03-07-2003, 12:47 PM
|
#1
|
عضـو دائم ( لديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2423
|
تاريخ التسجيل : 09 2002
|
أخر زيارة : 30-12-2012 (12:07 AM)
|
المشاركات :
591 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
عجائب النمل
عجائب النمل
يقول ابن قيم رحمه الله في كتابه—مفتاح دار السعادة :
إن من تأمل هذه النملة وما أعطيته من الفطنة أو الحيلة في
جمع القوت وادخاره وحفظه ودفع الآفة عنه بأنك ترى في ذلك
عبراً وآيات .
فترى جماعة النمل إذا أرادت إحراز القوت خرجت من
أسرابها طالبة له ، فإذا ظفرت به أخذت طريقاً من أسرابها إليه
وشرعت في نقله فتراها رفقين ، رفقة حاملة تحمله إلى بيوتها
سرباً ذاهبا ، ورفقة خارجة من بيوتها إليه لا تخالط تلك في
طريقها بل هما كالخيطين بمنزلة جماعة الناس الذاهبين في طريق
والجماعة الراجعين من جانبهم . فإذا ثقل عليها حمل بمنزلة
الخشبة والحجر الذي تساعد الفئة من الناس عليه فإذا كان الذي
ظفريه منهن واحدة ، ساعدها رفقتها عليه إلى بيتها وخلوا بينها
وبينه وإن كان الذي صادفه جماعة تساعدن عليه ثم تقاسمنه على
باب البيت .
ولقد أخبر بعض العارفين أنه شاهد منهن يوماً عجباً ، قال
رأيت نملة جاءت إلى شق جرادة فزاولته فلم تطق حمله من
الأرض فذهبت غير بعيد ثم جاءت معها جماعة من النمل ،
قال : فرفعت ذلك الشق من الأرض فلما وصلت النملة بفرقتها
إلى مكانه دارت حوله ودرن معها فلم يجدن شيئاً فرجعن ،
فوضعته ثم جاءت بهن ، فرفعته فدرن حول المكان لم يجدن
شيئاً تحلقن حلقة وجعلن تلك النملة في وسطها ثم تحاملن عليها
فقطعنها عضواً عضواً وأنا أنظر !
ومن عجيب أمر الفطنة فيها إذا نقلت الحب إلى مساكنها
كسرته لئلا تنبت ، فإن مما ينبت الفلقتان منه كسرته أربعاً ،
فإذا أصابه ند وبلل وخافت عليه الفساد أخرجته إلى الشمس ثم
ترده إلى بيوتها ، ولهذا ترى في بعض الأحيان حبا كثيراً على
أبواب مساكنها مكسراً ثم تعود عن قريب فلا ترى منه واحدة ،
ويكفي من فطنتها ما نص الله عز وجل في كتابه من قولها الجماعة
النمل وقد رأت سليمان عله الصلاة والسلام جنوده ، قال
تعالى : ( يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان
وجنوده وهم لا يشعرون ) { سورة النمل : 18 } فتكلمت بعشرة
أنواع من الخطاب في هذه النصيحة .
النداء ، التنبيه ، والتسمية ، والأمر ، والنفي ، والتحذير ،
والتخصيص ، والتفهيم ، والتعميم ، والاعتذار ، فاشتملت
نصيحتها مع الاختصار على هذه الأنواع العشرة ، ولذلك
أعجب سليمان عليه السلام قولها وتبهم ضاحكا منه ، وسأل الله
أن يوزعه شكر نعمته عليه لما سمع كلامها .
0000000000000000000000000
|
|
|