03-05-2003, 10:02 PM
|
#8
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 3387
|
تاريخ التسجيل : 01 2003
|
أخر زيارة : 15-06-2003 (12:02 AM)
|
المشاركات :
854 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
بصراحة لا اعلم كيف نستخدم الصمت كالغه لكن لدي تعليق على الصمت إن سمحت لي
علّمت الحياة سيدنا محمداً (صلى الله عليه وسلم) الصمت ... والصمت محراب تأمل يغوص فيه المرء إلى الاعماق البعيدة أو يحلق في السموات بأجنحة من نور وقلب من بلّور ...
وعندما يصغي المرء .. عندما يتعلم لغة الصمت يسمع في عوالمه نداءات عجيبة ... نداءات تعجز الأذن الآدمية من سبر سكونها ... فإذا الاشجار تتحدث وصخور الجبال وإذا لكل الاشياء لغتها... .
وكانت الحياة في مكه صافية طافحة بالضجيج من أجل هذا يمَّم محمد وجهه شطر الجبل، فكان حراء على موعد مع هذا الإنسان العظيم .
وأصغى محمد عليه الصلاة والسلام الى نداء الجبل أن هلمَّ إلى الأعالي ... إلى القمم فالانسان يرى العالم بوضوح اكثر من فوق جبل !
ولم يكن حراء جاراً قريباً لمكة بل كان يبعد عنها ثمانية أميال عربية(1) .
وكان محمد (صلى الله عليه وسلم) يطوي تلك المسافات باتجاه الشمال ليأوي الى غار في السفوح لايكاد يسع ثلاثة اشخاص وفي ذلك الغار الغارق في السكينة والصمت كان محمد (صلى الله عليه وسلم) يتأمل الأرض والسماء .. يتأمل العالم الكبير ويغوص في عالمه الاكبر ... العالم المودع في اعماق نفسه.
وربما في غمرة الصمت والليل سطع سرّ الوجود بكل غموضه وشفافيته، ولم يكن هناك من الأوهام والاباطيل ما يحجب ذلك عنه .. فاكتشف أجوبة طالما حيّرت الإنسان منذ القدم وإلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا .
وكانت الصحراء باتساعها وترامي أطرافها، والجبال بشموخها وصمتها وجدالها والنجوم في أغوارها البعيدة التي لا يسبرها احد عوناً له في اكتشاف الحقيقة .. حقيقة الاشياء .
هل كان الجو صحواً فالشمس تغمر الاشياء بالنور والدفء هل كان غائماً فبدت السحب في زرقة السماء سفناً مبحراً أم تراكمت فيها جبال وبحيرات وتلال قطنية وخلجان ! . هل اشتعلت البروق، ودوّت الرعود ؟
هل كان محمد عليه الصلاة والسلام في احضان الغار ام على سفح الجبل ؟
لا أحد يدري .. أين كان لحظة هبط الملاك يحمل كلمات السماء .
ربما تكهرب الفضاء، غلالة شفافة من نور عجيب تغمر المكان .. نور لا ينتمي إلى ضوء الشمس... نور يشبه ما يسطع في النفوس ويضيء القلوب ..
غمر الصمت الانبياء .. تلامست الاصوات .. انسحبت الاشياء إلا مكنوناتها .. ولم يعد الإنسان يسمع شيئاً سوى كلمات ... كلمات توبة نفاذة تضيء أعماق محمد تقود الشعاع في مياه صافية :
ـ اقرأ !! اقرأ باسم ربك الذي خلق .. خلق الإنسان من علق .. اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم
صوت سماوي يكاد يستوعب الدنيا بأسرها :
ـ يا محمد ! انت رسول الله .. وأنا جبريل .
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا مـا دعـا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع
قد لبسنا ثوب عز ٍ بعد تمزيق الرقاع
ربنا صل على من حل في خير البقاع
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة سيف الله ; 04-05-2003 الساعة 12:05 AM
|