عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-2011, 05:50 AM   #310
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الرعد - الآية: 13

(ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال"13")
وسبق أن جاء الحق سبحانه بذكر البرق وهو ضوئي؛ وهنا يأتي بالرعد وهو صوتي، ونحن نعرف أن سرعة الضوء أسرع من سرعة الصوت؛ ولذلك جاء بالبرق أولاً، ثم جاء بالرعد من بعد ذلك.
وحين يسمع أحد العامة واحداً لا يعجبه كلامه؛ يقول له "سمعت الرعد"؛ أي: يطلب له أن يسمع الصوت المزعج الذي يتعب من يسمعه. ولنا أن ننتبه أن المزعجات في الكون إذا ما ذكرت مسبحة لربها فلا تنزعج منها أبداً، ولا تظن أنها نغمة نشاز في الكون، بل هي نغمة تمتزج ببقية أنغام الكون.
ونحن نفهم أن التسبيح للعاقل القادر على الكلام، ولكن هذا عند الإنسان؛ لأن الذي خلق الكائنات كلها علمها كيف تتفاهم، مثلما علم الإنسان كيف يتفاهم مع بني جنسه؛ وكذلك علم كل جنس لغته. وكلنا نقرأ في القرآن ماذا قالت النملة حين رأت جنود سليمان:

{ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون "18"}
(سورة النمل)


وقد سمعها سليمان عليه السلام؛ لأن الله علمه منطق تلك اللغات، ونحن نعلم أن الحق سبحانه علم سليمان منطق الطير، قال تعالى:

{علمنا منطق الطير .. "16"}
(سورة النمل)


ألم يتخاطب سليمان عليه السلام مع الهدهد وتكلم معه؟ بعد أن فك سليمان بتعليم الله له شفرة حديث الهدهد؛ وقال الهدهد لسليمان:

{أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين "22" إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم "23"}
(سورة النمل)


إذن: فكل شيء له لغة يتفاهم بها لقضاء مصالحه، ومن يفيض الله عليه من أسرار خلقه يسمعه هذه اللغات، وقد فاض الحق سبحانه على سليمان بذلك، ففهم لغة الطير وتكلم بها مع الهدهد؛ وقال له:

{اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون "28"}
(سورة النمل)


وهكذا عرفنا بقصة سليمان وبلقيس؛ وكيف فهم سليمان منطق الطير وتكلم بها مع الهدهد؟ وهكذا علمنا كيف يتعلم الإنسان لغات متعددة؛ فحين يذهب إنسان إلى مجتمع آخر ويبقى به مدة؛ فهو يتعلم لغة ذلك المجتمع، ويمكن للإنسان أن يتعلم أكثر من لغة.
وقد عرض الحق سبحانه مسألة وجود لغات للكائنات في قصة النملة وقصة الهدهد مع سليمان؛ وهما من المرتبة التالية للبشر، ويعرض الحق سبحانه أيضاً قضية وجود لغة لكل كائن من مخلوقاته في قوله:

{وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين "79"}
(سورة الأنبياء)


وكأن الجبال تفهم تسبيح داود وتردده من خلفه. أيضاً يقول الحق سبحانه:

{إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والإشراق "18" والطير محشورة كل له أواب"19"}
(سورة ص)


وكذلك يخاطب الله الأرض والسماء، فيقول:

{فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرها .. "11"}
(سورة فصلت)


فيمتثلان لأمره:

{قالتا أتينا طائعين "11"}
(سورة فصلت)


وهكذا نعلم أن لكل جنس لغة يتفاهم بها، ونحن نلحظ أن لكل نوع من الحيوانات صوتاً يختلف من نوع إلى آخر، ويدرس العلماء الآن لغة الأسماك، ويحاولون أن يضعوا لها معجماً. إذن: فساعة تسمع:


{تسبح له السماوات والأرض ومن فيهن وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده .. "44"}
(سورة الإسراء)