04-07-2011, 06:13 AM
|
#1
|
عضو
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 34796
|
تاريخ التسجيل : 07 2011
|
أخر زيارة : 26-02-2012 (12:49 AM)
|
المشاركات :
17 [
+
] |
التقييم : 15
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سجلت هنا لأستفيد وأفيد بإذن الله . عمري 21 سنة
وعندي رهبة من التقدم للإمامة في الصلاة الجهرية -رهاب نسبي- إن صح التعبير . وأنا أجزم بهامشية هذا المرض -العَرَض- وأن الرهاب بكافة أنواعه سحابة صيف عما قريب ستنقشع ...
تمهيد :_
[ بعض أخطاء التنشئة في نزع الثقة بالنفس ]
1- مخاوف الأم وقلقها المفرط على طفلها ؛ مما يؤدي إلى حماية زائدة للطفل ...
2- وهو فرع من الأول : منع الطفل من الإختلاط واللعب مع الآخرين .
3- عدم جعل الطفل يعتمد على نفسه .
4 – الشدة والقسوة الزائدة والعقاب لأتفه الأسباب وإصرار الوالدين على الطاعة العمياء بدون مناقشة أو تفاهم .
5 – وهو فرع من السابق : النقد السلبي والسخرية والتحقير وعدم الإكتراث بالطفل أو بما يفعله أو يطلبه .
الملخص : قدرات الطفل تتغذى وتنمو على التشجيع ، والتقريع والتثبيط والإهمال تُخمد القدرات والمواهب وتغيبها .
[ من مظاهر النقص وضعف الثقة بالنفس ]
الجبن والإنكماش والتردد وتوقع الشر ، وعدم الإهتمام بالعمل والخوف منه . المبالغة في تطلب الكمال
وأغلب أسبابها -أو السبب الوحيد بالفعل-الخوف من نقد الآخرين .
* الخجل -الرهاب- يرتبط دوما بالشعور بالذنب ووجود أخطاء في السلوك
الشطر الأول ( الشعور بالذنب ) هنا يأتي دور تزكية النفس وتطهيرها بعبودية الله سبحانه وتعالى . فالعزة كل العزة في عبادته وفعل أوامره فترتفع بذلك النفس وتُشرق ، والظلمة والوحشة والتدسية والذل في المعصية . قال تعالى :
( قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها )
قال الحسن البصري -رحمه الله- عندما مر عليه موكب من الأمراء : ( إنهم وإن طئطئت بهم البغال وهملجت بهم البراذين إلا أن ذل المعصية لفي قلوبهم ؛ أبى الله إلا أن يذل من عصاه )
ولنا وقفات مع كتاب ( الجواب الكافي ) لابن القيم-رحمه الله- في مشاركات قادمة بإذن الله تعالى .
الشطرالثاني ( أخطاء في السلوك ) وهنا تأتي أهمية دور كشف وتعرية الأنساق الثقافية الموروثة ؛ والتي عززت-الرهاب الإجتماعي- وجعلته يستفحل في النفوس . وسيأتي الكلام عنها إن شاء الله .
[ هل الخجل -الرهاب- فطري أم مكتسب ؟ ]
لن أجيب على السؤال . وعندي شيء من التردد في الجزم
ولكن أطلب من كل شخص يعاني من الرهاب أن يكتب لنا عن بعض الجوانب في تنشئته الأولى وهل تعرض لشيء مما هو مكتوب في هذا البحث ؟ ( أرجوا كتابة العمر والجنس مع ذكر نوع الرهاب المُصاحب وسببه إن عُلم )
مثال على تصرف تربوي-رُهابي- خاطيء .
أب يتبرّم من ابنه ويصفه بنقص الرجولة . لعدم قدرته على صب القهوة أو الشاي للضيوف . وقد يعاتبه على ذلك ويعرّض به أمامهم مع وجود من ينوب عنه في خدمة الضيوف .
أين مكمن الخطأ ؟ هل تبصير الطفل ومعاتبته على تقصيره يُعد خطأً ؟!
