نعم هذا ببساطة كل مانحتاجه
قلب الصفحة يتطلب منا درجة جيدة من المصالحة مع انفسنا ومع الآخرين
يتطلب منا البساطة التي تشبه سذاجة الأطفال
والتي فقدناها مع الوقت رغم أنها من أجمل ماعند الأطفال
ويجعلهم سريعي التسامح والنسيان
وعند النسيان نتوقف للحظات، هل ممكن فعلا أن ننسى؟ وكيف؟
وأقول هنا ليس المطلوب نسيان الحدث، وانما نسيان آلامه
فالذاكرة نعمة من الله وحاضرنا على ارتباط وثيق بماضينا، وانما نحن
بحاجة لنسيان وتجاهل الآلام وليس نسيان الأحداث
لقد تعودتُ شخصيا على قلب الصفحات،
واكتسبت ولله الحمد والفضل والمنة قدرة عالية على قلب أكبر الصفحات
وكل صفحاتي مقلوبة تقريبا بمجرد أن تنفتح.
وعليه فإني لاأقول بأني لا أحتاج أن أقلب الصفحة، وانما سأضل أقلب
صفحة الألم بمجرد ان تنفتح
وسلاحي هو المصالحة مع نفسي ومع الآخرين
فقد تعودت ان ارمي بمشاعر السلبية التي عندي في أقرب سلة مهملات
وأشجع الآخر الذي يغضب مني أو يحزن بأن يرمي هو ايضا
بمشاعر السلبية في أقرب سلة مهملات
ولن أبقي شيئا من غل أو كدر تجاه كائن من كان
فأنا أنشد الحقائق وأنشد نصرتها، ولا يهمني ان انتصر انا أو هو
ماعادت تهمني نفسي ولا نفوس الآخرين
وليس لها دخلٌ في معرفة الحقيقة أو نصرتها
كما أننا (انا والآخرين) متحابين ولا مجال للعداء فيما بيننا
فنحن نختلف من أجل الحقيقة وليس من أجل امور شخصية
فهذا مايجعلني قادر ومستمر في قلب الصفحات ولكل يوم عندي صفحة جديدة
بل في اليوم الواحد قد أقلب عدة صفحات كلما حاول ان يدخل الألم بها