إن الحياة مليئة بالضغوط اليومية مطالبات مالية التزامات

اجتماعية مشاحنات شخصية رغبات نفسية آلام عضوية

الضغوط اليومية المستمرة والتي لا تتوقف وتستمر الضغوط ما

استمرت الحياة بل إن واحدة من دلائل الحياة الضغوط والإنسان

حي مادامت هناك ضغوط

وللضغوط فوائد جليلة إذ بها نتطور وننضج ونتعلم ولولاها لما

تطور أحد ولا كان في الدنيا اختراع وتقدم ولرضي الناس بما

عندهم ورضى الناس بالموجود هلاك البشرية كما قال الأمام على

بن ابي طالب رضي الله عنه ""لو رضى كل أناس بما عندهم

لهلكت الدنيا "ذلك أن الرضى بالموجود يورث الكسل والدعة وهو

كما قال أبو العتاهية في شعره "مفسدة للمرء إيما مفسدة "

والمحب الحبيب المحبوب يستقبل الضغوط مبتسما ,وعنده صفة

عظيمة وجليلة أنه يتقن فن التهوين بالنون لا باللام فمن الناس

من يتقن فن التهويل ويجعل من كل حدث كارثة وفي العامية

المصرية" يجعل من الحبة قبة "

أن تكون محبا أن يعني أن تستقبل الضغوط بانشراحة

وفي التراث الصيني أن شيخا كبيرا كان في قرية ويسكن معه ولده

ولديه حصان وذات يوم ذهب الحصان ولم يعد ,فجاء الناس

يقولون له "يا مسكين ذهب حصانك , ولعل هذا من سوء حظك"

فتبسم لهم وقال لهم "ربما "

وبعد يومين عاد الحصان ومعه حصان أخر جلبه من الأدغال

,فجاء الناس يقولون له "يا لحسن حظك ,لديك الا ن ولد

وحصانان أنت رجل محظوظ ,فنظر إليهم وتبسم وقال لهم "ربما"

بعد بضعة أيام والولد يحاول ترويض الحصان سقط من الحصان

فانكسرت يده فجاء الناس يقولون له "لقد جاء هذا الحصان

بسوء الحظ ,انظر ماذا فعل ؟لقد كسر يد ابنك وأنت الان ليس

لديك من يعينك"

فتبسم لهم وقال لهم "ربما"

بعد يوم جاء الجيش الصيني يأخذ الصبيان والأولاد إلى الجيش

للتجنيد ,فسحب كل من كان صالحا لذلك ,وترك ابنه لان يده كانت

مكسورة فجاءت الناس إليه وهم يقولون له "انظر إلى عظم حظك

كيف ترك لك الجيش ابنك من بين كل أهل القرية يعينك ويساعدك

فتبسم لهم وقال لهم" ربما "

إن هذا الشيخ الكبير يتلقى الدنيا بنفسية المحب فتعطيه بنفسية

المحب

إذا أعترضك طارئ أو أمر فقل وأنت تبتسم "ربما " إن القدر لا

يخذل المحبين والله سبحانه وتعالى لا يخيب الآمال .......