عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-2003, 02:32 PM   #1
البتــار!!!!
شيخ نفساني


الصورة الرمزية البتــار!!!!
البتــار!!!! غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1771
 تاريخ التسجيل :  06 2002
 أخر زيارة : 15-05-2016 (07:36 AM)
 المشاركات : 5,426 [ + ]
 التقييم :  63
لوني المفضل : Cadetblue
نعمـــــة الالــــــــــــــــــــــــــــــم!!!!



بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أنعم الله على الإنسان بنعمه الوفيرة فقال سبحانه { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا }. وقد يكفر الإنسان ببعض هذه النعم جاهلاً أو غافلاً إذ قد يبدو الشيء في ظاهره نقمة لكنه في حقيقته نعمة. ومن الألم ما له وجهان ونحن قد لا نرى إلا وجهاً واحداً منهما فقط وهو جانب الشقاء والعذاب.
تعريف الألم /
يعرّف أهل اللغة الألم بأنه الوجع أما عند الفلاسفة فهو « حالة نفسية يصعب تعريفها وتتميز بإحساس مادي أو معنوي بعدم الراحة أو بالضيق أو بالمضض ». ويرجع السر في تعريف حالة الألم إلى كون الألم إحساساً شخصياً إلى حد كبير فالإصابة مثلاً التي تسبب ألماً حاداً لأحد الأشخاص قد تسبب ألماً أخف لشخص آخر. وأحياناً يكون الألم عند بعض الناس متضخماً فيبدو أكبر من أسبابه. والألم في الطب « إحساس مرهق يتسبب عن تنبيه نهايات عصبية ميكروسكوبية تختلف عن سواها من النهايات الحساسة بكونها عارية ».
أسباب الألم /
تتنوع أسباب الألم فبعضها بدني مادي والآخر نفسي. أما الأسباب الجسمية المادية فنحو الجوع والعطش والجروح والحروق.... إلخ. والأسباب النفسية مثل القلق والهم والمخاوف... إلخ. والناس عادة ما يقرنون الألم بالإصابات البدنية أو المرض متناسين أن الأحاسيس أو العواطف يمكن أن تسبب ألماً أيضاً فالإزعاج على سبيل المثال يمكن أن يسبب توتراً مؤلماً في عضلات الرقبة. وأحياناً تبدو بعض الآلام مجهولة السبب مثل الألم العصبي والألم العضلي للالتهاب الدماغي النخاعي. ولا شك أن تحديد سبب الألم ومعرفة مصدره بدقة من الأمور الضرورية لعلاج الألم أو الوقاية منه مستقبلاً وإن كان يصعب أحياناً تحديد مصدر الألم وأحياناً يلتبس على المريض تحديده فالمريض مثلاً بالذبحة الصدرية لا يشعر بالألم في قلبه بل يشعر به في ذراعه اليمنى أو في رقبته أو مقدم صدره. وهذه الآلام المجهولة السبب أو المصدر من أخطر أنواع الآلام فقد تتحول إلى آلام مزمنة تهدد راحة الإنسان زمناً طويلاً.
أنواع الآلام /
تتنوع الآلام حسب شدتها أو ضعفها وكذلك حسب مدتها الزمنية.
1ـ أنواع الآلام حسب الشدة والضعف /
تنقسم الآلام حسب شدتها وضعفها إلى آلام ضعيفة وآلام متوسطة وأخرى حادة.
2ـ أنواعها من حيث المدة الزمنية /
تنقسم الآلام حسب المدة الزمنية إلى آلام قصيرة الأجل وهذه تزول بمجرد زوال السبب أو المؤثر وغالباً ما تكون حادة وآلام مزمنة تدوم وقتاً طويلاً وتعاود صاحبها كل فترة زمنية. وهذا النوع الأخير من الآلام يعد من أخطر أنواع الآلام وذلك لأنه يصعب علاجه بصورة نهائية مثل أنواع معينة من السرطان والتهاب المفاصل كما أنه يقاوم العلاج وقد يؤدي إلى انهيار عقلي وإدمان العقاقير المخدرة. وحتى التدخل الجراحي في مثل هذه الآلام قد لا يكتب له النجاح. ويدخل المريض الذي يعاني من هذه الآلام المزمنة في دوامة ودائرة متصلة من الآلام فتوقعه للآلام وانتظاره لها يسبب له آلاماً نفسية ريثما تعاوده الآلام المزمنة مرة أخرى وهكذا تصبح حياته عبارة عن سلسلة من الآلام المتصلة يسلم بعضها إلى بعض.
هل الألم شَرٌّ خالص؟ /
يقرن كثير من الناس الألم بالشر والإحساس بالبغض أو الكُره ويتضح هذا في تعريف التهانوي للألم حيث يقول « الألم إدراك ونَيْل لما هو عند المدرك آفة وشر من حيث هو كذلك ». ويعرف بعضهم الألم بأنه إحساس مرهق أو بأنه إحساس بغيض.
فهل يعني هذا كله أن الألم في جميع أحواله شر خالص فلا يرتجى من ورائه نفع أبداً؟ /
إن النظرة العجلى والتفكير السطحي يمكن أن يسلما إلى إجابة متسرعة وهي أن الألم فعلاً شر خالص لكن النظرة المتأنية والتفكير العميق الذي يقلب الأمور على جميع أوجهها ويبحث عن الحقيقة من جميع وجوهها يثبتان عكس ذلك فالله سبحانه هو خالق كل شيء. والألم شيء من الأشياء ومن صفاته سبحانه أنه حكيم وخبير ومقتضى حكمة الله ألا يخلق الشيء عبثاً دون نفع أو جدوى فمن المؤكد إذن أن ثمة منفعة من ورائه للبشر عَلِمَها مَنْ عَلِمَها وجَهِلَها مَنْ جَهِلها. وما علينا إلا أن نتريث ونتأمل هذه الآلام وندرسها بشيء من المثابرة والتعمق لنعرف ثمارها وفؤائدها أو الحكمة منها.

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس