عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2011, 06:33 PM   #1
بسمة الغد
نائب المشرف العام سابقا


الصورة الرمزية بسمة الغد
بسمة الغد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23323
 تاريخ التسجيل :  03 2008
 أخر زيارة : 21-11-2016 (11:29 PM)
 المشاركات : 5,253 [ + ]
 التقييم :  217
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Burlywood
الأشرار لا يموتون بسهولة!






الأشرار لا يموتون بسهولة!





مررت خلال حياتي بأصناف كثيرة من البشر كما هو الوضع الطبيعي لأي إنسان. لكني أزعم أن الذين مررت بهم يمكن تصنيفهم ضمن فئتين: الأشرار والأخيار.

ما دفعني للكتابة هو وجهة نظري حول الأشرار… الأشرار الذين لا يموتون بسهولة بالطبع! وهم كثر ولله الحمد. لا أدعي أن هذا مقال علمي محكم، بل هو حوار هادئ مع نفسي، لكنه حوار لن يصل إلى حد شرح كيفية صناعة سلطة الباذنجان!


على كل، نظريتي حول الأشرار الذين قابلتهم في حياتي أو قرأت وسمعت عنهم أو شاهدتهم تفترض أنهم أشخاص إيجابيون لكن للأسف إيجابيون في الشر وليس الخير. كيف ذلك؟

فلننظر إلى أشرار المدارس..إلى أولئك الذين يضعون أقدامهم أمام زملائهم بطريقة مفاجئة بهدف دفعهم للتعثر والسقوط ومن ثم جعلهم مادة للضحك طيلة اليوم الدراسي في انتظار الضحية القادمة. ومثل هؤلاء الطلبة الأشرار كثر ولديهم من الأساليب الشيطانية ما يكفي لجعل الحياة المدرسية صعبة بالنسبة للطلبة الذين يحلمون بأن يتركوا وشأنهم!


دعونا ننظر إلى أشرار السياسة الذين لا يموتون بالسهولة التي يموتها الطيبون! لابد لأولئك الأشرار من تنغيص حياتنا بغرض دفعنا إلى اليأس من موتهم قبل أن يودعون الحياة .. يودعونها ليذهبوا إلى حيث ذهب أولئك الذين ظنوا أن الحياة لن تسير بدونهم..وبالمناسبة، القبور ملأى بأولئك! لكنهم يعملون بجد واجتهاد لا يكلون ولا يملون من أجل جعل حياتنا أكثر تعاسة ومرارة. إنهم مبادرون دوما، فلا تكاد نصحو من نومنا حتى نجد أن الدنيا تتحدث عن مصيبة ما، عن دخان متصاعد من أحد المباني في دولة ما.. عن دماء تسيل في ركن بعيد من الأركان الأربعة..عن بكاء شيء ما ..ربما طفلة أو رجل أو امرأة..سنجد بجوارهم الكثير من الملابس الممزقة والدمى المحروقة والبيوت المهدمة…

أنا لن أسأل لماذا لا يموتون بسهولة، فهذا سؤال لا ينبغي لأن الله سبحانه وتعالى قدر لهم أن يطغوا فيزدادوا طغيانا فتكون جهنم حقا لهم..أو كما قال لي أحدهم..حتى تكون جهنم “محرزة لهم” أو يستحقونها بجدارة أسطورية.


السؤال هو لماذا هم إيجابيون مبادرون؟ أما الأخيار والطيبون فهم هادئون وادعون لا يثيرون غبارا أبدا! بل يصل الأمر بالكثير منهم أن نحسبهم “على البركة” أو يقول الناس عن الشاب الطيب “ولله إنه شاب مسكين”! لماذا؟


لماذا هم كذلك؟ هل هي التربية؟ لن أجرؤ على ادعاء ذلك لأنني لست خبيرا تربويا. لكن ثمة مشكلة ما. لا أدري أين..لكنها قطعا موجودة.

لن أطلب أن يكون الأشرار وديعين أو سلبيين، فهم لن يكونوا كذلك بل سيبقون كما هم..عتاة وكاسحون… يمضون نحو تحقيق غاياتهم بعزم يشجعنا على الإحترام…لكن السؤال هو كيف نجعل الأخيار إيجابيين؟ كيف نجعل الشاب “المسكين” شابا كاسحا يذهب إلى الخير والنجاح بخطى ثابتة وليس بطريقة متسكعة رعديدة فيقدم قدما ويؤخر ثلاثة كما في لغز الضفدع الشهير!


أريد أن أرى الناجحين واثقين من نجاحهم ومن قدرتهم على النجاح مهما كانت الصعاب، وليكن لنا المجرم قدوة! أعلم أن هذا سيثير حفيظة الكثيرين..لكن مهلا أيها السادة وأخص بالذكر أولئك الذين فغروا أفواههم لمطلبي هذا..أنا أطلب أن نقتدي بالمجرم في إصراره على الجريمة رغم إيمانه الشديد بمبادئ الجريمة الشهيرة مثل (الجريمة لا تفيد، الجريمة لن تكون أبدا كاملة … ثمة ثغرات، هناك ثواب وعقاب في الدنيا والآخرة، إلخ…) لكنه وللأسف يستمر في التخطيط للجريمة بكل جد واجتهاد بل أنهم كما يقول لي والدي العزيز أطال الله في عمره بأن السارق حين يسرق يدعو الله أن يوفقه ويسم الله قبل البدء في عمله!


أريد أن يكون للناجحين مثل هذا الإصرار..الإصرار فقط وليس الجريمة…أرجو أن أكون قد أوضحت الفكرة بشكل لا يظهرني مجرما أو من المعجبين بهم



بقلم المهندس مهيب عبد أبو القمبز

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس