عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-2011, 07:55 PM   #1
بسمة الغد
نائب المشرف العام سابقا


الصورة الرمزية بسمة الغد
بسمة الغد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23323
 تاريخ التسجيل :  03 2008
 أخر زيارة : 21-11-2016 (11:29 PM)
 المشاركات : 5,253 [ + ]
 التقييم :  217
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Burlywood
اللطافة الاجتماعية ،، قوة أم ضعف



اللطافة الاجتماعية ،، قوة أم ضعف


مساكم ورد جميعا ،،،
من خلال تجاربي بالحياة ،، ومن تحليلي لواقع المشكلات والمواقف التي اتعرض لها في حياتي ومن
وحي المعناناة لمرات متعددة ،، سببها لي اسلوب معين في التعامل مع المحيطين والمقربين الي يميل الى السلاسة واللطافة الزائدة ،،،
أن تكون شخص لطيف هو ان تحاول دائما أن تقوم بما يتوقعه الاخرون ،، محاولا إرضائهم واحتوائهم في كل مرة ولاي سبب ،،، وان تحرص على عدم ايذاء مشاعرهم ،، حتى لو قامو بذلك ،، وان لا تطلب شيئا منهم لنفسك مطلقاً
الا تظن ان هذه مجموعة من السلوكيات الانهزامية المجحفة في حق نفسك ،، انت تقول نعم في الوقت الذي ينبغي ان تقول لا
وتقول لا أريد وانت في أمس الحاجة ،، وتتظاهر بالهدوء وانت شعلة من الغضب
وبذلك انت تحمل نفسك مسؤلية الاهتمام بهم حتى عند عدم مقدرتك على حمل هذه المسؤلية ....

وهذه السلوكيات تعتبر اخطاء نمارسها كلطفاء ،، وبنية حسنة صافية وبتلقائية
لتسبب لنا التوتر في علاقاتنا والصراع في دواخلنا لانها ترهقنا وجداَ .
نحن نسعى عادة لان نكون لطفاء حتى ننسجم مع اخواننا واخواتنا واصدقائنا ، ونكون مقبولين اجتماعيا .
وليس امرا سيئا بالمطلق في كوننا لطفاء فمن ناحية : هذا يعني اننا حساسون مسؤلون عن احتياجات الاسرة والاصدقاء
وعلماء النفس يؤكدون أن الذين يراعون مشاعر الغير يكونون بصحة جيدة وسعادة اكبر من الانانيين .
ومن ناحية اخرى : تجنينا اللطافة النقد ، والاحراج ،والرفص في المجتمع .
وبهذا يكون كل فرد بنية اساسية في مجتمع انساني اكثر تحضرا وحيوية .


اذاً ما المشكلة في كوننا لطفاء ؟؟؟
المشكلة تكمن أن اللطافة لها نتائج سلبية على استقرارنا النفسي لاننا نسعى للكمال ونبالغ في ذلك
وبالنتيجة نتحمل ما لانطيق لنحتفظ بنفس المستوى والوتيرة المعهودة من اللطافة في سلوكياتنا مع الغير .
فأحيانا تتعارض مشاعرنا مع اللطافة فنقوم بكبت مشاعرنا ،، في العمق ونتعرض للانفجار في اي لحظة .
وهذا يؤثر على صحتنا النفسية واعصابنا ،،،
السلوك اللطيف المتوازن هو الذي يجعلنا لطفاء بالدرجة التي تسمح لنا ان :
نحرر أنفسنا من الالتزام لذي يتوقعه الاخرون منا .
ان نقول (لا) عند الضرورة
ان لا نحمل انفسنا ما لا تطيق
أن نخبر غيرنا بما نريده منهم ، ونتلقاه فعلا فالحياة اخذ وعطاء من الطرفين
ان نخبر اصدقائنا بالحقيقة جينما يخذلوننا
ان نساعد اصدقائنا واحبائنا ونهتم فيهم دون تحمل عبء ادارة حياتهم
أن نشعر بمعنى وجودنا وأثره في حياتهم عن الحزن والالم والمصائب
وكل هذا لن نغير في كوننا لطفاء ......

الانسان بطبيعته كائن اجتماعي ،، ولا يجد المتعة في معظم نشاطاته الا بمشاركتها مع الغير
وهذا يجعلنا نسعى لان نكون مقبولين اجتماعيا ومحبوبين أيضا ،،، فنتسلح بصفة اللطافة لنعيش بانسجام .
وهذه الفكرة لا تتعارض مع كوننا بشر لنا اخطاءنا وعيوبنا التي يجب ان يتقبلها الاخرون فينا بحيث لا نحمل
أنفسنا اكثر من طاقتها لارضائهم ،،، فهم ايضا لهم عيوبهم ويجب ان نتقبلها .
وبالتالي نصل لقناعة اننا مقبولون بالفعل لدى الجميع ،، ونتوقف عن ارهاق أنفسنا بسلوكيات خاطئة .


والسبب الاخر لاتصافنا باللطافة هو
أننا نريد أن نعمق علاقتنا مع أحبائنا , فنحب أن نكون حاضرين بصورة تامة
لديهم, و بشكل مستمر. جوهر التواصل الحقيقي, والطريقة الاكثر إنسانية للبقاء مع الاخرين.
فهمها كانت علاقاتنا مع من يشعرون بالحزن قد فترت أو أصبحت ضحلة, علينا أن نكون
حاضرين بشكل تام في هذه اللحظات الخاصة. الحضور التام هو ما يعنيه الاشخاص عندما
يتكلمون عن التواجد مع الاخرين, ممن بحاجة لدعم شعوري, وبالتأكيد هو ليس بالشيء الهين.
التواجد بشكل حقيقي يختص بالمعاناة معهم بصمت, حتى بعد أن يعطيهم صمتنا الفرصة للتعبير ،،،،،


بسمة الغد

المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة بسمة الغد ; 26-09-2011 الساعة 07:59 PM

رد مع اقتباس