من دفتر روح الامل : بياض الحلم
مثل ريشة هزيلة تركتني التجارب
عرضة لهوج الرياح الاربع
في سموم الوحدة تغريني نسمة صغيرة
ارسمها في خيالي غيمة بيضاء
و أغدق على جفاف واقعي ما يرويه من غشقات الخيال
هنا و هناك
انثر الخضرة
هنا وهناك
انفث في عذوبة النسيم عبق الازهار
**********************
تتضخم الغيمة
تتكاثف
تسودّ
تنفجر بطوفانها على بساتين افراحي
تغرقها
تكسر غصون الاشجار
و تمزق اوراق الازهار
اما النسيم المشبع بالعطر
فيتحول الى دخان خانق
******************************
الامس كان
و الغد سيكون
كلاهما سراب / خيال
الحقيقة هي الآن
لكن
ترى من يمتلك القدرة على تحديد موقعه الآن و الارض لا تتوقف عن الحركة ؟
اذن . هل للحقيقة كيان محدود ؟
ان استطاع احد ان يثبت في موقعه من الكون
قد يتمكن من رؤية معالم حقيقة ما
***************************
لكن الارض لا تتوقف
و الامس لا يعود
و الغد سرعان ما يستحيل امساً مات
لا نملك الا الخيال
تحركنا رياح الاماني
فنرسم الغد غيمة تغدق الغيث
او نتحراه عارضا ممطرا العذاب
نبتسم
نحزن
نضحك
تحركنا احلامنا
و نحن غارقون في محاولة بائسة لتحديد معالم حقيقة لن تلوح في الافق
فهلا وقفنا لحظات متأملين ابداع الخالق في روعة المخيلة ؟
و هلا تحدثنا بنعمة الحلم؟
و هلا تنشقنا نسائم النسيان
في مواجهة مراوغة الحقيقة ؟؟
|