في اليـوم التالي ........... حضرت دمـوع إلى أمـل ...
دمـوع : السَّلامُ عليكِ يا أمـل .
أمـل : وعليكِ السَّلامُ يا دمـوع .
دمـوع : هل أنتِ مُستعِدَّة ..؟
أمـل : نعم ، وأنتظركِ مِن الصَّباح الباكِر .
دمـوع : وهآنذا قد حضرت ... هَيَّا بِنا .
أمـل : هَيَّا .
........ وتَتَّجِهان إلى بيت وفـاء ........
........... تطرق دمـوع الباب ..........
وفـاء : مَن ؟
دمـوع : دمـوع ... افتحي .
..... تفتح وفـاء الباب .....
دمـوع : السَّلامُ عليكِ يا وفـاء .
وفـاء : وعليكِ السَّلامُ يا دمـوع ... تفضَّلا .
..... تدخلان ..... وتجلسان .....
وفـاء : أنرتما .
أمـل : شُكرًا لكِ .
دمـوع : هذا نوركِ يا حبيبة .
..... تنظرُ دمـوع إلى أمـل ،، وتقـول : هذه وفـاء التي حدَّثتكِ عنها .
..... وتنظرُ إلى وفـاء ،، وتقـول : هذه أمـل صديقتي ، حدَّثتُها عنكِ ،
فأُعجِبَت بكِ ، وأحبَّت أنْ تتعرَّفَ عليكِ عن قُرب .
وفـاء : حيَّاكِ اللهُ يا أمـل ، سعيدةٌ أنا بوجودِكِ هُنا ، وأشكركِ يا دمـوع على بادرتِكِ الطيبة .
أمـل : بل أنا سعيدةٌ جدًا بمعرفتِك ، وقد أحببتُكِ مِن كلام دمـوع عنكِ .
وفـاء : أحبَّكِ اللهُ يا أمـل ... انتظرا ثوانٍ ، سأحضرُ لكما عصيرَ الليمون .
..... تميلُ أمـل إلى دمـوع ،، وتقولُ بصوتٍ مُنخفِض : عصيرُ الليمون .. ههههه .
دمـوع : نعم .. ههههه .
..... تُحضِرُ وفـاء العصير ، فتجدهما تضحكان ،، فتقول : ما الذي أضحككما ؟! أضحكاني معكما .
أمـل : عصيرُ الليمون .. ههههه .
وفـاء : لم أفهم .......!
دمـوع : ههههه .
أمـل : لقد أخبرتني دمـوع أنَّكِ تصنعين مِن الليمون شرابًا حُلوًا ، وها أنتِ ذا قد أحضرتيه لنا .. ههههه .
وفـاء : ههههه .. لقد فهمت . وصدقت دمـوع في مقالتها ، فهذا ما عوَّدت نفسي عليه .
أمـل : حدِّثيني عن نفسِكِ يا وفـاء .
()
أمـل : حدِّثيني عن نفسِكِ يا وفـاء .
وفـاء : أنا كغيري مِن الفتيات ، إلاَّ أنَّني أختلفُ عن كثيرٍ مِنهُنَّ في أنِّي لا أهتز بما يدورُ حولي مِن أحداثٍ مُؤلِمة ، يعني : لا أجعلها تُغَيِّر مَجرى حياتي . قد أحزن بعضَ الوقت ، قد أغضب ، لكنِّي سُرعان ما أعودُ لإنجازاتي وعملي . فالحُزنُ لا يُفيدُ بشئ .
أمـل : رائــع .
وفـاء : لم أكن منذُ سنواتٍ بالصورةِ التي حَدَّثتُكِ عنها ، لكنَّ الأحداثَ والمواقِفَ والآلامَ والأحزانَ التي مَرَّت بي غَيَّرتني كثيرًا ؛ غيابُ الصديقات ، والشعور بالغُربة ، إلى غير ذلك مِن ظروفٍ حولي .
أمـل : نعم .
وفـاء : تعرفين يا أمـل ؟ لقد تأثَّرتُ بمواقِفَ كثيرةٍ في حياتي ، لكنَّ موقِفًا واحِدًا هو الذي أوصلني إلى ما أنا فيه .
أمـل : وما هو ؟ أخبريني .
