[
في قمة جبل مرتفع وشامخ في سيريلانكا يسمى نورا ليا تسري فيه السحاب وينزل من أعلاه

شلال يطوف الجبل ويقطعه ويمر بقرية تستقر فيه جماعة طيبة من الناس,مسلمون ومسيحيون

وبؤذيون ,يجلس هذا الرجل العظيم سماحة العالم ,عليم الدين ,في هيبة وابتسامة لطيفة وهالة

من الطاقة تكاد تكشفها من بعيد كلما دنوت من ,فتسأله شابة أوربية فاتنة بلغتها

الإنجليزية ""سماحتك""وهو لقب يطلقه عليه جميع أهل القرية


ا لمحبون له "كيف يكون الله لطيف ودود رحيم كريم وهو يخلق الشر والشيطان والألم والثعبان

ويصيب الطفل البريء بالإعاقة والتشوه""....

واسترسلت في كلام أغضبني في الداخل وأنا أقول في نفسي "لم يسكت عنها ",حتى انتهت من

كلامها ,فنظر إليها نظرة لو كان الدجال استقبلها لتاب ,بحب وحنان وشفقة تسري فيها وخلالها

طاقة مريحة ,كأنها نور نوشك أن نراه ,ثم قال :"إن الله ,ثم سكت سكتة أدركت شخصيا أنها

كانت سكته إيمانية يدركها من عاشها ولو لحظات

فيها عبرة مخفية ثم أكمل قائلا :"متكامل الصفات سبحانه ,يخلق المتناهيات

والمتناقضات ,الذكر والأنثى ,الخير والشر,الخبيث والطيب

يخلق الزمن ,ماض وحاضر ومستقبل..ثم أسترسل طويلا فقال:"ولا يستطيع ذلك إلا موجد

الوجود,والواحد الموجود الصمد المعبود"

ثم استرسل في مدح الله سبحانه وتعظيم صفاته وكمال قدراته إلى إن قال "ومن هذا عرفنا

الحب وعرفنا كيف أن الله يحب فبإبليس غوي آدم وبمعصية آدم عليه السلام نشأت الدنيا

وصار فيها خلق عظيم من نسل آدم كنوح وإبراهيم وداود ويعقوب وإسماعيل وإسحاق ..ثم

سكت ونظر إليها فقال :ومريم وأسيا وبلقيس وفاطمة وعائشة ثم سكت وأخذ نفسا

فقال:"وجمع وختم به الكمال وأبدع خلقه فيه محمد عليه وعلى أخوته الأنبياء أفضل السلام

والتسليم. ومن نتاج هذا الشر جاء الصالحون والعاملون و العلماء والعابدون والمخترعون

والمبدعون وامتلأت الدنيا بأنفاسهم وأفكارهم وإيحاءاتهم , فنشأت وتكونت بهذه الأفكار

عوالم , فالفكرة منشأ لتكوين الأشياء فبهم أبدع الله الدنيا اليوم .. إن من حسن إدارة الحياة

حسن إدارة المتناقضات وما من محب في الدنيا إلا ويلتقي هذه المتناقضات بالسوية.... هذه

كلمات لا أنساها من هذا الرجل الكريم

الحب أن تلقى الدنيا مشروح الصدر ,المحب واسع القبول كبير القلب يجالس الأعداء

والخصوم ويفاوض ,يجتمع في مجلسه أهل أديان مختلفة وأفكار مفترقة وطرق متنوعو أراء

عديدة

متعددة وهو يكن في نفسه لهم الاحترام ويقدر لهم سعيهم ..الحب أن تفرح بالعطية وترضى

بالأذية أن تقبل البلاء إذا جاء وتعتبره أجرا وتقبل بالخير إذا هل وتعتبره كرما ..الحب أن تغفر

وتسامح نفسك إذا أخطأت وإذا اجتهدت وإذا فشلت وأن تغفر وتعفو وتسامح غيرك لإنه مثلك

أراد ما أردت

واخطأ كما أخطأت واجتهد كما اجتهدت .. الحب أن تحب الليل لما فيه من السكون وتحب النهار

لما فيه من النور ,أن تحب النوم لما فيه من الراحة ..

واليقظة لما فيها من الإنجاز ,أن تحب السفر لما فيه من التغيير وتحب البقاء لما فيه من

الاستقرار تحب التغيير لما فيه من التنوع وتحب الاستقرار لما فيه من الثبات تحب الصيف

لان فيه السباحة والسفر وتحب الشتاء لان فيه البحث عن الدفء والاجتماع وتحب الخريف

لان فيه التغيير وتحب الربيع لان فيه الزهور الحب أن تلقى الدنيا وأنت منشرح الصدر..تقبلها

كما هي وكما خططها الله سبحانه لا كما أنت تريد هو الله أعلم كيف يديرها .....