عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-2011, 10:55 AM   #1
سعد الحارثي
عضو نشط


الصورة الرمزية سعد الحارثي
سعد الحارثي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 34209
 تاريخ التسجيل :  05 2011
 أخر زيارة : 12-09-2013 (11:17 PM)
 المشاركات : 131 [ + ]
 التقييم :  53
لوني المفضل : Cadetblue
مسارات (7) هل هي كالطفل ؟ أم راغبة ؟ أم تواقة ؟





والنفس كاطفل إن شب على == حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم .
البوصيري المصري ـ رحمه الله ـ في هذا البيت يشير الى نفس يمكن أن تنقاد لكنه جعلها في براءة الطفل مع أن البراءة جزء من بنائها ..


نفس عصام سودت عصاما == وعلمته الكر والاقداما .
أما عصام المشار إليه هنا فهو حاجب أو بالأصح مدير أعمال قائل البيت وهو يصفه بماعرف منه من اعتمادية على الذات ..


والنفس راغبة إذا رغبتها == وإذا ترد إلى قليل تقنع .
والقائل رجل فقد مجموعة من أبنائه دفعة واحدة ولم يبقى معه إلا واحد من الأبناء فأخذ ينظر إليه وهو يردد وإذا ترد إلى قليل تقنع .. !!
إني لي نفس تواقة " عمر بن عبد العزيز "


هذه النفس البشرية عالم مستقل .. و كون متفرد بذاته ...! من سار في دروبها و غاص في أعماقها وأبحر على أمواجها متأملاً عوالمها الداخلية ومستشرفا آفاقها الرحبة وتنوع كواكبها الأخاذة !! عاد من رحلته تلك بنشوة ممتعة وبثراء معرفي فائق ..!! من نتائجه الشعور الإيماني في وجدانه بقدرة وحكمة الخالق العظيم الذي خلق النفس وسواها وألهمها فجورها وتقواها وجعلها في البشر بهذه الأنماط المختلفة اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد و بين في محكم كتابه :
بأنه سيريهم آياته في الكون الأكبر ــ الأفاق ــ والكون الأصغرــ الأنفس ــ
كما قال سبحانه : (سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد )


* إن النفس التي وصفت في القرآن بالأمارة واللوامة والمطمئنة لهي عالم مثير في دقائقه وتفاصيلة يمثل الجزء الخلفي لكيان مستقل ومتفرد اسمه الإنسان ..!!


أفكار داعمة من وحي المقال :
1- من أشهر النظريات العلمية التي تبحث في فهم شخصيات الناس هي نظرية: أنماط الشخصية ..


2- البشر يختلفون وأصل اختلافهم اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد ... وهذا التنوع للمتأمل يعطي للحياة معنى وقيمة بالنسبة للفرد تشعره بتفرده و بوجوده كشخص أعطيت له القدرة من خالقه على التعايش مع الآخر من البشر وهو مستمتع بالحياة التكاملية ...


3- الفروق الفردية واختلاف الأنماط البشرية وتعدد و تنوع الدوافع المحركة للسلوك البشري هي في أصلها تعزز مفهوم التكاملية وأنا أردد دائماً : " نحن خُلقنا مختلفين ومن هذا الاختلاف نتكامل .. "


4- هناك مقولة جاذبة و مقنعة مفادها أننا لا نستطيع أن نغير مالا نعرف ومالا نعترف به .. وإطلاعنا على الفروق الفردية و الأنماط والدوافع و الاحتمالات يؤدي إلى فهمنا لأنفسنا ولنفسيات الآخرين ..
و بالتالي يستمر سياق الحياة إلى التوجه الإيجابي وتقل التعقيدات النفسية الناتجة عن سوء الفهم وسوء الظن الذي حذرنا منه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ..


5- الشخصية لها أبعاد متعددة واتجاهات مترامية الأطراف و لكن مع التقسيمات والاحتمالات البحثية التحليلية النفسية يمكن أن يتم استشراف آفاق صفاتها وخصائص طبائعها و مواطن القوة و الضعف فيها ..


طابت أوقاتكم أعزائي أعضاء وعضوات ( نفساني ) ورحلة سعيدة ورائعة في عالم النفس البشرية ..
أخوكم .
سعد بن عبد الله الحارثي
.
.

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس