03-07-2011, 07:23 PM
|
#1
|
عضو فعال
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 34785
|
تاريخ التسجيل : 07 2011
|
أخر زيارة : 08-07-2011 (08:15 PM)
|
المشاركات :
27 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
تجربتي مع الاكتئاب :من المرض الى الشفاء
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لماذا اخترت هذا الاسم؟ لأني كلما حاولت التسجيل باسم مفضل لدي تطلع لي رسالة تقول ان الاسم مكرر فأخر ما زهقت سجلت بهذا الاسم
اتمنى ان يكون هذا الموضوع شمعة تضئ في ظلام كل مكتئب
و اتمنى الا تملوا لأن الموضوع طويل
في اواخر عام 2009 تعرضت لحادث سرقة و لم اكف عن البكاء لمدة شهرين و بعدها بدأت طاقتي و حيويتي في الاختفاء و زهدت في كل شئ و كرهت الدنيا كلها
لكني كنت احاول القيام بواجباتي كطالبة و ساءت تقديراتي في الكلية و كنت اذهب للامتحان و لسان حالي يقول "اعمل اي شئ احسن ما اخذ صفر"
مرت الايام و انتهى العام الدراسي و حصلت على تقدير جيد جداً بفارق نصف من عشرة في المائة و انا التي كنت دائما اقترب من الامتياز
جاء الصيف و كان صيف كئيب, لم افعل فيه اي شئ, ولا اتذكر عنه اي شئ
ثم انتهى الصيف و بدأت الدراسة (اخر عام 2010) و انا لا استطيع الاستيقاظ للذهاب للجامعة في اول اسبوعين و بدأت الخناقات بيني و بين اهلي لأنهم يتهمونني بالكسل و الدلع بينما انا اتألم و لما فاض بي طلبت من امي ان تأخذني الى طبيب امراض نفسية
ذهبنا و بكيت بكاء شديد اول ما بدأت اتحدث للطبيبة و كأني اخرج كل ما بداخلي
و انتهى اللقاء بانتصاري.. انا فعلاً مكتئبة اكتئاب جسيم أنا لست كسولة او مقصرة كما كانوا دائما يصفونني و وصفت لي الطبيبة
cipralex+dogmatil
لمدة اسبوعين , تحسنت قليلاً ثم زودت لي
prothiaden
حدثت مشكلة بيني و بين الطبيبة (مشكلة من ناحية الدين)فتركتها و ذهبت لطبيب اخر
وصف لي
cipralex+dogmatil+welbutrin
تحسنت قليلاً و عندما ذهبت في الميعاد التالي الطبيب لم يأتِ في ميعاده فتركته و ذهبت لأخر
وصف لي
effexor+zyprexa
ثم
olapex+lustral
ثم
effexor+seroquel
و عندما لم ير الطبيب مني التحسن المطلوب نصحني بجلسات الكهرباء
فتركته
و استمريت على اخر علاج حتى تحسنت تماماً في شهر مارس 2011
فذهبت لطبيبة لأني في هذا الوقت لم اكن اعاني من اكتئاب جسيم بل كنت اعاني من اكتئاب ثنائي القطب و لم اكن اعرف ذلك و كان هذا سبب عدم تحسني على هذه الادوية
كل الاطباء تعاملوا معي على اني اعاني من اكتئاب جسيم و لم يفكر واحد منهم ان يسأل في تاريخي المرضي فأنا اعاني من تقلبات مزاجية طول حياتي و اتصرف تصرفات غريبة
وصفت لي
seroquel+ ixel
اصبحت عصبية جداً و تعاركت اكثر من مرة في الشارع فتوقف عن اخده و رجعت للسيروكويل و الافكسور
ثم احسست اني خلاص طبيعية و لا احتاج للدواء و مضت فترة كبيرة لم تأتيني نوبة اكتئاب فذهبت لطبيبتي الاولى و لا اعرف لماذا ضاعفت لي جرعة الافكسور؟ هل هو انتقام؟ لا اعرف
المهم اوقفت الافكسور منذ 3 اسابيع و انا الآن في كامل صحتى و لله الحمد
