهذا يكون المعلم نفسه ضحية بريئة للخطاب مثله مثل الطالب وهذا الخطاب التوعوي الديني لا يتسع إلا لثقافة الموت وتجهيل النساء ومحاصرتهن والتنفير من جاهليات العصر الحديث وآلياته)، يذكرنا بأشكال الجدل التي تخرج مع كل مخترع جديد بدءآً من الفاكس وانتهاء بالانترنت، ويستعرض الدكتور معجب الزهراني تجربته مع ابنه الصغير والتي تشبه معظم تجارب الآباء مع أبنائهم الذين يعودون من المدارس إلى بيوتهم محملين ببذور من الشقاق والغربة مع من حولهم ومع الواقع والمستقبل. مدارسنا ظلت طوال عشرين عاماً مضت مزرعة لحماس هؤلاء المعلمين الشباب الذين اختاروا مدارس وزارة المعارف وتعليم البنات منابر لطرح أفكارهم ووجهات نظرهم المتحمسة دون أن يفطنوا أن هذه ليست المهمة التي من أجلها يقبضون راتباً عليها والتي لا يدفع الآباء من أموالهم رسوماً باهظة من أجلها، ولم تنتهِ تلك المرحلة إلا وهذا الخطاب قد انجز مهمته بإقامة السدود بين جيل المستقبل وبين مستقبله وزاد من غربته في واقع قريب ممتلئ بالتحديات وخطورة هذا التيار أنه يريد أن يحتكر قضايا الإصلاح والتعليم والتخطيط لصالحه وعلى علماء التربية والتعليم والاجتماع والاقتصاد وعلماء النفس أن يرموا بشهاداتهم وخبراتهم إلى البحر أو يدفنوها في صحراء التيه..!

والله المستعان
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس