اخي الكريم الدكتور طلال الناصر
بما انك حاصل على ماجستير في التأهيل الاجتماعي من قسم الدراسات الاجتماعية تخصص خدمة اجتماعيةsocial Rehabilitation
أخصائي اجتماعي اول - مجال طبي
وخبره 17 سنه في المشكلات النفسية الاجتماعية
احب اعرض عليك مشكلتي كاملة واستفساراتي حولها والتي سبق ان عرضتها على الدكتورة ليلى لكنها لم تجبنِ ، لذلك انا الان سوف اعيد عرضها عليك كما هي دون تعديل فعذرني على كون المخاطب امراة لاني سناقلها لك دون اي تعديل حيث فيها شرح كامل لمشكلتي منذ نعومة اظفاري وانتظر منك الاجابة الكافية الشافية ، وبناء على خبرتك الطويلة وشهاداتك في هذا المجال فانا متفائل جدا بك وانك سوف تعرف مكان الخلل ونقاط الضعف التي ادت بي الى هذه المعاناة التي لا يعلمها الا الله حيث اني منذ عرفت نفسي تقريبا وانا انسان غير سعيد او غير طبيعي حتى والدي يقول انك مريض منذ صغرك وانه تاتي حالة يوم كنت طفل صغير اقوم من النوم في منتصف الليل واذهب الى ابي وانا ابكي وخائف وارى اشياء يخيل لي ثم اقول لابي تعال يابي تعال اوريك اياه فيقول لي ابوي شايفه شايفه يريد ان يسكتني ( طبعا كل هذا يحصل من دون وعي او شعور ) ومرة حصلت هذه الحالة وقلت لابي تعال اوريكياه تعال قال شايفه كلت لا تعال فجاء معي الى الغرفة التي انام بها انا واخي وانا اقول له يبه شفه شفه واوشر باصبعي على اخي الغريب اني في هذه اللحضة التي اووشر بها على اخي عاد الي شعوري ولا زلت اذكر هذا الموقف يعني معي وعيي الان وابي يقول وينه وينه اقول له شف يبه اليس هذا فراشي يقول نعم اقول له شفه شفه ويدي تشير على اخي الذي ينام بجانبي ( علما انه اخي من الاب ) كما ان ابي يقول لي اعرف اذا كانت هذه الحالة سوف تاتيك يقول تجلس لك كم يوم وانت هادي وساكت حتى كانك سوف تعقل ( لا ادري ماذا يقصد بقولة سوف تعقل ) الى ان وصلت الى مرحلة المرض والتداوي والتنقل بين الاطباء والمستشفيات لاكثر من 20 سنة وطوال العشرين سنة كلها ادوية فقط اما العلاج غير الدوائي فلم اعملة واليك مشكلتي كاملة :
دكتورة ليلى
عندي بعض الاسئلة التي اود ان اطرحها عليك ،لها علاقة بمشكلتي النفسية وهي :
1- اذا حرم الطفل من حنان الام منذ ولادته هل يعيش انسان سوي وطبيعي ؟
فكما لا يخفى عليك اهمية الام وحبها وحنانها خاصة في السنوات الاولى من عمر الطفل ، تخيلي يا دكتورة طفل يحرم من امة وعمرة ستة اشهر ، منذ هذا العمر وهو يعيش بدون ام وبدل الام الحنون يعيش مع زوجة ابية تربية مع ابنها ، ليرى بام عينية التفريق والاضطهاد منذ خروجة على الحياة يرى نفسة مكروة ليس من زوجة ابية فقط بل من ابية ايضا يفرق بينه وبين اخية وكانه ليس ابنه خاصة وان هذا الاب بطبعة قاسي جدا جدا عنيف اناني يفرق بين هذا الطفل واخية صراحة لانه ابن المطلقة ونسي انه ابنه من لحمة ودمة قسوة هذا الاب وعنفة اشد الاما وعذابا من قسوة زوجته عليه ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، الطفل يرى بكل وضوح مشاعر الحب والكرة اكثر من غيرة خاصة مع طفل ذكي حساس رقيق المشاعر جداً ، نعم راى هذا الطفل بكل وضوح ان الاسرة التي يعيش في كنفها وتحت ظلها تكرهه تنبذة تضطهدة هذه الاسرة التي يفترض ان تكون منبع الحنان والامان والسعادة اصبحت هي المصدر الاول لشقائة ، وكما هو معلوم من فقد السعادة داخل الاسرة فلن يجدها خارجها ابدا ، هذا الطفل يدرك تماما مشاعر عدم الحب والجفاء مع من يعيش معهم ويتبادلها بكل ما تحمله من الم وحسرة ،يعلم هذا الطفل جيدا انهم يكرهونه ينبذونه ، لكن الشي الوحيد الذي لايعلمه هو سبب هذه المعاملة السيئة وهذا التفريق وعدم الحب هذا الطفل لا يعلم سبب ذلك وكثير ما يسئل نفسة ليش اهلي يعاملوني هكذا لم يخبرة احد سر هذه المعاملة لذلك ظن او صدق ان سبب هذا الكرة هو لانه انسان سيئ الخلق حقير غبي فاشل ما يفهم هذا ما يسمعه منهم وما يسمعه يجب ان يكون هو الحقيقة انت حقير فاشل غبي نعم هذا ما يقولونه لي وهذا سبب الكراهية لي ، وليس كرههم لي هو سبب هذا الكلام نعم هذا الطفل البرئ قلب المعادلة وبدل ما يقول لانهم يكرهونني يقولون ذلك قال بسبب ذلك هم يكرهونني ، كل شي حول هذا الطفل يراه ويعلمة ويحسة جيدا ، الا شي واحد لا يعلمة مطلقا ولا يمكن ان يصل اليه او يخطر ببالة وهو ان سبب الكرة لانك لست ابنها وابيك لانه طلق امك ، وليس لانك انت تختلف عن الناس او انك احقر منهم ، ظل هذا الطفل طوال عمرة يحاول ان يحسن من نفسة وان لا يكون امامهم حقير فاشل غبي كل المحاولات لم تفلح النظرة له هي النظرة لا تتغير حتى اصبح هذا المفهوم عند هذا الطفل متاصل جدا مثل تاصل العقيدة ومثل ما تحاول ان تحاور شخص لتخرجة من دين الى دين عاش طول عمرة يعتقد انه الحق الذي لا حق غيرة ، الغريب ان هذا الطفل لا يمكن ان يقتنع انه تغير واصبح مثل الاخرين الا اذا قالوا له نفس الاشخاص الذين عاش معهم وعابوه اما غيرهم فليس له اعتبار ولو قال ذلك كل الناس الذين على وجه الارض يجب لكي يتعدل المفهوم ان يسمع ذلك من ابيه وزوجته!! .
الغريب ان هذا الطفل يعتقد ان هذه الاسرة ليست اسرته وانهم يكذبون عليه هذا ليس ابي او احيانا يتحول الاحساس الى انه يعتقد ان ابوة ينكر انه ابنه والاسرة تنكر انه ابنها اذا كان خارج البيت يشعر انه بدون اسرة بدون ماوى واذا كان في البيت يخاف ان يطرد منها ..
ختاما اقول يا دكتورة ما هو تحليلك لكل هذه المشاعر وماهو العلاج لطفل يريد حل لمشكلتة كطفل وهو الان يبلغ من العمر 38 عاما ومع ذلك لا تزال تلاحقة هذه الاحاسيس وهذه المشاعر ، ما زلت اشعر بالرغبة الشديدة الى الحنان ، لذلك كان سؤالي في اول الموضوع هل يكون الطفل سوي بدون ام او حنان ، لا ادري هل الاكتئاب هو سبب تلك المشاعر ام المشاعر والحرمان والاضطهاد الطفولي سبب هذا الاكتئاب ، وما هو علاج هذه
الحالة التي ربما فات اوان حلها .