نفساني - عرض مشاركة واحدة

03-05-2011, 05:28 PM

أخواني وأخواتي الغالين على قلبي:

أقرأ مقال أخي العزيز أبو عمر وتفاعلاتكم معه بمزيج من الفرحة والشعور

بالتقصير تجاهكم. كنت أشعر بما تكنونه لي من الحب والمودة ولكن كرمكم في

ذلك كبير وأشعر به والله ولا أستطيع ان أقول غير: أحبكم الله جميعا

كل من افتقدني سواء من كتب أو من لم يكتب

نعم أنا أشعر بكم جميعا وأهنئ نفسي بكم وبأخوتكم الصادقة

وفي نفس الوقت أشعر أني قصرت في حقكم بغيابي الطويل، وماكان

ينبغي أن أغيب وكان الواجب أن أكون بينكم، ولكن صدقوني لم يكن

عندي أي رغبة في فعل أي شيء سوى الذهاب لعملي والصلاة

والأكل والنوم، ومحاولة سماع موجز أخبار من الجزيرة أو العربية

صدقوني كنت أعيش بالحد الأدنى من الأداء وكنت في انعزال أشبه

بالكهف، لولا خروجي للدوام لأنه واجب لامفر منه ولا سبيل لتركه

رغم اني لم استسلم، ولكني فقدت القدرة على تخفيف الهم عن الآخرين

ولم أستطع ان ادخل المنتدى بدون هذه القدرة والتي اصبحت اصبها على

نفسي فقط وبالحد الأدنى

أخواني وأخواتي:

عندما تشتكي من تعب نفسي تذهب لطبيب نفسي، ولكن عندما تكون انت

الطبيب، تذهب لمن؟ نعم كلنا نذهب لله ونعم بالله، ولكن اقصد السبب الدنيوي

اعلم ان ماأعانيه له أدوية ولكني اعلم ان الادوية تعجز احيانا وقدرتها محدودة

وهو ماأحاول كثيرا ان لايعلمه مرضاي، لأنه قد يضعف املهم او يثبط عزيمتهم

ولكن للأسف لا استطيع ان اخبيء ذلك عن نفسي

لم افقد القدرة على التبسم في وجه الزملاء والمراجعين رغم اني كنت اجاهد

لفعل ذلك، وأذهب لعملي وأؤديه بصعوبة ولكن أؤديه في النهاية

أضفت علاج ريميرون مع البروزاك الذي استخدمه، وكان مفيدا لي في اول يومين

ثم تسبب لي بازعاج مدة 6 ايام بالتدريج الى ان وصلت مرحلة لم احتمله فيها

بآثاره الجانبية الشبيهة بقلقلة وتوتر وقلق ، فتركته

ثم استخدمدت دواء لوسترال 50 ملجم مع بروزاك 60 ملجم وهاأنا ولله الحمد

اليوم الرابع من هذه الخلطة وأشعر بتحسن جيد، وكأن الغمة فرجت

اصبحت مشتاقا لكم ومتحمسا لمد يد العون لمن يحتاج العون

وقادرا على الحديث معكم بنفس غير متصنعة وقادر على مشاركتكم

الفرحة والألم

لم اتحمس لدخول المنتدى وانا افتقد القدرة على الاحساس لأني أكون سيء

المزاج وجاف وانا تعبان ولا أجيد المجاملات وكنت بحاجة لنقاهة

لاأقلل من قدرتكم على الوقوف الى جانبي ولكني عندما اتعب لاأريد دعما من

أحد أكثر من الدعاء والتعاطف الصادق من صيغة "قلوبنا معك" وكنتم كريمين

ذلك وهذا كل ماأحتاجه. فلا أحتاج كلام ولا رسائل خاصة ولا نصائح ولا تألم

منكم لحالي، لا ولله الحمد، فلم أكن ضائق الصدر محشور الخاطر بالبكاء

او الحزن وفقدان الأمل، وانما كنت في حالة ملل وعدم رغبة في اي شيء

وعدم قدرة على المبادرات أو الترفيه بأي وسيلة

وقد تعلمت ولله الحمد والفضل والمنة ان هناك اولويات وحد أدنى لايؤثر

عليه الإكتآب مهما كان أليما، اضافة لمساعدة البروزاك لي والداعم للنشاط النفسي

وهذه الأولويات هي عملي وخلقي وصلاتي وواجبات بيتي

اذهب لعملي وأساعد المرضى دوائيا حتى لو لم اتمكن من الحديث الممتع المفيد

والمخفف لمعاناتهم. محافظا على طلاقة وجهي وحسن خلقي حتى لو لم ابتسم

او اكون في داخلي سعيد. أصلي حتى لو لم أكن أجيد الخشوع والاستمتاع

وحتى لو أصلي من غير نفس. أحضر احتياجات بيتي لو حتى على عجالة

وبالتقسيط وآخر الليل وأكتفي بالضروريات والأولويات. ولكنا أبدا لاأستسلم

ولا أعرف الاستسلام، ونما تفقد حياتي روحها وتصبح جافة وموحشة الى ان

يفرجها الله. وهاهي تفرج بعد مايقارب 14 يوم او اكثر، وربي يعين على النوبة

الجاية، ولا أدري متى راح تكون

اكرر شكري لشعوركم الطيب، ولا أخص أحدا فكلكم أعزاء وأحبكم جميعا