عرض مشاركة واحدة
قديم 08-09-2011, 11:11 PM   #3
ملكة السكوت
V I P


الصورة الرمزية ملكة السكوت
ملكة السكوت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29588
 تاريخ التسجيل :  01 2010
 أخر زيارة : 18-11-2019 (09:58 PM)
 المشاركات : 5,508 [ + ]
 التقييم :  186
 الدولهـ
Algeria
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green


علاج الوسواس القهري :

الوسواس القهري يصنف حديثا على أنه مرض وداء له أصول فكرية ومظاهر نفسية وسلوكية وبما أنه داء فلا بد له من دواء مصداقا لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : لكل داء دواء فأذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عزوجل " لذا ينبغي للمبتلى ومن يحيط به من أن يعرف أهمية طلب مساعدة الطبيب النفسي بأسرع وقت ما يمكن قبل استفحال المرض واتساع الخرق على راقعه، وتوجد هناك عدة وسائل وطرق لعلاج الوسواس القهري من أهمها

العلاج الروحاني والإيماني وكذلك هناك
علاج نفسي وعلاج سلوكي

وعلاج دوائي وعلاج عن الطريق البرمجة اللغوية العصبية

العلاج الروحاني (تقوية الصلة بالله )
وهي أهم الطرق وأقواها على الإطلاق بل هي وقاية قبل أن تكون علاجا ، فصلة العبد بمولاه وخالقه أمر أساسي في بناء شخصية المسلم السوية الخالية من أمراض العصر المنتشرة كالقلق والإضطرابات لأن من آوى الله

آوى الى ركن شديد ومن أجل تقوية الصلة بالله شرعت العبادات وفرضت الواجبات فإذا ما اتصل الانسان بمبدئه ومنتهاه وأدرك عظمة مصرّفه في أولاه وأخراه اطمأنت نفسه وهدأ فؤاده بحكمة ما يختاره له مولاه وأن الله يحبه ولا يقضي الحبيب لحبيبه إلا مافيه خير مهما بدا له في الظاهر ضره فهو الذي قضى وقدّر (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) .


فإذا ثبتت هذه الصلة وقويت هذه العلاقة وبسقت شجرة الايمان في سماء اليقين بعد ان امتدت جذورها في أرض الرضا والتسليم – فحينئذ وبعد أن يأخذ المرء بالأسباب يفوض أمره الى رب الأرباب (وأفوض أمري الى الله إن الله بصير بالعباد ) ويتوكل عليه في كل مايقدم ويحجم لأنه هو العدل في منعه وعطائه عندها تطمئن نفسه ويسكن ضميره ويهدأ باله ويبتعد عن وساوس عدوه وهو يتلو ويردد (قل أعوذ الناس ، ملك الناس ، إله الناس ، من شر الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس ، من الجنة والناس )وهو وحده الذي لا يحمد على مكروه سواه ف(له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون )

وهذا كله يجعل الإنسان مطمئنا هادئ النفس لا وجلا مضطرب الأعصاب فلا تجده يُهول الأمور ويعطيها أكثر من قدرها وفوق حقها ومع ذلك يوقن بأن الدين دين يسر وأن الله لم يكلف العباد فوق مالا يطيقون وأن هذه الأعمال والتصرفات بعيدة عن شرعة الله السمحة ومنهجه المتوافق مع فطرة الإنسان السوية السليمة . ويوقن في مقابل ذلك أن هذه الوساوس ماهي إلا أحبولة من أحابيل الشيطان الخبيثة وشرك من شراكه الخفية المنصوبة وليس ذلك بغريب ولا عجيب على المؤمن لأنه يقرأ في القرآن قَسَمَ الشيطان بعزة الرحمن بعد طلبه الإمهال والإنظار ليُغوين بني آدم وليسلكن في ذلك كل سبيل ممكن (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين ) وقال سبحانه وتعالى حاكيا عن إبليس اللعين ( لأقعدن لهم صراطك المستقيم ، ولآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) . وعلى المبتلى بالوسواس والأفكار القهرية أن يلجأ الى ذكر الله فبه تطمئن القلوب وتنقشع الكروب وتهون الخطوب ومن آكد مايمكن ان يحرص عليه من ذكر الله عزوجل:
الصلاة :- فعليه أن يفزع إاليها فبها ترتاح النغوس فهي عمود الدين وقوامه وجنة المؤمن وحياته وبلسم الهم وشفاؤه ومفزع الصالح ورجاؤه وقد كان قدوتنا المصطفى عليه الصلاة والسلام إذا حزبه أمر فزع الى الصلاة وقال (أرحنا بها يابلال )

تلاوة القرآن الكريم : كلام رب العالمين بتدبر وتخشع

أذكار الصباح والمساء والمداومةعلى الدعاء والرقية الشرعية كأن يقول (أعوذ بالله عزوجل) و(وقل ربي أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك ربي أن يحضرون ) وقراءة المعوذات الثلاث (الإخلاص والفلق والناس)
"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرّجال . اللهم رب الناس مذهب البأس أشفِ أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادره سقما "

العلاج النفسي :
المساندة المستمرة للمريض والوقوف الى جانبه ومناقشة أعراضه وهمومه ومخاوفه من أهم ركائز العلاج النفسي وكذلك مساعدته على التأقلم مع الظروف المحيطة به والتي تثير الوساوس والتشجيع الدائم على المثابرة وعدم الإستسلام والإنتظام على الدواء الموصوف له جزء مهم من العلاج النفسي وهنا لا ننسى دور الأسرة ومساندتها وتفهمها لحالة المريض ولذلك يجب على الطبيب أن يشرح للأسرة والأشخاص القريبين من المريض طبيعة المرض ومراحل العلاج فالمريض يحتاج الى أكبر قدر ممكن من الرأفة خصوصا أنه ليس السبب في هذه المشكلة فبدلا من أن تنتقد الأسرة المريض عليها أن تقوم بتعزيزه وتشجيعه عند محاولته مقاومة الإستجابة للوسواس (أي لابد من التركيز على الجوانب الإيجابية) وعلى الشخص المبتلى بكثرة الوسوسة ان يخالط غيره ويشتغل بمشاركتهم في مختلف نشاطاتهم المفيدة فإن العزلة في هذه الحالة مذمومة والنفس امارة بالسوء والذئب يأكل من الغنم القاصية .


 
التعديل الأخير تم بواسطة ملكة السكوت ; 08-09-2011 الساعة 11:16 PM

رد مع اقتباس