عرض مشاركة واحدة
قديم 31-05-2011, 02:35 PM   #5
د.رعد الغامدي
مستشار


الصورة الرمزية د.رعد الغامدي
د.رعد الغامدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32511
 تاريخ التسجيل :  12 2010
 أخر زيارة : 11-02-2015 (02:59 AM)
 المشاركات : 6,372 [ + ]
 التقييم :  75
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkcyan


اختي الكريمة لؤلؤة مكنونة:

اصعب شي اوجهه في عملي هو اقناع شخص بأن الدواء مفيد وغير ضار

ولا علاقة له بالادمان (الا الادوية الخاضعة للرقابة)

وخاصة من يعانون من الوسواس القهري لأني كلما تحدثت اليهم ووضحت وشرحت

افاجأ بأن اشئلتهم وشكوكهم تزداد بدل ان تخف

اختي انا طبيب وفي نفس الوقت أصابني اكتآب قبل ان ادرس الطب منذ 22 عام

ولم ابقي مجال ماطرقت بابه

ذهبت لقارئ ومعالجين بالرقى والماء المقري فيه والعزايم

طرقت ابواب الطب النفسي في البداية ولم اجد طبيب يصف لي دواء مناسب

قليل الاعراض الجانبية وفي ذاك الزمن لم تكن خيارات الادوية جيدة فكلها

تنشف الريق ولها اعراض جانبية مزعجة ولم يهتم اي طبيب بمشكلة القلق

التي كنت اعاني منها وكان كل تركيزهم على الاكتآب

المهم اني لم أعد أثق في الطب النفسي وقررت أن ألجأ للعلاج السلوكي المعرفي

أي العلاج النفسي الغير دوائي

فبحثت عن اناس جيدين يجيدون هذا المجال وللأسف لم أجد سوى اناس يتعلمون

وأكثرهم يتخبطون ولا يملكون اي مهارة

فقررت ان اعالج نفسي بنفسي، فبدأت رحلة القراءة في علم النفس والتطبيق

على نفسي، فطرقت ابواب كثيرة من العلوم والتي تطلبت مني ايضا ان اتوسع في

القراءة والاطلاع وبناء فكر سليم وباعث على الراحة النفسية، فوجدت نفسي

اقرأ في الفلسفة وعلم الأخلاق والدين، نعم الدين فهو جزء مهم من الصحة النفسية

وكنت اطبق على نفسي وأسعى الى تطويرها وتحسين فكري وإيماني وانفعالاتي

وسلوكي وإعادة بناء شخصيتي

فوجدت بعد مرور 10 سنوات اني اصبحت فيلسوفا خبيرا في النفس الانسانية

والعقل الانساني ومايتعلق بهما من الدين والعلوم الأخرى

وقررت ان اضع فكري في كتاب ليستفيد منه الناس

الا اني ورغم هذا التطور الكبير الذي احدثته في فكري وعقلي ونفسي، فإني

لازلت أعاني من القلق والارتباك والانطوائية والخمول وضعف الهمة

فتحيرت في أمري وماذا أفعل زيادة،،، فإيماني بالله والقضاء والقدر

كان في ذروته،،، وكنت اصلي كثيرا وأدعو وأتقرب لله

وفكري كان صافيا غير مشوش بعلامات الاستفهام الباحثة عن الحقيقة

وعلاقتي بالناس كانت طيبة وكنت شخصية محبوبة والكثيرين يسعون للتقرب مني

وكنت ولله الحمد مكتفي ماديا،، لا أعاني من مشاكل اجتماعية

فما هي المشكلة؟؟؟؟!!!!!!!

عدت لأقرأ في الطب النفسي وفي الأدوية النفسية مرغما وغير راضي ولكن

لن ارضى بأن أضل أعاني بلا معنى، فالابتلاء من الله معنى عظيم ولكن

الرسول أمرنا بالتداوي والله سبحانه قال: ((ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة))

وقد كانت التهلكة التي وصلت لها هي محاولة انتحار باءت ولله الحمد بالفشل

رغم انها كانت محاولة جادة ولكن الله سلّم

يقول الطب النفسي بأن الأمراض النفسية ناشئة عن عدم توازن في النواقل العصبية

اما بنقص او زيادة، وانه لابد من أخذ أدوية تنظم هذا الاختلال والا فمهما فعل

الانسان فانه سوف لن يحل المشكلة الا بشكل جزئي غير كافي

فبدأت رحلة العودة للأدوية النفسية وفعلا تحسنت، فأصبحت قادرا على العمل

ولاحقا تزوجت بعد تأخير كبير وهاأنا أكون أسرة وأحوالي تسير للأفضل

نعم لم أجد الدواء المناسب مباشرة ولكني لم استسلم خاصة بعد ان

عرفت ان الدواء الذي يناسب شخص ليس بالضرورة ان يناسب آخر

ولابد من التجريب لكورسات مختلفة لأدوية حتى تعرف الدواء المناسب

علما بأنه من الممكن اختيار الدواء الانسب بواسطة الطبيب تبعا لشكوى المريض

والاعراض التي يعاني منها، فمثلا هناك من يعاني من الخمول، فهذا يفضل ان

نعطيه دواء ذو طبيعة منشطة على عكس من يشكو من الأرق والذي يلزمه

علاج يساعد على النوم ، وهكذا

باختصار عرفت الحياة من جديد بعد الدواء وهاأنا قد مر علي 10 سنوات استخدم العلاج

وحالي بخير والحمد لله ولن اتوقف عن استخدامه لأني سبق وجربت وتعبت من جديد

فالأمراض النفسية هي امراض مزمنة في الغالب وتستدعي علاج مدى الحياة مثل

مرض الضغط والسكر والربو، وليست المشكلة هي مشكلة تعود على الادوية

وانما نقص مواد في الدماغ لايوفرها الا الدواء

والآن نأتي لحالتك:

حالتك مزيج من وسواس ونوبات هلع ومخاوف، وهذه تعالج بأدوية مضادة للاكتآب

من نوع ssri والتي تأتي بنتائج طيبة وخاصة دواء سيبراليكس او انافرانيل

او بروزاك ، وانصحك بدواء سيبراليكس 10 ملجم يوميا مدة اسبوعين ثم ارفعي الجرعة الى 20 ملجم

دفعة واحدة يوميا مساءا ولو سببت لك ارق خذيها صباحا، وانصحك بالمحافظة على الجرعة يوميا

مدة 6 شهور على الاقل ، واذهبي للدكتور عبدالله السبيعي

فهو طبيب ممتاز وتابعي معه

كما انصحك باستخدام دواء مضاد للقلق في اول اسبوعين من العلاج

مثل دواء فلوناكسول 1 ملجم او ستيلازين 1 ملجم، وهي ادوية تحمي من القلق

ولا تسبب ادمان ومن الممكن استخدامها على مدى طويل