كيف استعطت الاستمرار في الوطيفة
اخي العزيز إبراهيم :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
بالنسبه لسؤالك كيف استمريت انا في الوظيفة في ظل الظروف الرهيبة التي كنت اعيشها ، فإن اولا واخيرا التوفيق هو من عند الله عز وجل لأن الله سبحانه وتعالى كان معي .
ولكن لا انكر بأن فترة العمل والتي هي الان عمرها 24 عام ، كانت في بداية السنوات الاولى عذاب وكفاح لايعلم به إلا الله عز وجل حيث ان لم يرحمني احد عندما تعينت في الوظيفة من قبل موظفي المصلحه التي اعمل بها بل وعلى العكس كانوا متحاملين علي وجاعلين العمل كله علي مستغلين كوني موظف جديد لا يفهم مايجري في الاداره وبالتي عليه العمل في اي شئ يقولونه لي ، مما اضطررني للقبول بكل ما يريدون مني وكان العمل كثيرا ويحتاج الى تركيز كبير وانت تعلم بأن الإكتئاب يشتت التركيز ويقلل الاستيعاب ولكن كنت رغم ذلك احاول جاهدا ان افهم واحاول ان اؤدي عملي بما يجب ، ولكن زملاء العمل كانو ليسوا متعاونين ابدا مما يضطرني احيانا الى الذهاب الى المصلى الذي في العمل لكي انال قسط من الراحه حيث ان العمل مع الاكتئاب مؤلم جدا وخصوصا حينما يكون العمل له ارتباط وإحتكاك مباشر بموظفي المصلحه فقد كنت اتحمل عبارات الاهانه منهم وذلك بزعمهم اني لم اؤدي شغلهم ولكن يعلم الله ان العمل كان كثير اونا مريض وكنت احاول قدر المستطاع القيام بهذا العمل دون إهمال معاملة اي موظف .
كانت السنوات الخمس الاولى عذاب رهيب لايلعم به الا الله سبحانه وتعالي حيث اني وصلت الى مرحله اني احيانا انسى اين انا ذاهب له عندما اخرج من مكتبي لمراجعة إداره اخرى ، ولم اكن اتكلم مع احد نهائيا كنت احاول ان اقوم بعملي وبس لإني غير قادر على الانخراط مع زوملائي في العمل وهذا بفعل الاكتئاب مما اثار استنكارهم لي ولحالتي ولكن يبدو انهم في الاخير عرفوا بأمري بأني مريض نفسيا وبدأو يحاولون عدم الاحتكاك بي .
ثم بعد ذلك انتقلت الى إداره اخرى اقل عمل من الاداره الاولى ولكن المشكله اني كنت استخدم دواء ان ذاك ينوم فكنت احيانا انام ونا على المكتب مما ادى ذلك الى تضايق مدير الاداره التي انا اعمل لديه فحاول عدة مرات توبيحي ثم هددني بالشكوى الى المدير العام مع ان هذا النوم ليس بيدي ولكن بفعل الادويه ثم بعد ذلك انتقلت الى إداره اخرى ولكن كان مديرها فيه حس إنساني جيد فقدر ظروفي الى حد ما واصبح يتعامى عن النظر الي وانا نائم على مكتبي ثم طفح به الكيل وهددني بالإنتقال الى إداره اخرى وفعلا نقلني الى إداره اخرى غصبا عني ثم تعرضت الى مضايقات من بعض موظفي هذه الاداره الجديده حيث ان الناس سبحان الله العظيم انجاس وكانوا يتربصون بي إذا نمت ويبلغون المدير عن نومي وحذرني المدير عدة مرات ولكن الامر ليس بيدي الامر عصب عني لا استطيع ان اقاوم الادويه لأنها تنومني غصب عني ثم بعد ذلك غيرت العلاج واصبحت الى حد ما وضعي افضل وكنت ايضا اتأخر كثير صباحا لأن الاكتئاب يكون في ذروته صباحا واصحى من نومي صباحا وكأني اقاد الى مشنقه وتغيبت عن العمل عدة مرات بسبب الاكتئاب ايضا وهددوني ايضا وقالوا بأنهم سيرفعون بامري الى المدير العام فقلت لهم ارحمو من في الارض يرحمكم من في السماء ولكن مع الاسف الشديد لا أحد يرحم إلا الله سحانه
ثم في السنوات الى الاخيره اصبحت نفسيتي مستقره نسبيا فأصبحت لا أغيب واحاول ان ازاول عملي بما يرضي الله قدر المستطاع ، وانا حاليا الان في إداره مديرها في الحقيقةطيب جدا ولقد رحمني ورحم ظروفي خصوصا عندما عرف قصتي ومأساتي التي امر بها ولكن اتمنى ان يستمر هذا المدير على ماهو عليه من تقدير لظروفي وحالتي وان لا يتغير او يغيره احد .
هذا بإختصار شديد جدا وضعي في العمل من ذو عملت لدى هذه المصلحه حيث ان الاوضاع اصبحت افضل نسبيا خصوصا بعد ماغيرت الدواء الذي كان ينومني .
ارجو ان اكون شرحت ولو بقدر بسيط معاناتي في العمل مع وجود هذا المرض العضال واتمنى ياأخي إبراهيم ان تعزز إرادتك قدر المستطاع وان تبدأ بدايه قوية ومنتظمه في العمل قدر ماتستطيع وان تحذر اصدقائك في العمل لأنهم قد يؤذونك وان تحاول ان تجاهد نفسك لكي تعمل لأن هذا مصدر رزقك ورزق اولادك ، وان تضع دائما نصب عينيك بيت الشعر الذي يقول (على قدر اهل العزم تأتي العزائم ) وانت إن شاء الله على قدر لهذا العزم ، وان لا تحاول ان لا تأخذ ادويه لها اثار جانبيه من ضمنها النوم لأن هذا الموضوع سيدخلك في مشاكل كثيره جدا مع مدرائك .
ولك خالص تقديري وإحترامي ،،،
اخوك / المنهك
|