25-09-2011, 07:43 PM
|
#1
|
عضو مجلس اداره سابق
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 32324
|
تاريخ التسجيل : 11 2010
|
أخر زيارة : 05-11-2012 (04:00 PM)
|
المشاركات :
100 [
+
] |
التقييم : 192
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
حِـوارٌ بين [ أمـل ] و [ دمـوع ] ''يستحق القراءه"
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حِـوارٌ بين [ أمـل ] و [ دمـوع ]
)(
جلست أمـل بحُجرتها .. أمسكت بكِتابها .. وبدأت تقرأ .. وفجأةً توقفت .. نزلت مِن عينها دمعة .. ثُمَّ تلتها دمـوع .. حاولت إمساكها .. فلم تستطع .. أمسكت بمنديلها .. بدأت تمسحُ عينيها .. توقَّفَت دموعُها ثوانٍ معدودة .. ثُمَّ عاودتها .. وهى تُحاولُ إيقافها .. لكنْ دون جَدوَى .. جرت دموعُها على خَدَّيْها .. نظرت إليها .. حاورتها قائـلة :
أمـل : مالكِ يا دمـوعُ لا تتوقفين ..؟!
دمـوع : لأنِّي أُحِبُّكِ ، ولا أُحِبُّ أنْ أراكِ حزينة .
أمـل : وهل فارقني الحُزنُ لحظة ؟
دمـوع : احمدي اللهَ على حالك ، فكم مِن أُناسٍ يُعانون أكثرَ مِن مُعاناتِك وهم صابرون ، لا يشكون ولا يبكون .
أمـل : الحمدُ لله على كُلِّ حال .. أعرفُ أنِّي أفضل مِن غيري كثير ، ولكنِّي أحكي حالي .. وهل قُربُكِ مِنِّي يُزعجُكِ ؟
دمـوع : لا ، بل أنا سعيدةٌ بذلك ، لأنِّي أُخَفِّفُ عنكِ شيئًا مِن أحزانك . لكنِّي لا أُحِبُّ الإكثارَ مِن زيارتِك .
أمـل : ولِـمَ ؟!
دمـوع : لأنِّي أُحِبُّ أنْ أراكِ سعيدةً مُبتسِمَة ، وكُلَّما زُرتُكِ وجدتُكِ على العكس مِن ذلك .
أمـل : وهل هذا بيدي ؟
دمـوع : نعم بيدك ، فأنتِ دائمةُ التفكير في كُلِّ شئ ، وتتحَسَّسين مِن جميع المواقف .
أمـل : كيف يعيشُ إنسانٌ بلا تفكير ..؟! أتُريديني أنْ أقولَ لعقلي : توقَّف .. لا تُفكِّر .. خُـذ إجازة ...؟!
دمـوع : لا ، لم أقصد ذلك . لكنِّي قصدتُ أنَّكِ تُفكِّرين في أشياء قد تُضايقُكِ وتُحزنُكِ ؛ مِن مواقفَ تَمُرُّ بكِ مع أهلك ومع زميلاتِكِ وقريباتِكِ ، إلى غير ذلك .
أمـل : وكيف لا أُفكِّرُ بها ، وأنا أرى مَن يُضايقني ويُزعجني إمَّا بكلامه أو بأفعاله ..؟! لو تعلمين يا دمـوع ما أشعرُ به إذا جلستُ وحدي وبدأتُ أُفكِّر ..؟! بل لو تعلمين ما أشعرُ به إذا خرجتُ مِن بيتي ..؟! أتعلمين أنِّي لا أُحِبُّ الخروجَ مِن البيت لأىِّ مكان ..؟
دمـوع : ولِمَ كُلُّ هـذا يا أمـل ..؟!
أمـل : آهٍ ثُمَّ آهٍ يا دمـوع ..! أتظنين الحياةَ جميلة ..؟! أتظنين الناسَ في الدنيا سُعداء ..؟! رُبَّما كان ذلك ظاهرًا على وجوههم وفي كلامهم ، لكنَّ الحقيقةَ غير ذلك .
دمـوع : وبِمَ تُفَسِّرين ضحكهم ولعبهم ..؟ إنني أنظرُ إليهم ، فأرى الابتسامةَ على وجوههم ، والفرحةَ في عيونهم .
أمـل : رُبَّما كان هذا شيئًا مُؤقتًا ، وسُرعان ما يختفي .
دمـوع : حَدِّثيني يا أمـل عن بعض المواقف التي ضايقتكِ ، وكُنتِ مُحتاجةً إلىَّ فيها .
أمـل : ذات مرةٍ ذهبتُ مع أختي إلى السوق لشراء بعض الأشياء ، ورأيتُ السوقَ يمتلئُ بالرجال والنساء ، وكان الزحامُ شديدًا ، وكُنَّا نُحاولُ ألَّا نصطدِمَ بالرجال ، دخلنا لأحد المُحلَّات ، وقفت أختي لتشتري ، ووقفتُ أنظرُ للناس حولي ، فلفت انتباهي أشياء مُزعِجة .
