19-07-2011, 12:26 PM
|
#1
|
عضو مجلس اداره سابق
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 32324
|
تاريخ التسجيل : 11 2010
|
أخر زيارة : 05-11-2012 (04:00 PM)
|
المشاركات :
100 [
+
] |
التقييم : 192
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
عَشِيقُكَ يَحْـتَرِق
أعوذُ باللهِ السميعِ العليمِ من همزِه ونفثِه ونفخِه
عَشِيقُكَ يَحْـتَرِق
شعورٌ غريبٌ ينتابُكَ في وحدتِك ، وكأنّ أحدا ما ينظرُ إليكَ نظرةَ ذي عَلَق ، ويقتربُ منكَ حتى تكاد تختلطُ أنفاسُكَ بأنفاسه الشيطانية ، ويهمسُ في أُذنيكَ : ياحبيبي دعكَ من كلّ الأنام ، وأنا وأنت وحدنا نعيشُ في وئام .
وقبل أن تنام ، تشعرُ بنبضاتٍ غريبةٍ داخلَ جسدك النحيل كأنّكَ إنسان ٌ تسكنُ في قلبٍ لا قلبا يسكنُ داخل إنسان ، وتَشْرَعُ أنفاسُك بالعلوّ والتصاعدِ كالعاشق الذي ترددُ في أذنيه اسم من يحبّ ، فينطلقُ لسانُكَ بكل كلماتِ الحبِّ والحنان .
حينها يتبادرُ في ذِهْنِكَ هذا السؤال !
من هذا الذي أخاطِب ؟ وأنا وحدي في هذا المكان !
ومن هذا الذي أحبّ ؟ وأنا الذي تبرّأَ الحبّ منه والحنان !
وعندما توشكُ أن تُغمِضَ عَينَيْك ، تقترب منك خيالات ٌ سوداء تحاولُ أن تخترقَ جدارَ جفْنَيْك ، فتستيقظُ مذعورا وتتململُ على أحدِ جَنْبَيْك ، ويُجافي النومُ عَيْنَيْك .
أما قلبُكَ فهوَ مثْقلٌ بالهموم ، وعقلُكَ متّهمٌ بالشرود ، وتسمعُ بداخلِكَ صوتا يبكي وينوح ، تحاولُ الاقترابَ منه ولكن أنّى لكَ الوصول !
فتقرّرُ أن تتوضأ وتصّلي ركعتين ، وتفتح المصحفَ لتبدأَ بتلاوةِ شيءٍ من الذكرِ الحكيم ، فيزدادُ غمُّكَ فوق الغم ، وقلبُكَ مُشْعَرٌ بالهم ، وكلمات ُ الحبّ تحولت إلى سيلٍ من اللعن والشتم ، ويزدادُ نبضُ قلبِكَ حتى يكاد يخرجُ من صدرِك ، والعَبْرةُ تتزاحمُ في عينك ، وتختنِقُ أنفاسُكَ داخلَ جوفِك ، وتشعرُ بحقدٍ لمن هم حولك ، كأمِّك وأبيك وزوجِك ، ونارٌ تحرقُ أحشاءك ، تضّطرمُ تقطّعُ أمعاءك ، وحرارةٌ تكسو أطرافَك ، وثُقْلٌ يعتلي أكتافَك، وعرقٌ يتصبّبُ من ظهرِك ، وأفكارٌ جنسيّةٌ شاذّة تترى على مخيّلتِك ، وكائن ما يتوسّدُ جسدك من أعلى رأسِكَ حتى قدمك.
حينها ينحسرُ اللثام ، ويعتلي البكاءُ والصياح ، ويبدأُ العشيقُ بالصراخ :
كفى .. آلمتني .. أحرقتني .. أوجعتني
أنا من سكنَ في هذا الجسد ، وأنا من اختاركِ دونَ غيركِ من البشر ، وأنا الذي أبعدتكِ عن كل غدّارٍ أشِر ، وجعلتُ في أحشائِك نارا تستعر ، من كل امرءٍ بهذا الدين التزم ، قلوبهُم سوداء ، أعمالهُم نكراء ، وجوههم مقنّعة ، باللحى المُزيّفة ، خبيثةٌ مروّعة ، فرفقا بمن أحبّكِ ، وأفنى حياتَه من أجلِك .
