عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2003, 09:21 PM   #13
دروب الهنا
عضو جديد


الصورة الرمزية دروب الهنا
دروب الهنا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4151
 تاريخ التسجيل :  06 2003
 أخر زيارة : 01-01-2006 (02:18 PM)
 المشاركات : 8 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


ذكر التنوخي في كتابه المسلي (الفرج

بعد الشدة) وهو أجمل كتاب تاريخي قصصي في هذه المسألة العميقة ويقع

في أربع مجلدات ,قصة رجل صالح تسمو نفسه بالإيجابية يدعى أبو إبراهيم

الاخوص , ركب البحر مع جماعة ,

وكانوا عائدين من الحج فغرق المركب فتعلق بعضهم بأخشاب وغرق البقية فظل

من تعلق بالأخشاب يسبح حتى جاءوا عند الساحل فبعد ان يئسوا من ان يجدوا

شيئا يأكلوه اجتمعوا يدعون الله سبحانه وأقترح عليهم أحدهم أن ينذروا لله

نذرا فصار كل واحد منهم ينذر حتى جاء الدور على الاخوص فقال لا أجد في

نفسي الا ان أقول اني لن لحم فيل !فعجب القوم منه وظنوا ان ذلك من الإرهاق

والتعب الذي أصابهم وتواعدوا على أن يبحثوا عن طعام أو صيد فإذا رأى

أحدهم شيئا فينادي البقية وافترقوا ساعات حتى صاح أحدهم بأنه قد وجد

فيلا صغيرا !! فاجتمع القوم فصادوه وذبحوه ,ثم فطنوا إلى الاخوص لا يأكل


وتذكروا أنه قد نذر الا يأكل لحم فيل فحاولوا إقناعه أن يكفر عن نذره فأبى

الرجل ان يكسر عهدا أخذه من الله وتقبل الأمر ,وعلم ان الله لن يخيبه فبينما هم

نيام بالليل إذ أقبل فيل كبير ففطن له الاخوص فراه يشتم ويقلب بخرطومه بطن

رجل ثم رفع رجله فداسه وقتله واخذ يلاحق الآخرين حتى قتلهم جميعا كلهم

يشتم بطونهم بحثا عن ولده ثم يقتلهم, فلحق الاخوص حتى أدركه فاشتم بطنه

قال: ثم رفعني بخرطومه عاليا حتى ظننت انه يلقيني ويقتلني لا محالة فأغمي

علي فما فطنت الا بعد فترة وقد نزل على ركبتيه يريدني أن أنزل وقد سار بي

حتى قرب من قرية ثم نزلت فتركني ورحل حزينا على ولده فجئت القرية

ومكثت فيها زمنا حتى تزوجت منهم وأكرموني وأعزوني حتى رحلت بزوجتي

إلي بلدي ألف قصة وقصة من عجائب الزمن في المحبين الذين استقبلوا الدنيا

مبتسمين متوكلين مستيقنين إن الحب في مواجهة الضغوط يعني التقبل والتوكل

وهو سكينة القلب وعمل الجوارح إن القلب ساكن مطمئن لكن الجوارح تعمل

وتسعى هذا سر التوكل وهو الفرق بين التوكل والتواكل, فالمتواكل لا يعمل لذا

فهو لا يجني شيئا لكن المتوكل يعمل ويسعى ولهذا قال الحسن البصري رحمه

الله: "أحسنوا العمل لما أحسنوا الظن"

يعني الشخص الذي يحسن الظن يرى النتيجة ولذا فهو يعمل ,

أما الذي لا يحسن الظن فلا يرى نتائج ولذا فهو لا يعمل .


 

رد مع اقتباس