وفـاء : كانت لي صديقةٌ مُحَبَّبَةٌ إلىَّ ، وكانت أقربَ إلىَّ حتى مِن أخواتي ، حدث بيننا سوءُ تفاهُم ، حاولتُ إصلاحَ الموقِف ، لكنَّها رغم ذلك جرحتني بكلماتِها ، ووصفتني بالجهل وسوءِ التَّصَرُّف ، تقبَّلتُ كلامَها رغم أنَّه ضايقني ، ولأولِّ مرةٍ في حياتي كُنتُ ثابِتةً ، لم تسقط مِن عيني دمعة ، وليس هذا راجِعًا إلى عدم تأثُّري ، لكنِّي حينها تعلَّمتُ دروسًا كثيرة ، وأهم ما تعلَّمتُه أنَّ [ ما كان لله دامَ واتَّصَل ] ، لو كانت معرفتُنا وصداقتُنا لله ما تأثَّرَت بشئ ، لو كانت أُخُوَّتُنا لله لاستمرَّت رابطتُها ولم تنفك . ورُبَّما كان الخطأ مِنَّا جميعًا . بدأتُ بعدها في قراءةِ كُتب العِلم والاستماع لدروس مشايخنا ، حتى حَصَّلتُ جُزءًا يسيرًا مِن العِلم . لا أقولُ : صِرتُ عالِمَة ، ولا حتى طُويلبة عِلم ، لكنْ ما تعلَّمتُه لا يُساوى نُقطةً في بحر . وبدأتُ أُشارِكُ في المُنتدياتِ النسائية ، وأدعوا إلى اللهِ فيها ، بما عِندي مِن قليل عِلم ، وبدأتُ أُنَبِّه على ما أُلاحِظُ مِن أخطاء ، حتى صِرتُ مَحبوبةً عند الأخوات ، وصار تشجيعُهُنَّ لي ومُتابعتُهُنَّ لِمَا أكتُب دافِعًا لي على الاستمرار في دعوتي . وكُلَّما رأين موضوعًا كتبته وفـاء سارعن إلى قراءتِه والتعليق عليه .
أمـل : ما أروعكِ يا وفـاء ...! وأنا أُشبهُكِ بعضَ الشئ ، لكنِّي لا أستطيعُ الخروجَ مِن أحزاني وهمومي بسُرعة . أحتاجُ لوقتٍ طويلٍ كى أنسى .
دمـوع : وطبعًا لا بُدَّ أنْ آتيكِ لأُخَفِّفَ عنكِ .
أمـل : بالتأكيد .
وفـاء : ولِـمَ لا تأخذينَ الأمورَ ببساطة ..؟! لا شئَ في هذه الحياةِ يستَحِقُّ أنْ نحزنَ عليه . إنَّ قِصَرَ أعمارِنا لا يَدَعُ لنا مَجالاً للتفاهات .. نعم تفاهات ، فالتفكيرُ في الماضي والحُزنُ عليه يُعَدُّ تفاهة ، لأنَّ الماضي قد وَلَّى بلا عودة ، كما أنَّ التفكيرَ في المُستقبل لا يُفيدُ بشئ أيضًا ، ولا يأتي بجديد ، لأنَّ المُستقبلَ غيبٌ لا يعلمه إلَّا الله ، ولا نعلمُ أنُدركه أم لا .
أمـل : صدقتِ يا وفـاء .
وفـاء : هل تُجيدين عملاً مُعيَّنًا وتستطيعين القِيامَ به بإتقانٍ ومَهارة يا أمـل ؟
أمـل : أُجيدُ الكِتابة .
وفـاء : جميل .. وعن أىِّ شئٍ تكتُبين ؟
أمـل : أكتبُ كلماتٍ وعظيةً ، وبوحًا مِن مشاعري ، وأُعَلِّقُ على بعض الأحداثِ التي تدورُ في مُجتمعي أو في العالَم .
وفـاء : رائـع يا أمـل .. وهل فكَّرتِ في نشر كِتاباتِك ؟
أمـل : لا ، لم أُفكِّر في ذلك أبدًا .
وفـاء : ولِـمَ ؟! فلعلَّ كلمةً تكتُبينها ينتفعُ بها عاصٍ ، أو يهتدي بها ضالّ ، أو يستفيدُ مِنها مُسلم .
أمـل : لكنِّي لا أعرف كيف أنشر ...! ولا أين ...!
وفـاء : وهل تُريدين رِبحًا ماديًا مِن وراءِ ذلك ؟
أمـل : لا ، بل أُريدُ بها دعوةً إلى اللهِ تعالى .
وفـاء : إذًا ، فالمَجالُ أمامكِ واسِعٌ ومُتاحٌ وسهل .
أمـل : كيف ؟ وأين ؟