اهم شئ احب ان الفت نظركم اليه اني كنت في بداية المرض مستسلمة له تماماً
كنت انام في السرير طوال اليوم و اتغطى حتى لو كان الجو حار حتى لا اسمع احد و لا ارى احد و لا احد يراني
و صاحباتي ابتعدن عني لصمتي الدائم و قلة نشاطي
كانت كل حياتي متوقفة, لا افعل اي نشاط و لا امارس اي هواية و لا اساعد في اعمال البيت
حتى وصلت لمرحلة اني ندمت على الوقت الذي اضعته و طاقتي المهدرة
فقررت ان هذا يكفي
يا أنا يا الاكتئاب في هذا الجسد
بدأت اعالج نفسي طبعاً بجانب الدواء
اول شئ في العلاج الاعتراف بالمرض و قبوله و الرضا به
كلما اظلمت الدنيا في وجهي اقول الحمد لله انا احسن من غيري, غيري عنده سرطان و بيتعالج كيماوي و هذا فقد عينيه و هذا فقد رجليه و هذا فقد السمع و هذا فشل كلوي
أابكي على الاكتئاب؟
و كلما اشتد علي الاكتئاب و قاربت هلى الانتحار كنت اذكر نفسي بأحاديث حبيبي محمد عليه الصلاة و السلام
إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن اللَّه تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط
ما يصيب المسلم مِنْ نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر اللَّه بها مِنْ خطاياه
ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة
يا الله كيف اسخط و انت تحبني و اخترتني من دون الناس لتكفر عني ماضيي الاسود؟؟
ثاني شئ بعد الرضا هو طرد الافكار السوداء
في بداية الاكتئاب كما ذكرت كنت مستسلمة تماماً و في عزلتي هذه كانت تأتيني كل الافكار السوداء, انا سأظل هكذا حتى اموت, انا لن اشفى ابداً , انا بائسة, انا ناقصة, انا فاشلة, انا لا فائدة مني, لا احد يحبني, الدنيا وحشة, ما احلى الموت, اريد ان انام و لا اصحو ثانيةً الخ
ففكرت اني اطرد كل هذه الافكار و كان الأمر صعب جداً في البداية و هذا يعتبر نوع من انواع جهاد النفس
قررت هجر السرير ماعدا وقت النوم
اجلس في البلكونة لا افعل شئ فقط اجلس في ضوء الشمس
اجلس امام التلفاز و اشاهد الافلام الدموية
كلما اتتني الافكار اطردها و اقاومها و اقول لأ, انا سأشفى و سأكون بصحة جيدة, الدنيا يوم حلو و يوم وحش, استحالة تكون وحشة على طول, و انا ياما شفت ايام جميلة قبل اكتئابي لماذا لا ارجعها مرة اخرى
ثم تطور الامر اني اصبحت اضغط على نفسي و اجلس مع عائلتي, لا اتكلم و ربما لا اركز فيما يقولون لكني اجلس بينهم
ثم تطور اكثر اني بدأت اساعد امي بعمل السلطة, او احضار شئ لها من غرفة اخرى
كانت اشياء بسيطة لكن القيام بها كان صعب جداً و في نفس الوقت اتى بنتيجة لم اكن اتخيلها
ثالث شئ المواظبة على ممارسة الرياضة
طبعاً في شدة الاكتئاب كنت اشعر و انا اقوم لممارسة الرياضة ان احداً ما بداخلي يصرخ و يحترق و يعاني لكني كنت اقاوم و امارس الرياضة (تمارين خفيفة بالاوزان) لمدة دقيقة واحدة لكنني كنت مواظبة عليها كل يوم
و كنت اكتب في جدول الايام التي مارست فيها الرياضة
و بعد كم يوم تحولت الدقيقة الى 3 ثم الى 15 ثم الى 20