** إذا أنت من عزلتني عن البشر ، وملأتَ قلبي حقدا لكلّ من كان لي سَنَد ، فو الله لن أزيدكَ إلا عذابا ، ولأشعلنّ جسدك نيرانا ، ولأكيلنّك من العذاب ألوانا وأشكالا.
(فأنذرتكم نارا تلظّى ، لايصلاها إلا الأشقى ، الذي كذّب وتولّى)
( ولو ترى إذ يتوفّى الذين كفروا الملائكة يضربونَ وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق )
(واستفتحوا وخابَ كل جبّارٍ عنيد ، من ورائه جهنمّ ويُسقى من ماء صديد ، يتجرّعه ولايكاد يسيغه ، ويأتيه الموت من كل مكان وماهو بميت ومن ورائه عذابٌ غليظ )
والعشيقُ يتمادى في غيّه ، يحاولُ إرعابي بصوتِه ، أو إيلامي في مواضعَ شتّى من جسدي ، ويلاحقُني الخبيثُ حتى في أحلامي ، بكوابيس ومذابِحََ مرعبةً أراها أمامي ، كما ألمحُ خيالاته تسيرُ خلفَ ظهري ، وروائح كريهةٌ أشتمُّها ممن هم حولي .
فلايزيدني ذلك إلا إصرارا ، وأن أذيقَه من العذابِ أصنافا ، فاليوم ياحبيبي أنت مدعوٌّ إلى حفلةِ شواء ٍأُقيمُها داخلَ جسدي ، لأشعلَ نارا أُحرِقَ بها خَصْمي ، فيبردُ حينها كبَِدي.
( قال فاخرج منها فإنّكَ رجيم ، وإن عليكَ اللعنة إلى يوم الدين)
(إن شجرة الزقوم ، طعام الأثيم ، كالمهل يغلي في البطون ، كغلي الحميم ، خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ، ثم صبّوا فوق رأسِه من عذابِ الحميم ، ذق إنك أنتَ العزيزُ الكريم )
ويصرخُ العشيق مكابرا :
هيهات يا حبيبتي لن أتركَ الجسد ، لن أتركَ موطني هذا إلى الأبد ، سأعيشُ رغما عنكِ رغمَ كلّ تلكُمَ الحِمَم.
حينها أمسكتُ موضعَ الألم ، لأدعو الله يا إلهي أحرقَ كلّ من بغى وكل من توسّد الجسَد ، اللهم وأحرقَ كل عاشق اعتدى وجعل جسدي له سَكَن ، اللهم أهلكهُ بالطّاغية ، ولاتجعل له باقية ، اللهم أنزل عليه رجزك الأليم ، وعذابَك الشديد ، وزلزله زلزالاً شديدًا ، والعنْهُ لعْناً كبيرا ، اللهم وسلط عليه ملائكةً يسومونه سوء العذابِ ليلاً ونهارًا ، اللهم أرهقه صَعودا ، واجعل النجومَ عليه رجُوما ، واقذف في قلبِه الرعبَ وفزّعْهُ تفزيعا، اللهم قتّلْهُ تقتيلا ، وحرِّقْهُ تحريقا ، اللهم اصعَقْ كلّ عاشقٍ من الجانّ في الجسد ، اللهم وأصليه سَقَر ، اللهم اجعل جسدي عليه نارا ، اللهم لاتجعل له في جسدي مكانا ولاقرارا.
فيخْنَسُ الحقير ويهوي إلى أسفلِ القدم ، ويرفُّ أصبعي الصغير ويأبى الخروجَ من الجسد ، لأُذيقَه العذاب والحريق ، فيموتَ ويموتُ معه الألم .
|
|
|