دمـوع : هـا .
أمـل : رأيتُ النساءَ يُحدِّثن الرجالَ الباعة ، وكأنَّ الواحدةَ تتحدَّثُ لأخيها أو أبيها أو زوجها ، تضحكُ وترفعُ صوتَها ، بل قد تُعطيه ولدها الصغير ليحمله أو يُلاعبه ، وقد غابَ الحياءُ عنها ، وعنه أيضًا ، والأدهى مِن ذلك أنَّه قد يكونُ نصرانيًا ، وقد تُعطيه رقم هاتفها أو جوَّالها ، أو تأخذُ رقمه ، بحُجَّةِ أنَّها قد تُريدُ تُريدُ تبديلَ السلعةِ التي اشترتها منه بغيرها ، أو تُريدُ شراء سلعةٍ جديدة ، فتَتَّصِلُ لتسألَ عنها .. أليس هذا شيئًا يدعوا للحُزن ، ويجعلني أستدعيكِ بسُرعة ، خاصةً وأنَّه مُنكَرٌ قد لا أستطيعُ تغييره ..؟!
دمـوع : معكِ حَقّ .. وماذا أيضًا ..؟
أمـل : كثيرًا ما أسمعُ أصواتَ المُوسيقى والغِناء أثناء سيري في الشارع ؛ فتكونُ داخل المُحلاّت ، أو وسائل المُواصلات ، وداخل النوادي ، وقاعات الأفراح ، بل أحيانًا داخل المدارس والجامعات ، ولا مُنكِر .
دمـوع : اللهُ المُستعان !
أمـل : ذهبتُ ذات مرةٍ لإحدى حفلات الزواج ، دخلتُ لقاع الحفل ، جلستُ أنا وأختي ننتظرُ العروس ، وفجأةً سمعنا صوتَ الدي جيه ، وبما أنَّ الحفلَ إسلامىٌّ ، ظنَنَّا أنَّنا سنسمعُ أناشيدَ إسلاميةً خاليةً مِن الإيقاع ، لكنَّها كانت أغانٍ يبدو فيها صوتُ المُوسيقى واضحًا . ثُمَّ حضرت العروس ، دخَلَت للقاع ، ودخل معها زوجُها يُمسكُ بيدها ، حتى أوصلها إلى المَنَصَّة . وبين وقتٍ وآخر يدخلُ رجلٌ أو أكثر ، والتَّبَرُّج ظاهرٌ على النساء ، إلى غير ذلك مِن أشياء مُزعِجة .. ألَا أستحِقُّ مِنكِ وقفةً بجانبي في موقفٍ كهذا ..؟!
دمـوع : بلى يا حبيبة .. : (
أمـل : أذكرُ أيضًا أنِّي كُنتُ في زيارةٍ لبعض قريباتي ، فجلستُ وكشفتُ وجهي ، حيثُ أنَّ البيتَ لم يكن به سِوَى نساء ، وقد أخبرنني بأنَّه لا رجلَ في البيت ، الكُلُّ بالخارج ، ولن يحضرَ أحـدٌ منهم الآن ، وفجأةً وأثناء حديثي معهُنَّ وجدتُ أحدَهم أمام باب الحُجرة ، فوضعتُ النِّقابَ على وجهي بسُرعة .. لم أكن أحِبُّ ذلك ولا أتوقعه أبدًا . قالوا له : ألَا تستأذِن ..؟! أمَا علِمتَ أنَّ أمـل هُنا ..؟! لكنِّي حبستُكِ داخل عيني ، وكُنتُ أتمنى أنْ لو أراكِ حينها .
دمـوع : يا لها مِن مواقف مُحزنةٍ فِعلاً ....!
أمـل : وهناك الكثيرُ والكثيرُ مِمَّا يجعلني بحاجةٍ دائمةٍ إليكِ يا دمـوع .
دمـوع : وأنا بجانبِكِ يا أمـل ، لكنِّي أُحِبُّ أنْ أكونَ معكِ في أوقاتِ سعادتِك وفرحِك ، لا أريدُكِ حزينةً مُتألِّمَة .
أمـل : تعرفين يا دمـوع ...؟
دمـوع : هـا .
أمـل : أنتِ مِن أَحَبِّ صديقاتي إلىَّ ، وأُحِبُّ الكِتابَ أيضًا ، فأنتما صاحباى ، أُحِبُّكُما أكثرَ مِن غيركما .
دمـوع : أَحبَّكِ اللهُ يا أمـل .
أمـل : تدرين لماذا أُحِبُّكما أكثرَ مِن غيركما ؟
دمـوع : لماذا ؟
()
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة المشتاق الى الجنة ; 25-09-2011 الساعة 08:01 PM
|