الخطأ الفادح من الناحية التربوية : تعنيف الطفل أوشجب تصرفاته التي ليس بوسعه تصحيحها دون مساعدة الآخرين
والأب في المثال السابق لم يشرع في التعليم التطبيقي لابنه سواء كان ذلك التعليم بمفردهما أو مع العائلة أو حتى عند الضيوف مع مراعاة تشجيعه على مايصنعه والتغاضي عن أخطائه وزلاته التي قد تحدث بشكل طبيعي حيث أنه لم يعتد على خدمة الضيوف .
ولكن الأب بدلاً من ذلك اكتفى باللوم والسخرية . وقد تبين من سبر أحوال ( بعض ) الأباء أن معاتبته وتهميشه لابنه في مثل تلك المواقف إنما هي ( للتشفِّي ) فقد تغلغلت تلك النزعة إلى الأب -من حيث لا يشعر- عن طريق النسق الثقافي الموروث . ويقوم وجدانه بالتنقيب عن عظام الماضي النخرة قائلاً له : كما فُعل بك افعل وكما هُمِّشت هَمِّش !
وهذا الأخير-النسق الثقافي- هو أهم أسباب ( الرهاب الإجتماعي ) وفي مجتمعاتنا بالأخص . كما سنبيّن ذلك بإذن الله .
[ ماهو النسق الثقافي ؟ ]
النسق الثقافي : طريقة تفكير المجتمع وتصوره لنفسه ، أو هو الصفات الجذرية في الثقافات المحافظة والتقليدية وهو العادات والتقاليد لذلك المجتمع .
[ علاج الرهاب بالتحرر من الأنساق الثقافية ]
ومقصودي هي الأنساق السلبية التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي ساهمت بشكل أو بآخر على استفحال هذا المرض -العَرَض- لدينا .
قال ابن القيم -رحمه الله- :
الوصول الى المطلوب موقوف على هجر العوائد وقطع العوائق. فالعوائد السكون الى الدعة والراحة وما ألفه الناس واعتادوه من الرسوم والأوضاع التي جعلوها بمنزلة الشرع المتّبع, بل هي عندهم أعظم من الشرع. فانهم ينكرون على من خرج عنها وخالفها ما لا ينكرون على من خالف صريح الشرع. وربما كفّروه أو بدّعوه وضلّلوه, أو هجروه وعاقبوه لمخالفة تلك الرسوم, وأماتوا لها السنن, ونصبوها أندادا للرسول صلى الله عليه وسلم يوالون عليها ويعادون. فالمعروف عندهم ما وافقها والمنكر ما خالفها.
وهذه الأوضاع والرسوم قد استولت عليها طوائف من بني آدم من الملوك والولاة والفقهاء والصوفية والفقراء, والمطوعين والعامة. فربي فيها الصغير ونشأ عليها الكبير واتخذت سننا بل هي أعظم عند أصحابها من السنن. والواقف معها محبوس والمتقيّد بها منقطع. عمّ بها المصاب, وهجر لأجلها السنة والكتاب.
من استنصر بها فهو عند الله مخذول, ومن اقتدى بها دون كتاب الله وسنة رسول الله فهو عند الله غير مقبول. وهذا أعظم الحجب والموانع بين العبد وبين النفوذ الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلّم.
وللموضوع بقية في الأيام المقبلة إن شاء الله تعالى ؛ وأتمنى تفاعلكم بكل ما يخدم الموضوع بتعقيب أو إضافة .
اقتراح : اقترح عمل تجمع ولقائات بين الأعضاء الراغبين في ذلك وذلك بالتنسيق مع الإدارة بحيث يحدد أسبوع مثلاً من هذه الإجازة الصيفية يحصل فيها جلسات ولقائات بين أعضاء كل منطقة أو مدينة على حدة ؛ ولا مانع من تقسيم أعضاء المدينة الواحدة إلى مجموعات بحسب نوع الرهاب الموجود . فالعلاج السلوكي مطلوب وأساسي خاصة لمن يعاني رهبة من الحضور للمناسبات والحفلات ؛ مع أن هذه الرهبة -بنظري الشخصي- هي من أهون أشكال الرهاب من ناحية العلاج السلوكي . فقط تعتمد على الاختلاط والمباشرة . وأقول لمن يرى بإيجابية مثل هذه اللقاءات ولكنه يتحسس منها ويتهيبها أن ذلك من إملاء النسق الثقافي عليه لأن مثل هذه اللقاءات هي طاريء ثقافي عليه لم يعهدها من قبل ( ابتسامة ).
|
|
|