كلما مارست الرياضة تحسنت حالتي و كلما تحسنت حالتي زادت مدة التمارين
و الله وحده يعلم اني لم اشعر بتحسن مع اي دواء كما شعرت مع ممارسة الرياضة
الرياضة = دواء سحري
بس اهم شئ المداومة
حاجه كمان عن الرياضة
بعد المواظبة على الرياضة بدأ كرشي ينكمش و هذا اعطاني سعادة غامرة غير ان بعض العضلات الصغيرة بدأت تظهر من تحت اكوام الدهن المتراكم بفعل الادوية
و هذا اعطاني شعور بالقوة و ثقة بالنفس, جسمي قوي و رشيق اذن انا لست فاشلة
رابع شئ مبدأ اي شئ احسن من لا شئ
كانت حالتي عموماً تتحسن بالليل و ابدأ في ممارسة بعض الاشياء ففكرت بما اني خاملة وقت النهار لماذا لا انجز اعمالي بالليل؟
و بدأت اعمل اشياء بسيطة من المطلوبة مني حتى اشعر اني لست فاشلة تماماً, انا استطيع انجاز شئ
كل طبيب او طبيبة اروح لها كانوا يقولون لي اذهبي الكلية حتى لو حضرتي محاضرة واحدة
بس اذهبي
فقلت اجرب, و بالفعل كنت اترك المحاضرات الاولى لأني لا استطيع الاستيقاظ مبكراً و كنت اذهب على منتصف اليوم
اجلس وحدي و احاول الاصغاء لما يقوله الاستاذ و اروح و كان ساعتها والداي يعطياني اموال زيادة حتى اركب تاكسي بدلاً من المعاناة في المواصلات فهذا سهل علي الامر اكثر
و كنت ارجع احس بالرضا لاني لم اضيع اليوم, انا فعلت شئ, و اي شئ احسن من لا شئ, انا لست فاشلة
و كلما عملت شئ بسيط كلما زادت ثقتي بنفسي و زاد اقتناعي اني لست فاشلة و انه في امل
خامس شئ العلاقة بربنا
في بداية المرض كنت لا اريد ان اصلي خاالص
لكنني كنت اضغط على نفسي و اجاهدها حتى قرأت على احد المواقع المتخصصة في الطب النفسي ان الاكتئاب بالفعل يصيب علاقة العبد بربه بالفتور و ان المريض معذور اذا سرح في الصلاة و لم يركز فيما يقول
كم ارتحت عندما قرأت هذا الكلام, كنت اقول لنفسي سأصلي حتى و ان لم اعقل اي شئ من صلاتي لكني سأصلي, عل الله يرى اجتهادي فيشفيني
ثم بدأت اقول لنفسي (قبل الاكتئاب كنت مواظبة على صيام النوافل) التقرب الى الله ليس بالصلاة فقط , يجب ان انوع في العبادات
فبدأت بالمواظبة على الصيام مرة اخرى و كنت اعاني جداً لأن مريض الاكتئاب قليل الصبر و التحمل و في احد الايام افطرت بالفعل في منتصف اليوم
لكني كنت حريصة على الصيام, اي شئ احسن من لا شئ
ثم بدأت افكر في "قوموا الليل و لو بركعة", لم لا اصلي ركعتين لله اذا وجدت عندي القدرة على ذلك
فبدأت في قيام الليل بركعتين و كنت طبعاً اسرح و ابكي بس المهم اني كنت اصلي
كنت لا اقدر على الاقتراب من المصحف , لا اعرف لماذا , لكنني كلما وجدت في نفسي القدرة قرأت ربع حزب لكن لم اكن منتظمة
سادس شئ ممنوع اللوم و الندم و العتاب
كنت لا ألوم نفسي في ايام اكتئابي الشديدة لأني مريضة و معذورة
اللوم لم يكن يزيد حالتي الا سوءاً
فقررت منع اللوم و العتاب
بس هذا ما اذكره الان و ان تذكرت شئ اخر سأكتبه ان شاء الله
لا تدعوا الاكتئاب يضيع عمركم
انتم تستطيعون التحكم في كيمياء دماغكم بالرياضة و الدواء و التفكير الايجابي
التفكير السلبي و الاستسلام يزيد الحالة سوءاً
|
|
|